34/03/25
تحمیل
الموضوع: قصد التحية حقيقة بالتسليم
كان الكلام في ان ماذهب اليه صاحب الجواهر من الروايات الواردة في قصد التحية بالتسليم لايؤخذ بظاهرها في جواز قصد التحية حقيقة بالتسليم بل هذه الروايات مؤولة ومحموله على معنى إخطار التحية أو إخطار التحية بالتسليم بل يقصد بالتسليم الوظيفة الصلاتية فنأتي بالتسليم بعنوان جزء الصلاة ولانأتي به بانشاء السلام والتحية وهذا ملخص كلام صاحب الجواهر والسيد اليزدي وكثير من الأعلام من بعد صاحب الجواهر
والكلام ليس بخصوص المسألة بل يرتبط الكلام بمنهج في جملة من الكثير من الروايات الواردة في أبواب الفقه فالبحث حساس وليس مقتصرا على هذه المسألة فهل هذه الروايات تُعطّل الاستنباط الصناعي الفقهي أو ان لها مفاد صناعي أو ان مفادها هو الأخلاق والآداب الدينية فهو نوع من الرؤية الدينة لكنها لاترتبط بالفروع
وكما مرّ بنا فان الصحيح ان هذا النمط من الروايات له صميم الصلة باستنباط الصناعي الفقهي غاية الأمر الجهات الصناعية المعهودة التي يتكفلها القسم الثاني المعهود غير الجهات الصناعية التي يتكفلها القسم الأول وهذه الجهات الصناعية التي يتكفلها القسم الأول في كلمات المتأخرين في علم الاصول أو في بحوثهم الفقهية تكاد تكون مغفول عنها في البيان التفصيلي وان كانت مرئية عندهم بالارتكاز الاجمالي والحال ان القدماء يفصلون فيها
فملخص الدعوىة قبال صاحب الجواهر ان هذا النمط من الروايات ذات مفاد صناعي غاية الأمر ان الجهات التي تثمر فيها هذه الروايات تختلف عن الجهات الاخرى مثل دعم العموم ودعم الإطلاق وتعيين ماهية الحكم ووهن العموم فكل هذه الامور ذات جهات صناعية وثمرات مهمة صناعية
ومن الثمرات في المقام نلاحظ ان الروايات التي ذكرنا ان بعضها صحاح تدل على ان ماهية التسليم الواجب في الصلاة هو التسليم الذي هو إنشاء وتحية فمثلا يستحب القنوت في الصلاة فهذا القنوت الذي هو دعاء فهل يمكن للانسان أن يقرأ دعاء كميل مثلا دون ان ينشئ الدعاء طبعا لايمكن فالقنوت المستحب فيه الدعاء أو دعاء كميل المراد منه إنشاء حقيقة الدعاء وان أحد العبادات المستحبة الضمنية للصلاة هو انشاء الدعاء لا ان المستحب هو حكاية الفاظ الدعاء
واذا تأملنا بهذا فان كل أجزاء الصلاة هي من هذا القبيل فان الركوع والسجود التي هي من أجزاء الصلاة هو الذي يمكن ان ينشئ فيه حقيقة الخضوع فوان الخضوع ليس مفهوم بل هو حقيقة تقوم بها الجنان في الانسان حيث يخشع ويخضع لله رب العالمين اما مع عدم الإرادة الجدية فلايمكن إن يطلق عليه ركوع أو سجود فالركوع المأخوذ في جزء الصلاة ليس الركوع بالحمل الأولي بل الركوع المأخوذ في الصلاة كعبادة وجزء العبادة هو الركوع بالحمل الشايع أي خضوعه بتوسط هيئة الركوع وكذا في السجود
فاللازم في الصلاة هي الأجزاء العبادية فالتشهد والتسليم والركوع يكون بالحمل الشايع لا بالحمل الأولي
ويظهر من روايات أهل البيت (عليهم السلام) ان حقيقة القران والذي يقرأ القران هو الذي يأتي بالحمل الشايع بهذه الامور فعندما نقول أحد أسماء سورة الفاتحة هو سورة الحمد أي تحميد الله وهي عبارة عن مجموعة عبادة وذكر أما قول الحمد لله من دون إنشاء الحمد فهو ليس من قراءة سورة الحمد بل هو قراءة صوتها وحكاية الفاظها
فالمقصود في الصلاة هو حقائق هذه العبادة ولو بآليات خاصة أمر بها الله عز وجل فان الصلاة ليست ديكور أو صورة لقلقية أو غير ذلك فعندما يقول الإنسان اللهم صل على محمد وآل محمد فإنه ينشئ الدعاء بالصلاة على النبي وآله لا انه لايقصد الإنشاء فمن دون انشاء ليست هي صلاة
فمبنى صاحب الجواهر بأن هذه الروايات الواردة في فلسفة الحكم هي روايات ليست صناعية هو مبنى غير تام بل ان هذه الروايات تبيّن ماهية الوظيفة وهي التحية والخضوع بالحمل الشايع وليس بالحمل الاولي فإشكال الأعلام على صاحب الجواهر وعلى السيد اليزدي في محله
لذا فان أحد الثمار الصناعية المهمة لهذه الروايات هو تبين الماهية الحقيقة لهذه الصلاة وكذا المراد من الطواف فان كان المراد هو الحركة الصورية فهو ليس من الطواف بل هو صورة الطواف وكذا الكلام في السعي والوقوف فهو لبيان ماهية وحقيقة هذه الامور وهو يحمل على الحمل الشايع
وان نفس السيد اليزدي يتقيّد في باب الزكاة والخمس من انه لايجوز اعطائهما لسيد واحد فقير لأنه ينافي فلسفة الزكاة نعم لايستفاد منها الجهات الصناعية من القسم الثاني
وقد أيّد صاحب الجواهر (رحمه الله) دعواه بثلاثة امور اخرى