33/06/22
تحمیل
الموضوع: البحث في نفس موضوع العقل
تقدم الكلام في تقسيمات حجية العقل وقبل ذلك لابد من البحث في نفس موضوع العقل أو حكم العقل
اجمالا ان العقل فيه خلاف رئيسي عند الفلافسة وعند ابن سينا وقبل ابن سينا كلهم يبنون على ان هناك قوتان في الانسان وهما قوة العقل العملي وقوة العقل النظري وهو ادراك محمولات الموضوعات فقط وما ذكره ابن سينا من ان العقل النظري يدرك ماينبغي وما لاينبغي فعله وهذا كلام تام، ومن خاصيات العقل النظري وهو ان محمولاته مفاهيم وكذا موضوعاته مفاهيم فيثبت مفهوم لمفهوم
فالعقل النظري عندما يقول العدل ينبغي فعله يعني ثبوت الانبغاء للعدل والمحمول هو بالدقة أيضا ثبوت لكنه ثبوت مفهوم ينبغي فعله مثل الله موجود والشمس موجودة
فالعقل النظري دوما لديه مفاهيم سواء مفاهيم مرتبطة بقضايا الوجود والعدم والنفي والاثبات أو قضايا مرتبطة بحوزة العقل العملي فالمهم هي مفاهيم، فالعقل النظري ادراكه ليس مقتصرا على الوجود والاّ وجود بل يشمل حتى باب العمليات وتعلمون ان مفهوم الشيئ بالحمل الشائع ليس مفهوم الشيئ وهذا هو الخلط الذي وقع عند ابن سينا والخاجة نصير الدين الطوسي وعند الكمباني و الطباطبائي والى المظفر
اذاً العقل النظري درّاك لكل شيئ وليس مختصا بحوزة دون حوزة فلا تنحصر حوزته بالحكمة النظرية والالهية بل يشمل حتى الحكمة العملية والعكس كذلك فالعقل العملي يختص بالحكمة العملية وهو حكمة سياسات المدن وحكمة سياسات الاسرة وحكمة السياسات الفردية
فعند القدماء العقل العملي يدرك أيضا الحكمة الالهية النظرية ويدرك العمليات فالعقل العملي والعقل النظري قدرتان تدركان مساحات مشتركة الاّ ان طريقة الادراك في العقل النظري تختلف عن العقل العملي
وخاصية العقل العملي عند القدماء ومتكلمي الشيعة ان محموله العمل فاذا ادرك ان الظلم لاينبغي فعله فيكون لديه زجر واقعي فالعقل العملي محموله سلطان تكوين الزاجرية والآمرية كما قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) العقل ماعبد به الرحمن واكتسب به الجنان فطبيعته واقع الزاجرية وله سلطان وولاية للزجر
وبعبارة اخرى ان العقل العملي لابد فيه من العلم الحضوري ولابد فيه من العيان فالعقل العملي ليس محدودا بالمفاهيم والصور كما في العقل النظري
فالعقل العملي بالدقة حسب ترتيب الوجودي للنفس مرتبته فوق العقل النظري لأن كل قوة ترتبط بالعلم الحضوري ارتباطا ما هي فوق قوة ادراك حصول الصورة
فللانسان طبقات عُليا تكون ادراكاته عيان لكن كل درجات العيان دونها البيان أي الصورة فان الصورة ليست الوصول الى عيان الأشياء إنما هي انعكاس مرآة سواء العقل النظري أو قوة الفكر أو قوة الوهم أو قوة الخيال أو قوة الحس فالعلم الصوري دون العلم الحضوري
ان عند الانسان علم حضوري بعالم المثال وعلم حضوري بين المثال وبين العقل ولديه قوة حضورية تدرك الحس فالحس ليس كله علم حصولي بل فيه قوة حضورية غير قوة الحس وايضا في الانسان قوة حضورية تدرك عالم الخيال وكذا الكلام في عالم الوهم، فالعقل النظري دون العقل العملي
والنتيجة حول البحث عن حجية العقل
ان العقل عقلان وليس عقل واحد بل في الروايات اطلاق العقل على العقل النظري قليل جدا والغالب في اطلاق الوحي العقل على العقل العملي