1440/02/24


تحمیل

الأستاذ الشيخ هادي آل راضي

بحث الفقه

40/02/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الرواية السادسة من الروايات الدالة على منع صوم يوم عاشوراء، هي ما ينقله صاحب الوسائل عن الشيخ الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن يس الضرير، عن حَريز، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا:

 

لا تصم في يوم عاشوراء، ولا عرفة بمكة ولا في المدينة ولا في وطنك ولا في مصر من الأمصار.[1]

 

هذه الرواية غير معتبرة سنداً ب"نوح بن شعيب النيسابوري" و "يس الضرير" لعدم إثبات وثاقتهما. و لا يوجد سند آخر لهذه الرواية و إن ذكرها الشيخ في التهذيبين، لأنه نقلها فيهما عن الشيخ الكليني بهذا السند نفسه.

 

أما من حيث الدلالة فهي ظاهرة في النهي عن صوم عاشوراء مطلقاً، أي من دون تقييده بعنوان الفرح و التبرك، فالنهي فيه يكون على غرار النهي عن صوم العيدين.

 

نعم، ذيل الرواية قد ينافي هذا الظهور، بإعتبار أن النهي عن صوم عرفة في الأماكن المذكورة فيها[2] ، ليس نهياً تحريمياً قطعاً. فإذا قلنا أن الذيل يكون قرينة على الصدر فنحمل النهي على الكراهة، و إلّا فيبقى على ظاهره و هو التحريم.

 

الرواية السابعة و هي ما رواه الشيخ في الأمالي عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن علي بن حبشي، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

 

سألته عن صوم يوم عرفة؟ فقال: عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة، قلت: فصوم يوم عاشوراء؟ قال: ذاك يوم قتل فيه الحسين عليه السلام، فان كنت شامتا فصم، ثم قال: إن آل أمية نذروا نذرا إن قتل الحسين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا، ويفرحون أولادهم، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم، ثم قال: إن الصوم لا يكون للمصيبة، ولا يكون إلا شكرا للسلامة، وإن الحسين عليه السلام أصيب يوم عاشوراء إن كنت فيمن أصيب به فلا تصم، وإن كنت شامتا ممن سره سلامة بني أمية فصم شكرا لله تعالى.[3]

 

هذه الرواية غير معتبرة سنداً أيضاً لجهالة معظم رجاله حتى "الحسين بن أبي غندر" الذي يروي عنه "صفوان بن يحيى" الذي هو أحد مشايخ الثلاثة، و ذلك لضعف السند من بعد "صفوان" إلى الشيخ، فلا يعلم بطريق معتبر أن"صفوان" يروي عن "إبن أبي غندر".

 

أما من حيث الدلالة فتامة، لأن ظاهرها النهي عن صوم يوم عاشوراء، بإعتبار أن هذا اليوم هو يوم حزن و مصيبة، و الصوم لا يكون للمصيبة، بل إنما يكون شكراً للسلامة. فالرواية تنهى عن الصوم في أيام الحزن و المصيبة بغض النظر عن قصد الصائم.

 

الرواية الثامنة ...........

 


[1] وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج١٠، ص٤٦٢، أبواب الصوم المندوب، ب٢١، ح٦، ط آل البيت.
[2] قالوا هذا يكون في مقابل من يقول بجواز صوم عرفة في بعض هذه المناطق، فالرواية تريد ان تنهى عن صوم يوم عرفة مطلقاً.
[3] وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج١٠، ص٤٦٢، أبواب الصوم المندوب، ب٢١، ح٧، ط آل البيت.