37/07/30


تحمیل

الموضوع: صدور مبطل من المصلي في آخر الركعة الأخيرة

تتمة لما مرّ بنا مما له صلة بدعاء الندبة وعموم المعارف، ان في مقام الحجية لروايات له دور ركني وكما مر مراراً فعندما يقال ان صحة المضمون لها دور في الحجية لايعني عدم الإكتراث بالسند كما لايعني عدم الإكتراث بصحة الكتاب فإن ركن الاركان في الحجية لايمكن دعوى انه الطريق بل ان ركن الأركان في الحجية هو المضمون على كافة المباني كالنجاشي أو ابن الغضائري.

وهذا يدل على انهم يميزون بين صحة الكتاب وصحة المضمون وصحة الطريق، وان الركنية والمداريّة والمحورية لصحّة المضمون هي التي تعني موافقة الكتاب والسنة فيقبل الخبر أو مخالفة الكتاب والسنة فيطرح الخبر.

فمن شرائط حجية الخبر كونه موافقاً لمحكمات الكتاب والسنة وان لايخالف محكمات الكتاب والسنة، وان تشخيص الموافقة والمخالفة للكتاب والسنة يكون بعلم الفهم والفقاهة والاجتهاد للمجتهد وليس بعلم الرجال وعلم الدراية، فهنا يأتي دور الفقيه والمتكلم فهو الذي يتمكن من صحة مضمون الخبر، وعليه فان صحة المضمون تتوقف على الفقاهة التي هي الركن الركين.

فغاية النقل (فلولا نفر) هو المضمون، فالغاية والمدار والقمّة القصوى هي صحة وفهم المضمون، فحجية المضمون تدور مدار الفقاهة وان حجية الطريق والسند مقدمة وليست الغاية، فان شموخ دعاء الندبة وزيارة عاشوراء ودعاء الصباح وغيرها هو في المضمون وهيكل المضمون، وان صلة هذا الدعاء أو الزيارة بالدين ليس منحصرا بالطريق بل ان الطريق والكتاب نكترث به لكنه ليس الغاية وان الغاية القصوى هو التفقه، فلابد من موافقة المضمون للكتاب والسنة لأن الدين طبيعته منظومة ومجموعة واحدة.

فصحة المضمون شيئ عظيم وهي نتيجة طبيعة باعتبار ان الدين ليس أخبار متناثرة ومتباعدة بل ان طبيعة الدين مجموع وليست الحجية مستقلة فان طبيعة الحجج هي مجموعية فلابد من مراعاة المجموعية الصناعية.

توجد اليّة في المضمون جدا مهمة وهي سهلة التناول وهي ضرورية جدا وهي: عبارة عن ان الجمل والكلمات الواردة في الروايات أو الأدعية او الزيارات يتتبع ويتقصى ورودها في روايات وأدعية وزيارت وموارد اخرى، فمثلا زيارت الجامعة الكبيرة الشريفة بعد ان تتبعنا كلمات الجُمل الواردة فيها وجدنا ان لها عشرة مصادر اخرى، وبعد ذلك تتبعنا أكثر فوجدنا ان بنود زيارة الجامعة الكبيرة خلاصة من الامام الهادي (عليه السلام) لما قاله آبائه الطاهرين (عليهم السلام) في زيارات عديدة أو روايات في معارف عديدة.

فحقيقة الزيارة أو الدعاء أو روايات المعارف أو روايات الفروع هو نسيج منظومي في القلوب والصدور، فان طبيعة مايصدر عن أهل البيت (عليهم السلام) يشبه بعضه بعضا فحجية الحديث مجموعية ومنظومية.

فطبيعة الحجية مجموعية فلا يمكن جعل الحجية غير مجموعية في علم الرجال أو علم الحديث أو علم الفقه فلا حجية فرديّة بل الحجيّة مجموعية، وان آليّة الحجية المجموعية في الصدور والألفاظ والمضمون هي شبكة ومنظومة منتشره.

فقد ورد في علوم التفسير لأهل البيت (عليهم السلام) ان الكلمة الواحدة في الآية قد يكون لها سبب نزول مستقل فإن صدر الآية قد ينزل في شئ و وسط الاية ينزل في شئ وذيل الآية ينزل في شئ.