جلسة 93
93
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
تفسير القران الكريم في قواعد علوم تفسير القران الكريم من قواعد نظام الاستعمال اللفظي وان هذه القاعدة الشريفة فيها نظريتان نظرية ان قاعدة الجري هي في التطبيق ونظرية ليست في التطبيق بل ليست تنحصر في التطبيق ولا تنحصر حتى في علم التفسير بل تجري في جملة من علوم القران.
ووصلنا إلى المحطة الرئيسية في اختلاف النظريتين يعني منطلق الاختلاف بين النظريتين في نظرية العلامة الطباطبائي أو الملا صدرا أو الفيض الكاشاني أو غيرهم من الاعلام المفسرين ينطلقون من هذا المنطلق المذكور في علم البلاغة من علوم اللغة ان الكلام واللفظ والالفاظ تستعمل في معاني ثم استعمال الالفاظ في معاني يعقبها استعمال الالفاظ في المعاني بعد هذه المعاني الطبقة الاولى من المعاني تاتي معاني طبقة ثانية وتسمى بالمعاني التفهيمية أو المدلول التفهيمي ثم بعد ذلك تاتي طبقة ثالثة من المعاني وهي المعاني الجدية ويعبر عنه المدلول الجدي فهذه ثلاث مراحل من عالم الدلالة دلالة الالفاظ على ثلاث طبقات من المعاني هذا إذا استثنينا طبقة سابقة على هذه الثلاثة وهي المعاني التصورية التي دلالتها ليست تصديقية دلالة تصورية تصورية يعني ماذا؟ يعني فقط يتداعى فقط لدى السامع صورة المعاني هذه في الحقيقة هي الطبقة الاولى اما المعنى الاستعمالي هو طبقة ثانية وان كان في المعاني التصديقية هو طبقة اولى المعاني التصديقية يعني ماذا؟
يعني ان هذا المعنى المتصور هو مراد للمتكلم هذا تصديق اصدق اذعن بانه مراد ثم تاتي طبقة المعاني التفهيمية ثم المعاني الجدية .
ربما نستطيع ان نعبر عن طبقات المعاني انها اربع التصديقية ثلاث والسابقة عليهن طبقة المعاني التصورية المدلول التصوري.
اما عالم التطبيق انا الان في صدد شرح النظرية الاولى اما عالم التطبيق هو عالم تكوين ووجود خارجي لا صلة له بالالفاظ ولا صلة له بالمعاني الذهنية والتنظير المفهومي الفكري الذهني لا صلة له شأن تطبيقي.
ربما يعبرون عن هذا الفصل علم التشريع أو التنظير علم الشريعة هذه مراحل الدلالة والمعاني علم الشريعة اما العلم الذي يتكفل للتطبيق عالم التطبيق أو منطقة التطبيق يعبر عنه ليس بعلم الشريعة بعلم التاويل وعلم الباطن مثلا شبيه الفرق بين علم النبي موسى وعلم الخضر علم النبي موسى علم شريعة يعني هذه الطبقات اما علم الخضر علم التطبيق علم التاويل جيد.
فلذا اصحاب النظرية الاولى يقولون بان كلية المعاني الوسيعة في الايات والسور لا صلة لها بشؤون تشخصات منطقة التطبيق لا نحمل التنظير المفهومي الفكري الوان وعوارض ومشخصات المصداق التطبيقي ومن ثم هكذا يقولون يعني اصحاب النظرية الاولى الكثير مما ورد في بيان الايات عن اهل البيت عليهم السلام انما هو له صلة بعالم التطبيق لا صلة له في الغالب بعالم التفسير جري القران اذن قاعدة الجري بماذا تفسرونها نفسرها هكذا يقولون نشفف المعاني الكلية نعطيها شفافية عمومية عن الوان المصاديق لا نجعل المعنى التنظيري العام للاية يتاثر أو يتلون بالمصداق والتطبيق نبعده هنا يكتب هكذا يقولون هنا يكتب حينئذ للقران حيوية ولولبية وحركية جريان وسريان وانطباق ودوام انطباق وتطبيق على الاجيال والعصور والازمنة المختلفة هكذا يفسروها ...
