33/05/11
تحمیل
الموضوع: مستحبات القراءة
مسألة 8: الأقوى جواز قصد إنشاء الخطاب بقوله: إياك نعبد وأياك نستعين اذا قصد القرآنية أيضا بأن يكون قاصدا للخطاب بالقرآن أي في الرتبة الاولى يقصد القرانية وفي الرتبة الثانية يستعمل القرانية في الخطاب
وتوضيح هذا المطلب تارة يستعمل إياك نعبد في عرض واحد في الدعاء والقرانية بغض النظر عن ارادة القرانية من الالفاظ فانه ينشئ الدعاء وتارة يستعمل اللفظ في اللفظ أي يستعمل اللفظ لأجل ان يحكي الألفاظ النازلة على سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله) فيريد ان يجدد الذكر والذاكرة بالأصوات النازلة من جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه واله) فحكاية الكلام الخاص لامحالة يتقوم بقصد استعمال اللفظ باللفظ وهذا هو معنى قصد القرانية أما أصل الدعاء فهو استعمال اللفظ في المعنى وليست متقومة بالقرانية
وحينئذ فان الدعاء يمكن أن يكون بأي لفظ ويمكن أن يكون بالفاظ القران بعد تحقق قراءة القرآن فبقراءة القران يتم الدعاء في قبال الدعاء بالألفاظ فهو تلفظ للداعيين في عرض واحد أي لأجل قراءة القران وللدعاء فيقال هذا قران ودعاء وتارة في الطول بأن أقصد أولا القرانية ثم أقصد الدعاء من القرانية أي دعوت بالقران بأن يتم الدعاء بالقران
فتارة أقول دعوت بآيات القران أي تحقق عنوان القرانية في طولها وتارة أقول دعوت الله وقرأت القرآن وفي هذا الأخير قال أكثر العلماء فيه اشكال أما دعوت بالآية فلا اشكال فيه
والكلام فيه معنى جدي ومعنى استعمالي ومعنى تفهيمي ومعنى تصوري
أما المعنى التصوري فهو خارج عن الإرادة وهو ارادة بالواسطة باعتبار انه ملازم للفظ والصوت فالمتكلم هو الذي أو أوقع الكلام وأما المعنى الاستعمالي وهو جعل الصوت دالاً على معنى الدلالة وهذا المعنى الاستعمالي بنوبته آلة وطريق للدلالة على المعنى التفهيمي طولاً وليس عرضا والمعنى التفهيمي ليس في عرض المعنى الاستعمالي بل هو في طوله وكذا المعنى الجدي فان الدلالة تمت عليه بتوسط دلالة اللفظ على رالاستعمالي ثم الاستعمالي على التفهيمي ثم التفهيمي يدل على الجدي وهذا المثال يذكر لتوضيح المراتب فقد يقال لشخص انه كثير الرماد فلو كان بخيلا فهذا يكون تعريضا بالشخص فالمعنى التفهيمي الكرم والمعنى الجدي التنبيه على البخل فالمعنى الاستعمالي هنا هو الرماد والمعنى التفهيمي الكرم والمعنى الجدي التنبيه على البخل وهذه معاني ثلاثة متخالفة وبالكناية تم إفهامه بالبخل فكثرة الرماد لم يستخدم في البخل مباشرة لكي يكون الاستعمال مجازيا بل استعمل اللفظ في البخل بتوسط الكناية
فتارة أدعو بالقران وتارة أدعو وأقرأ القران فبينهما اختلاف في استخدام اللفظة في الدعاء والقرانية في آن واحد من باب استعمال اللفظ في أكثر من معنى اي في مرتبة المعنى الاستعمالي في عرض واحد هناك معنيين أو أكثر بخلاف الجدي والتفهيمي والاستعمالي فهذا التعدد طولي وليس استعمال اللفظ في أكثر من معنى عرضا وان كان استعمال اللفظ في أكثر من معنى طولا فهذا لامحذور فيه
فهل يجوز الدعاء وقراءة القران أو يجوز الدعاء وقصد الانشاء فقراءة القران كلام خبري أي هو جملة خبرية لا إنشائية وهو عبارة عن قراءة جملة خبر ية أما الدعاء فهو جملة انشائية
السيد اليزدي يقول ان استخدام الجملة الخبرية مرة اخرى في الجملة الانشائية جائز لا الاستعمال في عرض واحد ففيه اشكال من جهة الواجب الصلاتي فقال الأقوى جواز قصد إنشاء الخطاب بقوله: إياك نعبد وأياك نستعين اذا قصد القرآنية أيضا بأن يكون قاصدا للخطاب بالقرآن فتارة الجملة على صعيد المعنى الاستعمالي قد تكون خبرية وعلى صعيد الجملة التفهيمية تكون انشائية أو على صعيد الجملة الاستعمالية والتفهيمية خبرية وعلى صعيد المعنى الجدي تكون انشائية
فقد صحح السيد اليزدي الدعاء ليس فقط في قراءة القران بنحو طولي
بل وكذا في سائر الآيات فيجوز إنشاء الحمد بقوله الحمد لله رب العالمين وإنشاء المدح في الرحمن الرحيم وإنشاء طلب الهداية في إهدنا الصراط المستقيم ولاينافي قصد القرانية مع ذلك لانه في الطول وهو لاينافي قصد القران
ودليل الجواز من حيث أداء الواجب فقد أدّى به الواجب ولا خلل في هذا الأداء غاية الأمر انه إستثمر الواجب في الدعاء فان الدعاء شيئ ملائم مع طبيعة الصلاة وحتى في التحميد والتمجيد فلا اشكال في كل ذلك
أما في الركعة الثالثة والرابعة فالوظيفة الأولية فيها التسبيح وهل التسبيح في الأصالة هو عنوان انشائي هو عنوان خبري
بعض الأعلام قال الأصل ان يحكي اللفظ في اللفظ أي هو خبر وفي التشهد أشهد ان لا اله الاّ الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله وكذا الكلام في التسليم في الصلاة فهل هو تحية أو إخبار؟
فالتشهد والتسليم والتسبيح كلها عناوين انشائية وفيها جنبة إخبار اما التشهد فهو من جهة إخبار فهو إخبار عن الواقع ومن جهة إنشاء بأن تلتزم بأنه صادق