35/03/05


تحمیل
الموضوع:لا يثبت الهلال بشهادة العدلين إذا لم يشهدا بالرؤية
في مسالة ثبوت الهلال التي قد تكون رؤية تعبدية أو رؤية وجدانية أو شياع او غير ذلك فإن الهلال عندما يثبت بشاهدين عادلين فهل لابد من توافق الشاهدين العادلين وهل لابد ان تكون الشهادة منهما حسية او حدسية؟ بل نريد منهما الشهادة الحسية والاّ لايثبت الهلال
مسألة 1: لا يثبت بشهادة العدلين إذا لم يشهدا بالرؤية بل شهدا شهادة علمية [1]فالشهادة العلمية ليست حجة على المجتهد الآخر بل هي حجة على نفس الشاهد
والدليل على ان الشهادة العلمية لاتقبل لأن الشهادة لابد ان تستند الى الحس دون الحدس والإجتهاد وان كان هذا الحس والإجتهاد بنحو العلم والقطع فلا تقبل، فان من كان عالما بالموضوع لاعن حس فهو عالم بالموضوع لاشاهد عليه فاذا أخبر الفلكي على ان القمر تحرك من تحت المحاق فهذا اجتهاد منه فحتى مع قطعه بذلك فهو ليس من الشهادة الحسية ولايثبت عندنا
الدليل الثاني على عدم اعتبار الشهادة العلمية هو الاخبار الكثيرة في المقام من ان الاستناد الى الشهادة لابد ان يكون عن حس ولابد ان تستند الشهادة الى الرؤية، فإن صحيحة منصور بن حازم تؤكّد هذا المعنى وهي صم لرؤية الهلال [2] فلابد من استناد الرؤية الى الحس
فلو كانت بقية النصوص لاتقول بالشهادة للرؤية فان هذه الرواية تقيدها ومعه فان الشهادة الحدسية غير مقبولة ولاتنفع لإثبات الهلال
مسألة 2: إذا لم يثبت الهلال وترك الصوم ثم شهد عدلان برؤيته يجب قضاء ذلك اليوم وكذا إذا قامت البينة على هلال شوال ليلة التاسع والعشرين من هلال رمضان أو رآه في تلك الليلة بنفسه فلو لم يثبت الصوم عندنا يوم الجمعة وبعد ايام جاء جماعة وقالوا باننا رأيناه ليلة الجمعة فلابد من قضاء ذلك اليوم لأنه قد رؤي الهلال في افقنا ومعه فقد ثبت فوتنا التعبدي للصوم فلابد من قضاءه
وان من فاته الصوم لأجل عدم رؤيته للهلال فأفطر فهو معذور في تركه الصوم لأن شهر رمضان لم يثبت عنده ولكن يجب عليه القضاء لأنه قد صدق الفوت تعبدا بشهادة الشهود
هذا وتوجد رواية صحيحة منصور بن حازم صم لرؤية الهلال وافطر لرؤيته فإن شهدا عندك شاهدان مرضيان بأنهما رئياه فاقضه [3]
وكذا إذا قامت البينة على هلال شوال ليلة التاسع والعشرين من هلال رمضان أو رآه في تلك الليلة بنفسه يجب قضاء يوم واحد
فلو ثبت عندنا شهر رمضان بالرؤية او بالشهادة العادلة ولكن في اخر الشهر ثبت الهلال ليلة الثامن والعشرين وهذايعني اننا قد فاتنا صيام يوم واحد فقال السيد صاحب العروة بوجوب قضاء يوم واحد
السيد الخوئي يقول يستكشف بذلك انه قد اشتبه الأمر من اليوم الأول بمعنى ان اليوم الأول من شهر رمضان لم يصمه فيكون الفوت تعبدي فيقضي والاّ فإن شهر رمضان سيكون ثمانية وعشرون يوما وهذا مقطوع البطلان فان الشهر اما تسعة وعشرون وأما ثلاثون يوما،فيقول ان هذا الحكم على القاعدة
بالاضافة الى ورود رواية مرسلة وهي مرسلة ابن سنان عن رجل قال صام علي (عليه السلام) في الكوفة ثمانية وعشرون يوما فرأوا الهلال فأمر المنادي ان ينادي اقضوا يوما فان الشهر تسعة وعشرين يوما [4]
نحن نقول كون الشهر الشرعي ثمانية وعشرين يوما غير مقطوع البطلان فقد يكون الشهر الشرعي ثمانية وعشرين يوما فهو أمر ممكن لكنه نادر جدا
