35/06/15


تحمیل
الموضوع:أقسام الصوم
فصل أقسام الصوم أربعة: واجب، وندب، ومكروه كراهة عبادة، ومحظور
والواجب أقسام: صوم شهر رمضان، وصوم الكفارة، وصوم القضاء، وصوم بدل الهدي في حج التمتع، وصوم النذر والعهد واليمين، والملتزم بشرط أو إجارة، وصوم اليوم الثالث من أيام الاعتكاف. أما الواجب فقد مر جملة منه[1]
انتهينا الى أقسام الصوم وهي أربعة: صوم واجب وصوم مستحب وصوم مكروه كراهة عبادة وصوم محظور
الصوم الواجب على اقسام قد تكلمنا عن أكثره كصوم شهر رمضان وصوم القضاء وصوم القضاء وصوم الهدي وصوم النذر والعهد واليمين قد تعرضنا لبعض فروضه وصوم الملتزم به بشرط أو اجارة ولم نتكلم عنه وصوم اليوم الثالث من ايام الاعتكاف وقد تكلمنا عنه
وأما المندوب منه فأقسام:منها: ما لا يختص بسبب مخصوص ولا زمان معين كصوم أيام السنة عدا ما استثني من العيدين وأيام التشريق لمن كان بمنى فقد وردت الأخبار الكثيرة في فضله من حيث هو ومحبوبيته وفوائده ويكفي فيه ما ورد في الحديث القدسي: الصوم لي وأنا أجازي به وما ورد من أن الصوم جنة من النار وأن نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب ونعم ما قال بعض العلماء من أنه لو لم يكن في الصوم إلاّ الارتقاء عن حضيض حظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة وشرفا[2]فهو غير مختص بسبب أو زمان أو مكان معين كصوم أيام السنة عدا يومي العيدين وأيام التشريق لمن كان بمنى
وان الصوم المحرم هو كصوم العيدين وصوم أيام التشريق لمن كان بمنى ويوجد صوم محرم غيرهما، ونحن سنتثبت ان من الصوم المحرم صوم يوم عاشوراء
وان استحباب صوم الدهر يكفي فيه الحديث القدسي الصوم لي وأنا أجزي به [3] وهكذا ويكفي فيه حديث الصوم جنة من النار[4] بمعنى انه حاجز من النار، ويكفي فيه أيضا حديث بنى الاسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية[5] فصوم الدهر ماعدى المحرمات مستحب بهذه الأدلة الصحيحة الصريحة الوافية الكثيرة
وهناك صوم مستحب مختص بزمان معين أو مكان معين كاستحباب صوم ثلاثة ايام في المدينة وان كان الشخص مسافرا وقال المشهور بأنها الأربعاء والخميس والجمعة وفيها روايات
ومن الصوم المستحب ماكان مختصا بزمان معين وهي كثيرة وأدلتها واضحة وهي الروايات الكثيرة وآكدها صوم ثلاثة أيام من كل شهر أول خميس من العشرة الاولى وأول أربعاء من العشرة الثانية وآخر خميس من العشرة الثالثة ففيه روايات كثيرة تقول من يداوم على هذا الصوم فإنه يعادل صوم الدهر
ففي صحيحة حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى قيل: ما يفطر ، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم ، ثم صام صوم داود عليه السلام يوما ويوما لا ، ثم قبض عليه السلام على صيام ثلاثة أيام في الشهر ، وقال : يعدلن صوم الدهر، ويذهبن بوحر الصدر، (وقال حماد : الوحر الوسوسة)، قال حماد ، فقلت: وأي الأيام هي؟ قال : أول خميس في الشهر ، وأول أربعاء بعد العشر منه ، وآخر خميس فيه [6]
وصحيحة معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام) أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ، ثم قال: اللهم أعنه: أما الأولى فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا، والثانية الورع ولا تجتري على خيانة أبدا ، والثالثة الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه ، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة ، والخامسة بذلك ما لك ودمك دون دينك، والسادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي أما الصلاة فالخمسون ركعة ، وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر ، الخميس في أوله و الأربعاء في وسطه والخميس في آخره...[7] فتدل هذه الصحيحة على استحباب الأيام الثلاثة المذكورة
ومن الصوم المستحب صوم يوم الغدير، وصوم يوم مولد النبي (صلى الله عليه واله)، وصوم يوم مبعث النبي (صلى الله عليه واله)، وصوم يوم دحو الارض وهو بسط الأرض من تحت الكعبة
والروايات تؤكد صوم يوم دحو الأرض وصوم يوم الغدير ويوم مولد النبي (صلى الله عليه واله)، ويوم المبعث، وتؤكد صوم يوم الخامس عشر من رجب، وأول ذي الحجة، ويوم التروية،
وتؤكد الروايات صوم يوم المباهلة وهو يوم الرابع والعشرون من ذي الحجة وهو يوم شريف لأن الله أظهر النبي (صلى الله عليه واله) على نصارى نجران وأظهر فيه فضل علي (عليه السلام) حيث جعله نفس الرسول (صلى الله عليه واله) وهو اليوم الذي تصدق فيه علي (عليه السلام) بالخاتم على المسكين فنزلت الآية: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون [8] فاذا صام الانسان هذه اليوم شكرا لله على هذه النعم فهو مستحب
بالنسبة الى صوم يوم الغدير ففيه روايات كثيرة وصحيحة في الصوم المندوب الباب الرابع عشر من الوسائل، وهكذا صوم يوم المبعث في أبواب الصوم المندوب الباب التاسع عشر، وصوم يوم دحو الأرض في أبواب الصوم المندوب الباب السادس عشر، وصوم يوم مولد النبي (صلى الله عليه واله) في أبواب الصوم المندوب الباب التاسع عشر
