33/07/22


تحمیل
 الموضوع: توصيات في آخر درس من هذه السنة
 في آخر درس من هذه السنة المباركة نوصي بثلاثة أشياء
 أولا: بما اننا قد وضعنا انفسنا في مقام المسؤولية واطلقنا على انفسنا باننا روحانيون نحن في عملنا يجب ان نربط هذه الامة بأهل البيت (عليهم السلام) فانه الطريق الوحيد المنجي من الهلكات الذي يوصلنا الى الجنة
 وهذا الأمر الذي نعتقد به يعتقده أيضا أهل السنة فانه في سفراتنا الى الحج استفدنا فائدتان الفائدة الاولى تكونت منها صغرى والفائدة الثانية تكونت منها كبرى والنتيجة تكون صحيحة اذا تمت الكبرى والصغرى
 فقد ظفرنا في سفرة من سفراتنا بكتاب فقه الصحابة والسلف والعترة والتابعين للدكتور محمد المنتصر الكتاني وهو دكتور في جامعة ام القرى في مكة يقول في مقدمة هذا الكتاب من ظفر بفقه العترة ظفر بالهدى والاستقامة والصلاح حتى يدخل الجنة ويستند في ذلك الى حديث الثقلين
 وفي سفرة ثانية ظفرنا بكتاب صالح محمد امين وهو شيخ يمني له كتابه بين دعوى الافتراء وتهمة الانتحال فكأنه يقول ان الشيعة ظلموا أهل السنة لأنهم ادعوا ان أهل السنة قد تركوا روايات أهل البيت (عليهم السلام) مع ان روايات أهل البيت (عليهم السلام) كثيرة في موسوعات أهل السنة
 ثم يحمل على أهل السنة حيث قالوا ان فقه الشيعة هو فقه منتحل ومبتدع فيقول قد راجعت كتب الشيعة فوجدت ان فقههم مطابق للروايات الموجودة لأهل البيت (عليهم السلام) عندنا ففقه الشيعة ليس فقه منتحل
 فهذين الكتابين من غيرنا يظهر منهما ان فقه الشيعة هو فقه أهل البيت (عليهم السلام)
 فالكتاب الأول يأتي بالكبرى وهو ان من ظفر بفقه أهل البيت (عليهم السلام) فققد ظفر بالهدى والاستقامة حتى يدخل الجنة
 وعليه فباسقاط المتكرر يتحقق لدينا ان من ظفر بفقه الشيعة فانه قد ظفر بالاستقامة والهدى حتى يدخل الجنة
 فلابد لنا من ان نسعى لأن ننفع غيرنا ونربط عمل الناس بعمل وفقه أهل البيت (عليهم السلام) فانه الطريق الوحيد الذي يوصل الى الجنة ويدخل به الناس الجنة
 ثانيا: لابد من ربط الامة بالشعائر الحسينية والدينية فانه أيضا طريق النجاة والفوز بالجنة وهذا متفرع على الأول فان ربط الامة بالشعائر الحسينية هو ربط الامة بالفقه والدين فانه الطريق الصحيح الذي يؤدي الى رضوان الله تعالى
 ثالثا: يجب ان يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى فاننا قد نعرف فقه أهل البيت (عليهم السلام) ونعمل به ولكن من دون اخلاص فمتى ماوافق المصلحة نعمل به والاّ فلا نعمل
 وان أقل درجات الاخلاص هو الإجزاء في العمل وسقوط الأمر ولكن أعلى مراتب الاخلاص في العمل هو رضوان الله تعالى ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم وهكذا فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون وهذا أعلى مراتب الاخلاص
 قال تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فكلنا عباد الله وكل الجنة هي جنة الله تعالى ولكن المراد هو الترتب على أعلى مراتب الإخلاص
 قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فهبني صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك فقيمة العمل تختلف عند الناس فانها بمقدار النتائج التي يحصل عليها العمل خارجا حلالا كان أو حراما