فان الشهر القمري الطبيعي تارة يتكون من تسعة وعشرين يوما واخرى يتكون من ثلاثين يوما حسب طول الدورة الاقترانية للقمر وقصرها، فان القمر يدور حول الارض من المغرب الى المشرق وهذه هي الحركة الحقيقية وهذه الحركة من القمر اذا طالت فيصير ثلاثين يوما واذا قصرت فيكون الشهر تسعة وعشرون يوما
فالقمر نصفه إذا واجه الشمس فيكون هذا النصف مضيئا ويكون النصف الآخر بالنسبة لنا مضلم ويقال له ان القمر في المحاق فالوقت الذي يكون عندنا في هذه الحالة يكون ليلا، هنا عندما يدور القمر من الغرب الى الشرق فيحل الليل في المناطق التي كانت في النصف النيّر ويطلع النهار في المناطق التي كانت مضلمة من القمر عند الوران
وان القمر في دورته حول الأرض تارة يصبح في موضوع بين الأرض والشمس لكنه ليس خط مستقيم بحيث يكون خسوف بل على صورة يكون مواجها للأرض بوجه المضلم ومختفيا عنها اختفاء كاملا بحيث لايرى وهذا يسمى المحاق ولايمكن ان يرى الهلال، وبمجرد تحركه من الغرب الى الشرق بحيث يخرج جزءه المنير قليلا فيظهر لنا الهلال ومنه يبدأ الشهر
فالقمر يصبح في موضع على ان تكون الحركة القليلة موجبة لأن يكون النهار قسم منه للمكان الذي يرى فيه بحيث يكون خيط من المضلم مضيئا وخيط من المضيئ مضلما ومعه فيكون الهلال ثم يتحرك ويزداد الهلال شيئا فشيئا وبعده يكون القمر خلف الارض فيكون المواجه للقمر بدرا وهذا هو نصف الشهر ثم ينقص الى ان يرجع فيكون محاقا، وذا يسمى بالدورة الاقترانية
وهذا الشهر الطبيعي يبدأ عند خروج القمر من المحاق بمعنى ان جزء من المضيئ يكون هلالا فالهلال مظهر كوني لبداية الشهر القمري الطبيعي ويظهر عند غروب الشمس ويرى فوق الاُفق الغربي بقليل ويبقى قليلا، وهذا الهلال الذي هو بداية الشهر الطبيعي قد لايكون واضحا وقد يتحرك من تحت المحاق ولايُرى أصلا لأنه قد تمت مواجهة الجزء المضيئ من الهلال للأرض لكن وجود الشمس يؤدي الى عدم إمكان الرؤية
ثم انه قد لايرى وقد تحرك من تحت المحاق باعتباره انه قد بقي شيئا قليلا جدا فلم يمكن رؤيته لقلة مكثه بحيث يتعذر تمييزه من غيره
أو أن يكون الجزء النير وهو الهلال المواجه للارض ضيئلا لقرب عهده بالمحاق بحيث لايرى، ففي كل هذه الحالات يكون الشهر الطبيعي قد بدأ لكن الشهر الشرعي لم يبدأ لأن الرؤية متعذرة ولم تتحقق وثبوت الشهر الشرعي تكون بالرؤية
فان الشهر الطبيعي يدأ بصورتين: الاولى: يخرج القمر من تحت المحاق بعد ان يصبح بين الأرض والشمس، ثانيا:ان يكون هذا الجزء مقطوع الرؤية فيكون الشهر الطبيعي قد بدأوان لم نتمكن من رؤيته
هذا بخلاف الشهر الشرعي فانه متوقف على أمرين: الاول: ان يتحرك القمر من تحت المحاق بحيث يكون قسم منه نير، وثانيا: لابد من ان نقطع برؤيته بالعين المجردة
ومعه فقد يتأخر الشهر القمري الشرعي عن الشهر القمري الطبيعي فيبدأ الطبيعي ليلة الجمعة لأنه تحرك من تحت المحاق لكنه لم يرى فيمكن ان يكون الشهر الطبيعي تسعة وعشرين يوما بينما الشهر الشرعي ثمانية وعشرين يوما وهذه الحالة هي حالة نادرة، وبهذا البيان فقد أمكن ان يكون الشهر الشرعي ثمانية وعشرين يوما ولو نادرا