37/03/16


تحمیل
الموضوع:يشترط في امام الجماعة ان يكون عاقلاً
كان الكلام في الأدلة الواردة في بحث شرائط امام الجماعة واشرنا في خضم هذا المباحث الى ان هذه الروايات والأدلة غير مختصة بامام الجماعة فبالفحوى تدل على ان هذه الشرائط هي لعموم المناصب الدينة التي هي قد تكون أخطر من امام الجماعة كما بنى على هذا المشهور اجمالا.
قال المصنف (قدس سره): يشترط فيه أمور: البلوغ، والعقل، والإيمان، والعدالة، وأن لا يكون ابن زنا، والذكورة إذا كان المأمومون أو بعضهم رجالا وأن لا يكون قاعدا للقائمين، ولا مضطجعا للقاعدين، ولا من لا يحسن القراءة بعدم إخراج الحرف من مخرجه أو إبداله بآخر أو حذفه أو نحو ذلك حتى اللحن في الإعراب، وإن كان لعدم استطاعته غير ذلك[1]
فالشرط الثاني من شرائط امامة الجماعة هو العقل وهذا شرط ثان لامام الجماعة، وان اشتراط هذا الشرط متسالم عليه عند الأعلام، وتدل على هذا الشرط روايات عديدة منها:
صحيحة أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خمسة لا يؤمون الناس على كل حال: المجذوم، والأبرص، والمجنون، وولد الزنا، والأعرابي[2] وهذا التعبير يتبادر منه امامة الجماعة ولكن كما مرّ فان ارتكاز استظهار المشهور أو الأكثر من روّاد الفقه انهم لم يخصصوا كلمة يؤمون بإمامة الجماعة أي لايتولون ولايقودون اُمور الناس من كونه قاضي أو والي أو امام جمعة أو مفتي وغير ذلك.
فهذه الروايات التي بهذا اللسان غير خاصة بالخمسة التي ذكر فيها بل في روايات اُخرى سيأتي انه تذكر امور اخرى فهذه الروايات بهذا اللسان مفسرة للألسن الاُخرى انه بلحاظ امامته للناس وليس لخصوص الجماعة بل تولي قيادة وتدبير اُمور الناس.
وان أصل القضية هي امامة الجماعة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) فهل نُصّب أحد بعد رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ نحن نقول نعم قد نُصّب علي أمير المرمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه واله).
وان آخر وصية أوصى بها النبي (صلى الله عليه واله) حيث أوعز الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان يصعد المنبر وقال ياعلي أبلغ المسلمين ملعون من عق والديه، ملعون من لم يعط أجير أجره، ملعون من عقّ مواليه فتعجب الناس لهذا الأمر في هذا الوقت، بعد ذلك أوضح لهم النبي (صلى الله عليه واله) بأن من عق والديه ملعون وأنا وعلي أبوا هذه الاُمّة وملعون من عقنا.
ثم قال النبي (صلى الله عليه واله) ملعون من منع أجير أجره فإن الله حدّ أجر الرسالة بالقربى، فمن لم يود القربي ويتدين بعداء القربى وقتل زوار العترة الطاهرة وهدم مراقد العترة الطاهرة (عليهم السلام) فهذا ملعون على لسان النبي (صلى الله عليه واله) فهذا كافر زنديق.
ثم قال النبي (صلى الله عليه واله) وملعون من أبق من مواليه، فقال: أنا وعلي وليّا هذه الامة والدين فمن أبق من طاعتنا فعليه لعنة الله.
ويظهر من هذا ان كل أبواب الفقه هي عناوين عقائدية فإنّ أعظم الصلاة وأعظم الوضوء وأعظم الطهور وأعظم التوجّه في الصلاة وأعظم الصيام وأعظم الحج وأعظم الجهاد وغير ذلك من الأبواب الفقهية فكل هذه الأبواب مفتوحة على الأبواب العقائدية.
فإن مسألة صلاة الجماعة هي رمز تشريعي منذ بداية عصر الاسلام، وهذا هو بحث تاريخ التشريع فلابد من مراجعته ومعرفته فأنه يعطي بصيرة في فقه الفروع ويعطي بصيرة في التفسير ويعطي بصيرة في علم الكلام.
صحيحة زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يصلين أحدكم خلف المجذوم والأبرص والمجنون والمحدود وولد الزنا، والأعرابي لا يؤم المهاجرين[3] فتوجد روايات متعددة تشترط في امام الجماعة العقل.
وأما المجنون الأدواري فهل تجوز جماعته في حالة افاقته؟ يأتي الكلام حوله انشاء الله.