الموضوع:اشتراط رفع اليدين في القنوت

 كان الكلام في انه هل رفع اليدين في القنوت شرط في صحة القنوت وان كان القنوت جزء مستحب أو انه شرط كمال أي انه مستحب في مستحب

 فكنّا في صدد استعراض الروايات الواردة في آداب الدعاء مع الله عز وجل وان أحد أدلة إمامة أهل البيت (عليهم السلام) هو ان طريقة خطاب أهل البيت (عليهم السلام) مع الله وبعبارة اخرى ان الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام) ذو آداب عالية من الخضوع والخشوع والاستكانة لله عز وجل فان أحد أدلة امامتهم (عليهم السلام) هو طريقة أدعيتهم

 رواية أبي بصير في أبواب الدعاء الباب 13 الحديث 5 عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن الدعاء ورفع اليدين؟ فقال على أربعة أوجه أما التعوّذ فان تستقبل القبلة بباطين كفيك واما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما الى السماء واما التبتل فإيماء باصبعك السبابة واما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك ودعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلي وجهك

 رواية علي بن جعفر في أبواب الدعاء الباب 13 الحديث 6 عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء اذا دعوت والابتهال ان تبسطهما وتقدمهما والرغبة ان تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك والرهبة ان تلقي بكفيك فترفعهما الى الوجه والتضرع ان تحرك اصبعيك وتشير بهما فكل نوع من هذه الأنواع السبعة أو الثمانية بين (عليهم السلام) ان فيها اقسام أيضاً

 وفي مرسلة معاني الاخبار في الباب 13 من أبواب الدعاء الحديث 7 ان البصبصة ان ترفع سبابتيك الى السماء وتحركهما وتدعو والمراد من البصبصة هو التملق

 مارواه في الجعفريات عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ان دعاء الرغبة هو وبسط يديه وابرز باطن راحتيه الى السماء ودعاء الرهبة وقلب يديه وجعل ظهر كفيه الى السماء ودعاء التضرع بسطهما وقلبهما وحرك اصبعيه يمينا وشمالا ودعاء الاستكانه هو قبض يديه الى منكبه وقال (صلى الله عليه واله وسلم) لايكون ذلك الاّ في الخلا وقد يراد منه الاستكانه

 وفي رواية ابن طاوس عن الامام الصادق (عليه السلام) التبتل رفع اصبعه مرة ووضعه مرة وهكذا الابتهال وقال لاتبتهل حتى تجري الدمعة

 ماروي عن قرب الاسناد باسناده عن أبي البختري عن جعفر عن أبيه انه كان يقول اذا سألت الله فسأل ببطن كفيك واذا تعوذت فبظهر كفيك واذا دعوت فباصبعك

 فمن مجمل هذه الروايات يظهر ان رفع اليدين بهيأتها المختلفة هي من مقومات ماهية القنوت فالتضرع ليس من أصل الدعاء بل هو نوع هيئة روحية وبدنية فالصحيح ان هذه البيانات هي تفسير لكيفية الدعاء وان القنوت هو تضرع في الدعاء وان التضرع البدني هو هكذا

 فالصحيح خلافا لما قد يظهر من المشهور ان القنوت هو رفع اليدين مع هيأت مختلفة ومتنوعة

 قال الزجاج في اللغة ان القنوت هو الدعاء لله عز وجل في حال القيام والقانت هو القائم بأمر الله وطاعته وفُسر القنوت أيضا بأنه اطالة القيام فالقنوت ليس دعاء لفظي فقد بل هو هيئة بدنية

  ولا يشترط فيه رفع اليدين ولا ذكر مخصوص بل يجوز ما يجري على لسانه من الذكر والدعاء والمناجاة فإن المناجاة هو نوع من الإنشداد العميق الروحي القلبي وليست في اللسان فقط فالنجوى ليس الضروري ان يكون في اللسان وان النجوى هو الكلام الخافت وفي القلب

 وطلب الحاجات وأقله سبحان الله خمس مرات أو ثلاث مرات أو بسم الله الرحمن الرحيم ثلاث مرات أو الحمد لله ثلاث مرات بل يجزي سبحان الله أو سائر ما ذكر مرة واحدة كما يجزي الاقتصار على الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله) ومثل قوله: " اللهم اغفر لي " ونحو ذلك والأولى أن يكون جامعا للثناء على الله تعالى والصلاة على محمد وآله وطلب المغفرة له وللمؤمنين والمؤمنات وسنذكره مفصلا من ان القنوت حقيقة ماهو