لكن بالنسبة الى صوم يوم المباهلة فلا توجد رواية لكن الشرايع والجواهر قال باستحبابة فانه يوم شريف بل انه أشرف الأيام فيستحب صومه شكرا لله على النعم، وقال النراقي في المستند يستحب صوم يوم المباهلة لفتوى الأصحاب
ولكن فتوى الأصحاب ليست حجة فلا يمكن ان تكون مستندا كما ان شكر الله تعالى يمكن ان يكون في غيره من الأيام أيضا، كما ان روايات من بلغ لاتنفع لاثبات الاستحباب لأنها لاتقول بالاستحباب وعليه فالفتوى باستحباب يوم المباهلة مشكل، نعم الثواب فيها ثابت
قال العلماء ومن المستحبات صوم يوم عرفة، وان يوم عرفة فيه روايات مختلفة فبعضها يدل على الإستحباب وبعضها تدل على كراهية صومه والجمع بينهما هو الجواز فيكون صومه كبقية الأيام
نعم توجد رواية سالم وهي: عن سالم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام) وحده ، وأوصى علي (عليه السلام) إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) جميعا ، فكان الحسن (عليه السلام) إمامه، فدخل رجل يوم عرفة على الحسن (عليه السلام) وهو يتغدى والحسين (عليه السلام) صائم ، ثم جاء بعد ما قبض الحسن (عليه السلام) فدخل على الحسين عليه السلام يوم عرفة وهو يتغدى وعلي بن الحسين عليهما السلام صائم ، فقال له الرجل : إني دخلت على الحسن (عليه السلام) وهو يتغدى وأنت صائم ، ثم دخلت عليك وأنت مفطر ؟ ! فقال : إن الحسن (عليه السلام) كان إماما فأفطر لئلا يتخذ صومه سنة ، وليتأسى به الناس ، فلما أن قبض كنت أنا الامام فأردت أن لا يتخذ صومي سنة فتأسى الناس بي[9] وان الروايات لم تذكر بأن النبي (صلى الله عليه واله) قد صامه فمن قال باستحبابه لابد له من الدليل، نعم إذا التبس أول الشهر أو ان الذي يصوم يوم عرفة فانه يضعفه عن الدعاء فيكون صومه مكروها
وأما المكروه منه: بمعنى قلة الثواب ففي مواضع أيضا: منها: صوم عاشوراء [10]والمراد من المكروه هو قلة الثواب ومنها صوم يوم عاشوراء
الأقوال في صوم يوم عاشوراء ثلاثة: القول الأول: لصاحب العروة تبعا لغيره من الأصحاب وهو كراهة صوم يوم عاشواء
القول الثاني: وقد ذهب اليه صاحب الشرايع وهو استحباب صوم يوم عاشوراء، لكن صاحب الشرايع قيده بانه لابد ان يكون على وحه الحزن على سيد الشهداء (عليه السلام) لكن صاحب الجواهر يقول ان روايات صيام يوم عاشوراء مطلقة فمن أين جاء هذا التقييد، وهذا التقييد تبعا للشيخ الطوسي حيث ان الروايات مختلفة بين صومه وعدم صومه، وقال صاحب المستند لاشيء من التقييد ولاشاهد على هذا الجمع فانه جمع تبرعي
القول الثالث: ذهب اليه صاحب المستند وهو التحريم فان روايات الحرمة مانعة وروايات الجواز قابلة للتقييد، ونحن نؤيد هذا القول الثالث لأنه سوف يأتي بيان الاشكاليات على الروايات
السيد الخوئي قال بان روايات المنع اربعة واحدة منها لها اربع اسانيد لكن كلها فيها الحسين او الحسن الهاشمي وهذا الشخص ضعيف فهذه الرواية تسقط
عن الحسين بن علي الهاشمي، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان، (عن أبان ، عن عبد الملك) قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم؟ فقال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام، وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بنوافل الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه كرم الله وجوههم، وأيقنوا أن لا يأتي الحسين عليه السلام ناصر، ولا يمده أهل العراق، بأبي المستضعف الغريب، ثم قال: وأما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين (عليه السلام) صريعا بين أصحابه، وأصحابه صرعى حوله ، أفصوم يكون في ذلك اليوم ؟ ! كلا ورب البيت الحرام ، ما هو يوم صوم ، وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام، غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم، وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام، فمن صام أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه ، ومن ادخر إلى منزله فيه ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه، وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده، وشاركه الشيطان في جميع ذلك [11]والحديث الثالث ايضا عن الهاشميي عن الامام الرضا (عليه السلام) وكذا الحديث الرابع والخامس ففيها الهاشمي أيضا ينهى عن صوم عاشوراء لأنه سنة ال زياد
فيقول السيد الخوئي ان هذه الرواية ضعيفة لأن الهاشمي لم يوثق ولم يذكر بمدح وان مفاد هذه الروايات المنع عن الصوم كما يفعله المخالفون وهو الفرح والسرور فذكرت الرواية ان من صامه فرحا كان حظه من صيامه حظ ابن مرجانة وال زياد وهو النار فتنهى عن الصوم فرحا ونحن لانصومه فرحا بل نصومه كبقية الايام فروايات الممنع لاتشمل هذه الصورة وفي المقابل تاتي روايات الاستحباب









[8] سورة المائدة، اية 55..