انا اعاود دائما التركيز على اطار النظرية الاولى كي نبين الفوارق مع النظرية الثانية وكيف ننطلق إليها...
امس مر بنا هذا المطلب ان عندما نقول طبقة ثانية من المعنى التفهيمي انطلقنا إليه من ماذا؟ هل انطلقنا إليه من اللفظ مباشرة؟ لا... انطلقنا من معنى إلى معنى فالانطلاق الاول انطلقنا إلى المعنى الاستعمالي انطلقنا له واليه من اللفظ
اما الطبقة الثانية من المعنى انطلقنا إليه من معنى إلى معنى من معنى استعمالي إلى معنى نفس المعنى الاستعمالي بدوره صار آية دالة له دلالة على المعنى التفهيمي آلة دالة دلالة لها المعنى التفهيمي بدوره أيضاً لكي نصل منه إلى المعنى الجدي المعنى التفهيمي بدوره آلة دالة على المعنى الجدي.
انت لاحظ المعنى الجدي الفاصل بينه وبين اللفظ جداران جدار بالمعنى التفهيمي وجدار بالمعنى الاستعمالي انظر المسافة كم هي؟ مع ان المسافة بين المعنى الجدي واللفظ مرحلتان ومسافتان وجداران وستاران مع ذلك جعل في النظرية الاولى حتى عند علماء الادب واللغة جعل المعنى الجدي من شؤون اللفظ لماذا جعل من شؤون اللفظ؟
لانه تربطه مع اللفظ ارادة يعني ان الارادة النهائية أو قل الغائية من المجيء باللفظ وان كان في المرحلة الابتدائية المعنى الاستعمالي وفي المرحلة المتوسطة هو المعنى التفهيمي لكن في المرحلة النهائية هو الجدي فمن الاول سيق اللفظ ليصل بنا إلى المعنى الجدي ومن ثم كانت هناك علاقة بين المعنى الجدي واللفظ جيد... هذه حقيقة لطيفة سنستفيد منها الان لدعم النظرية الثانية لا النظرية الاولى كيف؟
هكذا: لان التطبيق هو ارادة جدية اكد جدية في استعمال اللفظ من المعنى الجدي لان المعنى الجدي تنظير وما الغاية من التنظير اليس الغاية من اتنظير التطبيق ؟ الغاية من التنظير التطبيق.
الغاية من الشجرة الثمرة وليس الغاية من الشجرة فقط الشجرة الغاية من الشجرة الثمرة ثمرة التنظير ما هي؟ التطبيق...
فاذا كان عالم التطبيق مراد بارادة جدية ورائية وغائية وهي التي تعطي الحسن والحكمة وتنفي عملية اللغوية لكونه لغو وعبث عن المراد الجدي وإلاّ لو كان تنظير بلا تطبيق كان لغوا كيف التفهيمي بلا جدي لغو هزل كيف الاستعمالي بلا جدي لغو هزل عبث..
المعنى الجدي بلا تطبيق لغو عبث إذا كان هكذا فاذن كيف لا يكون المقام التطبيقي ليس هو من شؤون اللفظ كيف لا صلة له باللفظ على وفق النظرية الاولى بخلاف النظرية الثانية.
هنا تسائل النظرية الاولى النظرية الثانية كيف لا يكون مقام التطبيق ليس له صلة باللفظ مجرد الفاصل المعنى الجدي أيضاً له فاصل مع اللفظ فاصل بمرحلتين معنى تفهيمي ومعنى استعمالي إذا كان المعنى الجدي له صلة التنظير باللفظ لان اللفظ دال عليه بالواسطة التطبيقي أيضاً دال عليه بالواسطة ان كان الربط بين المعنى التنظيري الجدي واللفظ ان الغاية النهائية من الاتيان باللفظ ليس الاستعمالي انما هو جسر وليس التفهيمي وانما هو قنطرة وانما هو الجدي كذلك الحال في التطبيقي الجدي قنطرة وجسر للتطبيق الغاية هو تلك الغاية هي الرابطة ان كانت هي نهائية الارادة غائية الارادة فهي احرى بالصدق في التطبيق منه من المعنى التنظيري الجدي.
