34/12/17


تحمیل
الموضوع : الصوم ضروريا ت الدين
الطائفة الثانية :ما دل على كفر من جحد الفرائض , وهي عبارة عن روايتين .
الاولى :- صحيحة الكناني (عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان مؤمنا ؟ قال : فأين فرائض الله ؟ . قال : وسمعته يقول : كان علي ( عليه السلام ) يقول : لو كان الايمان كلاما لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام . قال : وقلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إن عندنا قوما يقولون : إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهو مؤمن، قال : فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم ؟ ! وما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل من المؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين وأن جوار الله للمؤمنين وأن الجنة للمؤمنين وأن الحور العين للمؤمنين، ثم قال : فما بال من جحد الفرائض كان كافرا ؟ .)[1]
ويرويها الشيخ الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن فضيل عن ابي الصباح الكناني , وبناء على ان محمد بن فضيل ثقة كما هو الصحيح فالرواية تكون معتبرة سندا , بل عُبر عنها بالصحيحة في كلمات الفقهاء ايضا .
الثانية :- رواية داود بن كثير الرقي (قال : قلت : لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : سنن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كفرائض الله عز وجل ؟ فقال : إن الله عز وجل فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان كافرا وأمر [ رسول ] الله بأمور كلها حسنة فليس من ترك بعض ما أمر الله عز وجل به عباده من الطاعة بكافر، ولكنه تارك للفضل، منقوص من الخير )[2]
وقبل الدخول في البحث الدلالي هناك كلام في البحث السندي في هذه الروايات التي تعتبر عمدة الروايات في محل الكلام , فالرواية الثانية فيها كلام في داود الرقي , وفيه تضعيف وتوثيق .
فالنجاشي وابن الغضائري ضعفاه , وفي المقابل وثقه الشيخ الطوسي والشيخ المفيد في الارشاد والكشي له عبارات يستفاد منها ثاقته وابن ابي عمير روى عنه بسند معتبر صحيح ونحن نبني على ان روايات ابن ابي عمير عن شخص موجبة للتوثيق , وهناك روايات يقول فيها الامام عليه السلام انزلوا داود الرقي مني منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه واله , وما عثرت عليه من هذه الروايات هو اربع روايات , واسانيدها وان كانت ليست معتبرة لكن هناك رواية واحدة وسندها معتبر , ولكن فيها مشكلة اخرى وهي انها مروية في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد , وهو كما هو معلوم توجد فيه مشكلة في النسبة الى الشيخ المفيد .
النجاشي ضعفه و قال (داود بن كثير الرقي وأبوه كثير يكنى أبا خالد، وهو يكنى أبا سليمان . ضعيف جدا، و الغلاة تروي عنه . قال أحمد بن عبد الواحد[3] : قل ما رأيت له حديثا سديدا...)[4]
وقال ابن الغضائري(داوُودُ بنُ كثير بن أبي خالِد، الرَقِّيّ، مولى بَني أَسَد . يَرْوي عن أبي عَبْدِ اللهِ ( عليه السلام ) . كانَ فاسِدَ المَذْهَب، ضَعِيْفَ الرِوايَةِ، لا يُلْتَفَتُ إليه .)[5]
فالقدح بالرجل منحصر بهذه الكلمات واذا اعتبرنا كلام ابن عبدون فيه قدح يكون القادحون فيه ثلاثة , بينما الشيخ الطوسي ذكره عدة مرات في رجاله , ووثقه صراحة عندما ذكره في اصحاب الامام الكاظم عليه السلام حيث قال (داود بن كثير الرقي، مولي بني أسد، ثقة)[6]
وقال الشيخ المفيد عند ذكره للأشخاص الذين رووا الروايات الناصة على امامة الامام الرضا عليه السلام (فممن روى النص على الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك، من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته : داود بن كثير الرقي ...)[7]
وقال الكشّي : ( تذكر الغلاة أنّه من أركانهم، وقد تروي المناكير من الغلوّ، وينسب إليهم أقاويل، ولم أسمع أحداً من مشايخ العصابة يطعن فيه، ولا عثرت من الرواة ] الرواية [ على شيء غير ما أثبته في هذا الباب " والروايات التي اثبتها في الباب كلها تدل على مدحه .)[8]
وقلنا ان ابن ابي عمير روى عنه بسند صحيح كما في التهذيب[9]
الامر الاخير هو الروايات فهناك عدة روايات بمضمون انزلوا دواد الرقي مني بمنزلة المقداد من النبي صلى الله عليه واله ومنها ما رواهما الكشي في كتابه (عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله)[10]
و (أبي عبد الله البرقي رفعه، قال، نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي وقد ولي، فقال : من سره أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا . وقال في موضع آخر : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله .)[11]
والرواية الاولى مرسلة والثانية مرفوعة والا فكل الرجال الذين صرح بهم من الثقات , وهناك رواية في كتاب الاختصاص بهذا المضمون (قال : فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم ؟ قال : منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله)[12] ورواة هذه الرواية كلهم ثقات وهم محمد بن علي _الشيخ الصدوق_ قال : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل _من مشايخ الشيخ الصدوق وهو ثقة _ قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد _الظاهر انه ثقة _، عن أبي أحمد الأزدي _وهو ابن ابي عمير يكنى بأبي احمد _، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي_ منصوص على وثاقته والرواية الرابعة رواها الشيخ الصدوق مرسلة في المشيخة عندما ذكر ما رويته عن داود الرقي ذكر في ذيل هذا الكلام (روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « انزلوا داود الرقي منّي بمنزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله)[13] وهي مرسلة
الامر الاخير ان هذا الرجل من اصحاب الاصول كما نص على ذلك الشيخ الطوسي في الفهرست (داود بن كثير الرقي .
له كتاب، رويناه بالإسناد الأول عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن محبوب، عنه .)[14]