32/11/20


تحمیل
 الموضوع: حقيقة الموت بين الفقهاء والاطباء
 توجد اتهامات من الأطباء الى الفقهاء ومن الفقهاء الى الأطباء
 فالأطباء يتهمون الفقهاء بأنهم يقتلون الكثير من الناس الأحياء بالأعتماد على علامات ظنية كتوقف التنفس مع انه ليس موت حتمي
 كما ان الفقهاء يتهمون الاطباء بأنهم يقتلون الكثير من المرضى بحجة موت جذع الدماغ مع انه ليس علامة حتمية ومتيقنة
 وهذه الاتهامات المتقابلة بين الاطباء والفقهاء تثار عند انعقاد المؤتمرات التي تقام لبيان حقيقة الموت بين الفقه والطب
 نقول لاكلام الطب على اطلاقه صحيح ولاكلام الفقهاء على اطلاقه صحيح
 فنقول للفقهاء ان توقف التنفس صحيح هو من علامات الموت ولكنه ليس من العلامات القطعية
 ونقول للاطباء ان موت جذع الدماغ هو ايضا علامة ظنية وليس علامة حتمية
 ولذا قلنا ان بعض الافراد الذين تم الحكم عليهم بالموت اثر توقف التنفس او توقف جذع الدماغ قد عادوا ورجعوا الى الحياة
 فلابد ان نجيب بان نقول
 ان لم نتيقن بخروج الروح من البدن فلايجوز اجراء احكام الموت عليه ولايجوز نزع اي عضو منه سواء كانت اجهزة الانعاش او لم تكن هذه الاجهزة
 اما لو تيقنا بخروج الروح من البدن كموت المعدة والكلية والدماغ فهنا يوجد خلاف بين الفقهاء فبعضهم يقول ان حرمة الميت كحرمة الحي لابد من احترامه
 وبعض العلماء قال بالجواز لان حرمة الميت كحرمة الحي هي حرمة احترامية وأخذ بعض أعضائه لاينافي الاحترام الاّ في صورة واحدة وهي صورة التزاحم بين الاحترام للميت وموت الشخص الحي الذي يحتاج الى كلية مثلاً
 هنا نقول ان حقيقة الموت واحدة وهي خروج الروح من البدن والاطباء لايفرقوا في كون هذا المريض تحت أجهزة الانعاش مأيوس من صحته لموت دماغه والمخيخ أو لا فهو مأيوس من صحته
 وتارة تظهر علامات الموت الطبية بصورة واضحة بحيث توقف القلب بصورة أبدية كما لو مات جذع الدماغ أيضا فالتنفس يحصل عن الطريقة الصناعية فقط فمع موت جذع الدماغ يتحقق الموت يقينا
 فليس كلام الاطباء صحيحا على اطلاقه فان الموت ليس وقف جذع الدماغ وليس كلام الفقهاء بصحيح لان الموت ليس هو وقف التنفس ووقف دقات القلب وميلان الانف وغير ذلك
 وعليه فسيكون هناك تصالح بين قول الفقهاء وقول الأطباء فكل منها يقول بالعلامات للموت وليس هو حقيقة الموت فان العلامات قد تتخلف
 فاذا ثبت موت جذع الدماغ يقينا كحوادث السير او ان الدماغ خرج من محله او اطلق عليه عيارات نارية او حصل نزيف في الدماغ مما أدّى الى موت الدماغ وهذه علامات اخرى للموت كعدم الحركة فهنا نحكم بالموت