فالمعنى التطبيقي معنى جدي اكد معنى جدي اوغل في الجدية من المعنى الجدي التنظيري المعنى الجدي التنظيري معنى جدي اولي ابتدائي في الجدية يعني حتى الجدي له مراحل وهذا صحيح وهم حتى يقرون اصحاب النظرية الاولى يقرون بان المعنى الجدي حتى التنظيري قد يكون عندنا طبقتين من المعنى التنظيري الجدي هذا المقدار وفاق بين النظرية الاولى والنظرية الثانية ان المعنى الجدي حتى التنظيري قد يكون طبقتين مو طبقة واحدة جيد إذا كان هكذا اذن افتحوا الباب على مصراعيها وهو الصحيح ان الجدي له مراحل جدي ابتدائي وجدي وهلم جرا وبالتالي سنصل إلى مراحل متعددة وهذا ليس شعر أو نسيج وخيال هذا برهان عقلي ولغوي ادبي لماذا؟
لانه في الحقيقة الغاية النهائية هي العلة الحقيقية الغاية النهائية التي تتحقق من شيء هي العلة الاساس التي ولدت الشيء دوما الانسان عنده غاية نهائية من هذه الغاية النهائية هي في تصورها الذهني تكون علة لتوليد سلسلة من الامور اذن على هذه الضوابط والموازين لا يمكننا ان نخرج أو نبعد أو نقصي مقام التطبيق عن مراحل الدلالة أي هذا البحث اذن يخالف كل علوم اهل البلاغة وليخالف... اولا مو كل علماء البلاغة سنبين من ذهب إلى ذلك نظير نظرية الانفكاك تقوم على المطلب مقام التطبيق من شؤون عالم الدلالة مجالس السكاكي وغيره هسا بغض النظر قالوا به أم لم يقولوا به المهم الدليل العلمي كيف يقودنا إلى أي نتيجة؟
اخراج منطقة التطبيق والجدي عن مدلول اللفظ اول الكلام بالعكس هو احرى بالاندراج في مداليل الكلام تبقى على الموازين والضوابط هذه نقطة مرت بنا امس عاودت ذكرها لانه مطلب جديد وشوية معقد لابد من توضيحه...
النقطة الثانية إذا دخل منطقة التطبيق والوجود إلى عالم المدلول كيف اذن بما هو اهم شيء في التطبيق عندنا التطبيق على مصاديق عديدة في الطبيعة في المعنى العام دوما اهم المصاديق وأهم الملاك لان الطبيعة لها مناط لها مدار إذا كانت هذه الطبيعة في بعض المصاديق بشكل اشد وابرز يعني الاربعة والخمسة والستة عدد والمليار ليس بعدد؟ المليار احرى بالعددية من الخمسة والعشرة إذا كان العشرات عدد فالترليون هذه ليست عدد؟ هذه احرى بالعدد بل ابرز شيء في العدد وهلم جرا هذه المعاني التي فيها شدة وضعف في المصاديق دوما المصداق الاشد والاعظم والاكبر بالدقة هو هو الغاية النهائية وليس كل التطبيق هذه أيضاً محطة يجب ان نتروى ونتذوقها ونتاملها بشفافية وتاني...
المصداق الاعظم هو غاية الغايات إذا نريد ان نعبر شوية بتعابير شعرية هو محبوب الاصل هو معشوق الاصل يعني عند المتكلم يعني اهتمام المتكلم الاوفر بلحاظ المصداق الكبر لا بلحاظ المصداق الاوسط أو المصاديق العادية الادنى هذا يفهمنا ان المخاطب الاصلي في القران النبي صلى الله عليه واله وسلم واهل البيت انما يعرف القران من خوطب به القران خطاب لكل البشرية لكل الانسانية للجن والانس للملك صح هذا كله صحيح قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم لكن الاهتمام بم؟ الغاية غاية من؟ رجل كألف ابراهيم أمة بمثابة امة وفيك انطوى العالم الاكبر...