 وأما قيمة العمل عند الله تعالى فهي بمدى الخلوص الباطني وان قلّت النتائج ليبلوكم أيكم أحسن عملا فيفسر الامام الصادق (عليه السلام) هذه الآية ويقول ليس أكثركم عملا بل أصوبكم عملا وهو من يأتي بالعمل خشية لله مع نيته الباطنية الصادقة
 فنرى المسلمون انتصروا في معركة بدر ولكن في معركة الخندق لما برز عمرو بن عبد ود وخرج له علي (عليه السلام) وكان صغير السن فحينما سبقة علي (عليه السلام) بالضربة وأسقطة فجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) على صدره ليحز رأسه ولكنه قام وبعد فتره رجع وحزّ رأسه فال له النبي (صلى اله عليه واله) له لماذا تأخرت عن حز رأسه فقال يارسول الله حينما أردت قطع رأسه بصق في وجهي وسب امي فغضبت لنفسي فما أردت ان أقتله لنفسي فقمت حتى ذهب الغضب فرجعت اليه وقتلته لله تعالى
 فنرى ان معركة بدر لايوجد فيها كونها أفضل من عبادة الثقلين بينما هذا العمل للمولى أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أفضل من عبادة الثقلين حيث قال النبي (صلى الله عليه واله) ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين الى يو م القيامة وذلك للإخلاص الكامل في هذا العمل
 يقال ان اصحاب الرقيم الذين هم ثلاثة دخلوا غارا فزلزلت الأرض فوقعت الصخور على فوهة الغار فانغلق الغار ولم يتمكنوا من الخروج فاستسلموا الى الموت وعندها قال أحدهم للآخر هل من أحدنا له عمل خالص لوجه الله تعالى
 فقال أحدهم كان لي أباً ظالما لي وجائرا ولكنه عندما كبر اعتنيت به وكرمته لوجه الله تعالى الى ان مات فتوسل بهذا العمل الى الله تعالى لان ينجيهم فجائت زلزلة فتنحت الصخرة قليلا عن فوهة الغار بحيث دخل النور اليهم داخل الغار
 وقال الآخر أنا أيضا لدي عمل خالص لوجه الله وهو كان عندي بنت عم أعشقها ولايرضى أهلها بأن أتزوجها وكان المجتمع يوافقني ولكن حكم الله تعالى ضدي فتركت مايقوله المجتمع لوجه الله وتركت المنطقة حتى تتزوج مع من تريده فياربي بحق هذا العمل الذي هو لوجهك الكريم إلاّ أنقذتنا عندها تحركت الأرض وزلزلت فدخل اليهم الهواء
 أما الشخص الثالث فقال أنا جئت بشخص ليعمل عندي في البيت ولم اساومه وبعد نهاية العمل قال اريد ليرة الاّ انني لم أعطه ليرة بل قلت له لك نصف ليرة فقال لا اريد نصف ليرة فبقيت النصف ليرة بيدي أمانه شرعية فاشتريت له بها خروفا وتكاثر وصار عشرة خرفان بعد ذلك جاء وقال اريد النصف ليرة فقلت له اشتريت به خروفا وتكاثر وهي الآن تساوي خمسة ليرات فدفعتُ له خمسة ليرات قربة الى الله تعالى فياربي بحق هذا العمل الخالص لوجهك الاّ ما أنقذتنا فعندها تحركت الأرض ففسح لهم المجال فخرجوا ونجوا من المهلكة
 وكل هذا من أجل التوكل على الله والتقرب الى الله تعالى
 وأما بالنسبة الى البحث الفقهي، فنقول:
 ان الارتماس الذي قلنا فيه ثلاثة أقوال وقد اخترنا القول الثاني وهو الحرمة دون الإفطار للرواية التي تقول من ارتمس متعمدا فليس عليه القضاء ولايعودن وهو يعني صحة الصوم
