37/05/04


تحمیل
الموضوع:الاحراز يختلف من باب الى باب آخر
لازلنا في المسألة الخامسة عشر وقد أطلنا فيها لوجود نكتة مشتركة في هذه المسألة وهو نظام الإحراز، فان نظام الاحراز يختلف لاسيما في الشبهات الموضوعية من باب الى باب آخر، فان الموارد للإحراز في كل باب توجد قيود وآليات خاصة.
ففي باب الطهارة والنجاسة الخبثية ذهب صاحب الحدائق وتبعه النراقي وصاحب الكفاية من ان العلم الاجمالي غير منجس بل لابد من العلم التفصيلي الحسي لا الحدسي، وقد أثرّ كلام صاحب الحدائق في البقية حيث قالوا ان مانعية الخبث هو ماعلم به الانسان وهذا الكلام يدل على ان باب الإحراز في باب الطهارة والنجاسة ليس لاّ العلم بالطهارة والنجاسة لوجود روايات كثيرة في باب الطهارة الخبثية تؤكد لابديّة العلم بالطهارة والنجاسة، والمقصود من كل هذا انه في الأبواب المختلفة لابد من إحراز آليات الأبواب المختلفة.
وفي باب امام الجماعة هي العدالة لم تختلف لكن الشارع في باب إمام الجماعة كما هو فتوى المشهور من ان الشارع المقدس اكتفى بأدنى الظن أي ان مطلق الظن جعله الشارع مورد للتعويل.
وتسائلنا سابقا ان الوثوق الشخصي والاطمينان كيف يكون حجة عقلائية؟، وان الظن المعتبر الذي يعبر عنه بالظن النوعي باعتبار ان ظن العقلاء يعولون عليه، ويعبّرون على الظنون التي ليس لها دليل خاص على اعتبارها يعبرون عنها بأنها ظنون عامة أي دليلها عام ويعبرون عنها أيضا بالظن الشخصي أي عند الشخص الذي تحقق عنده الظن شخصاّ، وان الظن الانسدادي هو ظن عام أما حجية الخبر الواحد هو ظن خاص نوعي.
ومرّ بنا انه يوجد يقين واطمينان وتواتر واستفاضة ووثوق، ومرّ بنا ان التواتر أو الاستفاضة أو الوثوق قد يتصور في الصدور والسند وقد يتصور في الدلالة، والنكتة هو ان التراكم كمي وكيفي، ويمكن تصور ذلك أيضا في جهة الصدور.
فالوثوق انزل درجة من الاستفاضة فإن الاستفاضة هي إطمينان تكويني متاخم ومقارب للعلم واليقين، وان التواتر هو يقين حسيّ، بينما الوثوق هو سكون نفسي لكنه أنزل درجة من الاطمينان.
بالنسبة للإطمينان الذي هو مقابل العلم فان المشهور شهرة عظيمة جداً ان الاطمينان حجة وان منشأ حجيته هو من السيرة العقلائية الممضاة غير المردوعة، نعم الشارع في بعض الأبواب قد لايعوّل على الإطمينان مثل باب الحدود القضاء والنزاعات أو انه يعوّل عليه الاطمينان من مناشئ الاطمينان، وأما الوثوق الذي هو أنزل درجة من الاطمينان.
ثم انه هل في الظهور وثوق؟ الجواب: انه نعم يوجد وثوق في الظهور، وان حجية خبر الثقة وحجية الخبر الموثوق به ليس في الصدور والسند فقط بل أيضا في الظهور والدلالة أيضا وهذا هو مشهور الفقهاء وهو من البحوث الاصوليّة المشهورة.
فان التراث الحديدثي وأيضا تراث التاريخ والسيرة وتراث الدين بشكل عام وليس هو أمر مختص بالحديث، فالشيخ المفيد المتشدد في الصناعة والاستدلال قد بنى كتابه الارشاد على مكوّر التراث فانه من الكتب الجزلة للشيخ المفيد وفي حياة الائمة (عليهم السلام) وهو عبارة عن معارف ومعرفة الائمة الأربعة عشر (عليهم السلام) وهو من الكتب التي أصبحت كالنجم للشيخ المفيد (قده)، فإن منهج الشيخ المفيد في هذا الكتاب هو الاعتماد على مجموعة كتب التراث للدين وليس بخصوص كتاب التراث بل حتى كتب التاريخ والسيرة والآثار والحديث والتفسير.