المصداق الابرز المصداق الخطير هو الغاية الحافزة المحفزة الاصلية في الحقيقة من هذا الكلام البقية بالتبع ظل شبيه انت لما تخاطب اسرة بمسؤولية معينة افرض انت تخاطب امثل لكم بهذه الامثلة حتى تصير واضحة:
الان لما يصدر خطاب إلى وزارة معينة مسؤولة ان تقيم مشروع معين بالدرجة الاولى من المخاطب؟ وزير الوزارة الدرجة الثانية وكيل الوزارة الدرجة الثالثة المدراء العامين الدرجة الرابعة رؤساء الشعب الدرجة الخامسة...
اما الموظف المغلوب على امره العادي هسا لا نكول تعبير طرطور مو طرطور ان شاء الله ورورود ان شاء الله نعم هذه مسؤولية اصلية نلاحظ خطاب واحد موجه للكل كذا لكنه طبقات من الاهتمام وهلم جرا.
اذن خطاب واحد الكل مخاطبين بس الدولة...شبيه لاحظ انت حتى الفقهاء يقولون في الواجب الكفائي واجب كفائي على الكل ولكن ماذا؟ مثلا افرض في تجهيز الميت ابن الميت وذويه اشد في الخطاب والمسؤولية من الاجانب والاغيار وان كان الخطاب لكل المسلمين ان يجهزوا المسلم أو المؤمنين ان يجهزوا المؤمن لكن ذويه والاقرب إليه اولى واحرى واكد فيهم لكن الان الخطاب في الدفاع عن حرمة المسلمين أو بلاد المسلمين هذا صحيح خطاب دفاعي للكل كفائي ولكن الاقرب فالاقرب الاقوى فالاقوى خطابه اشد بحيث يعني لو خوطبت النخبة انها هي المسؤولة الاعظم كيف لاحظوا في الواجبات والوظائف العامة عندنا روايات عديدة تقول:
لا يحاسب الله الجاهل بشيء حتى يحاسب العالم بكذا.. العالم طبعا سواء علوم دينية أو نخبوية الكل مسؤول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته مع ان الخطاب عام لكن درجة المسؤولية تختلف درجة الخطاب تختلف اصلا من الذي يراد اسماعه؟
اياك صحيح اياك أعني لكن صورة أعني ولكن المعني في الاصل هو اسمعي يا جارة المطلوب الاصلي من؟ هذا بحث مهم إذا كان المعني بالاصل انا لا ابني على انه يلون الخطاب كيف ان خطاب اوجهه لمدرسة لمؤسسة لفرقة جيش فيلق لواء انا اصلا استبعد الرئيس والرؤساء العامين وانما اخاطب الجنود البقية لا ما يمكن...
خصائص الرئيس خصائص الطبقات الاولى تضفي بلونها حتما على الخطاب لا انها لا تضفي بلونها على الخطاب كيف لا تضفي بلونها على الخطاب؟ اصلا لو شففت الخطاب ابعدت لون المخاطب الاهم والمخاطبين الاهم اصلا لضاع روح ولب الخطاب لب الخطاب ضاع زال لا انه بقى تماهي صورة حقيقة الخطاب اصلا ما يتركز حقيقة الخطاب إلاّ عند اولا عند المصداق الاعظم الاهم لاحظ هذا في طرف الخير في طرف الشر كذلك
لاحظ خطاب اهل البيت عليهم السلام يقولون شر الاشرار الذين خوطبوا في القران اعداؤنا لماذا؟ هذه قضية تعصبية؟ لا... الشر شر واشر الشر اعلى في خطاب القران من الشرور العادية من الاشرار العاديين والله السارق للبيت اقيم عليه الحد اما السارق الكبير للاموال لبيت المال لا اقيم عليه الحد كيف يصير يعني؟ انما هلك الامم من قبلكم كان إذا سرق فيهم الفقير أو الصغير اقاموا عليه الحد واذا سرق فيهم الكبير عافوه...
اذن الخطاب باهل الشر والاشرار انت تستبعد شر الاشرار اذن افقدت الخطاب الرادع الزاجر للشر عن حقيقة لبه ولبابه اسقطته اصلا..
لاحظوا شلون البيان هذا البرهان في قاعدة الجري اصلا يتمايع الخطاب القراني لسنا عن حقيقته إذا لم يركز اضاءة مركزة على المصداق الاكبر في جانب الخير والمصداق الاسوء في جانب الشر تركيز اهل البيت عى ماذا اذن؟ وللحديث تتمة...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...