 فالروايات التي ظاهرها بطلان الصوم نتيجة لهذه الرواية لابد من حملها على الحرمة التكليفية لا البطلان
 فالارتماس حالة الصوم حرام للروايات الناهية عن الارتماس ولكن قلنا ان الحرمة في هذه الروايات الناهية لها ظهور ثانوي اذا توجهت الى شيئ معين وهو في المركب وقد توجه النهي هنا الى الارتماس الذي هو جزء المركب لأن الصوم هو ترك الأكل وترك الشرب وترك الجماع وترك الارتماس وترك الاحتقان فاذا توجه النهي الى شي معين وهو في ضمن المركب فيتحول الظهور الى كون المنهي عنه هو مانع
 ولكن هذه الرواية التي هي نص على صحة الصوم فتكون قرينة على ان تلك الروايات الناهية لايراد منها المانعية فنرفع اليد عن الظهور الثانوي وهو المانعية ونرجع الى الظهور الاولي وهو الحرمة التكليفية
 وكذا بالنسبة للحج فهو أيضا نهي عن عمل مركب وظاهره البطلان ولكن هناك رواية قالت ليس عليه إلاّ الفداء فتصير قرينة لصرف ظهور النهي في البطلان الى الظهور في الحرمة
 وفيما نحن فيه أيضا كذلك فالموثقة تصير قرينة على صرف النهي الذي هو ظاهر في البطلان الى الحرمة وهو جمع عرفي ومعه فلاتجري قواعد التعارض بل لاتصل النوبة الى جريان قواعد التعارض أصلا
 قال السيد الماتن الارتماس في الماء ويكفي فيه رمس الرأس فيه وان كان سائر البدن خارجا عنه فالقول الاول يقول بالافطار والقول الثاني يقول بالحرمة و القول الثالث يقول بالكراهة
 ولكن المسألة هنا فيها أقوال ثلاثة
 الاول: لصاحب الشرائع حيث قال ان رمس الانسان كله مفطر للصوم بدليل رواية لايضر الصائم ما صنع اذا اجتنب اربع الاكل والشرب والنساء والارتماس في الماء والظاهر من الارتماس في الماء هو رمس كل الجسم
 الثاني: المفطر هو رمس الرأس فقط هو المفطر وهو قول مشهور بدليل تصريح الروايات بان المراد من الارتماس هو رمس الرأس
 والروايات فيه ثلاثة
 الاولى: صحيحة محمد بن مسلم في الباب 3 مما يمسك عنه الصائم الحديث 1 ولايغمس رأسه في الماء
 الثانية: صحيحة الحلبي في الباب 3 مما يمسك عنه الصائم الحديث 7 الصائم يستنقع في الماء ولايغمس رأسه
 الثالثة: صحيحة حريز في الباب 3 مما يمسك عنه الصائم الحديث 8 لايرتمس المحرم ولا الصائم رأسه في الماء
 هنا يوجد اشكال وهو ان لايرتمس هو فعل لازم فكيف نصبت كلمة رأسه؟
 ولو قلنا انها مرفوعة فتكون بدلا فهي بدل البعض من الكل
 الثالث: قول صاحب المدارك وهو ان رمس المنافذ مبطل للصوم اي ليس كل الراس فالعين والاذن والانف هي منافذ
 ولكن هذا هو اول الكلام وهو قول باطل وضعيف لانه كالاجتهاد في مقابل النص
 فهل رمس الراس كله مفطر او رمس الجسم كله هو المفطر؟
 فنقول ان الروايات نهت عن غمس الرأس وبعضها نهت عن الارتماس من دون تعرض لمتعلقة ومعه فاما ان يكون المدار غمس جميع البدن ومنه الرأس أو أن يكون المدار هو غمس الرأس لأن الرأس فيه خصوصية ولو كان البدن خارج الماء
 العرف يفهم ان الرأس له خصوصية حيث ذكرته الروايات بخصوصه وقد خصته بالذكر
 فالمدار في الإفطار وعدمه على غمس الرأس وعدمه أو المدار في الحرمة وعدمها وهو القول الثاني على غمس الرأس وعدمه ومن قال بالكراهة أيضا المدار على غمس الرأس وعدمه