الموضوع: مبحث القرائة

 تقدم ان بيّنا حقيقة مهمة في بحث القراءات اكدت عليها روايات أهل البيت (عليهم السلام) وهي ان القران في واقعه ليس له قراءات عديدة بل للقران الكريم قرائة واحدة

 والغريب من جملة من الأعلام ذهابهم الى ان القراءات متواترة عن النبي (صلى الله عليه واله) باعتبار ان الاختلاف في المصاحف اعتبر عند كافة المسلمين يندرج في اختلاف القراءات ولايندرج في التحريف

 ونثير هنا نقطة وهي ان التحريف الذي يكفر به صاحبه كما اجاب عنه المحققين الأكابر هو اذا بنى الانسان على ان القران معطل بدرجة بحيث يؤدي الى تعطيل التمسك به بين الله وبين خلقه الى يوم الصاحب (عجل الله تعالى فرجه) أو الى يوم القيامة فان المعتقد بذلك اصبح من المعطلين للاحكام وهذا يؤدي بالشخص المعتقد بذلك الى الكفر

 أما لو التزم الانسان بأن القران محرّف بمعنى عدم وجود السور وعدم وجود الايات ــ وان كان هذا مجمع على بطلانه ــ ولم يلتزم بتعطيل الأحكام فالمعتقد بهذا ليس بكافر

 وللأسف في كثير من كتابات المسلمين ان التورات والانجيل المحرف ساقط عن الحجية تماما لأنه محرف ولكن هذا القول خاطئ بدليل ان القران الكريم فيه آيات عديدة يحاجج أهل التورات والانجيل بالتورات والانجيل الموجود الآن وهذا يدل على وجود الحجية ودرجة من القدسية لهذين العهدين لا الحجية والقدسية المطلقة بل لهما الحجية والقدسية في الجملة باعتبار ان يد التحريف لم تنال كل هذين العهدين بالجملة

 وهناك روايات تقول ان أهل البيت (عليهم السلام) كما يحرسون القران الكريم فهم يحرسون التورات والانجيل وغيرهما من الصحف عن الاندراس تماما فهم حرسة كُتب الله تعالى عن الاندراس تماما

 والاعتقاد بعدم القدسية تماما هو تطاول على الله تعالى فلابد من عرضه على القران لبيان المحرف منه

 فما وافق الكتاب والسنة حتى من التواراة والانجيل يدخل في الحجية ولايصح انكاره والتجاوز عليه وحتى القائل بوقوع التحريف في القران الكريم لايسقط القران عن الحجية

 ان الامام الرضا وأمير المؤمنين (عليهما السلام) عندما يتلون المطالب الموجودة في التوارة يتلونها باجلال لأنها كلام الله تعالى فهي فوق الحديث النبوي

 فالحال حسب بيانات أهل البيت (عليهم السلام) هو كون القران الكريم لايُسقط التوراة والانجيل بالمرة ولايقول كل ما فيهما حجة بل بينهما متوسطة ففيهما كلمات قدسية لله تبارك وتعالى

 وان هناك قسم من الفريقين التزموا بتحريف القران ــ لاساماح الله ــ ولكنهم لم يقولوا بتعطيل حجية الكتاب بمعية السنة وهذا لايستلزم الكفر وان كان هذا القول هو قول باطل ومفنّد وغير صحيح

 ثم ان هناك قران مابعد القراءات أي الوجوه التي لم يخض فيها القرّاء من وجوه الاعراب والبلاغة والصرف التي تكون الاية القرانية أو الجملة القرانية محتملة لها