38/03/27
تحمیل
الموضوع: من الانفال الآجام
والآجام(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذكر العلامة الموات التي لا أرباب لها، ثم ذكر الآجام. لكن حيث كان للآجام مزيد ارتباط بالعنوانين السابقين حتى ان جمعا من الاصحاب منهم صاحب المستمسك جعلوا الثلاثة في صف واحد وتحدثوا عنها بحديث واحد. لذلك قدمنا الكلام عنها على الكلام في الموات.
هذا والآجام في اللغة كما في اللسان عن ابن سيدة قال: والأَجَمَة الشجر الكثير الملتفُّ، والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ. وفی الصحاح: الأَجَمَةُ من القصب، والجمع أَجَمَاتٌ وأجَمٌ وإجَامٌ وآجَامٌ وأُجُم. وفي القاموس: أنّها الشجر الكثير الملتفّ. وعن مجمع البحرين قال: الأجمة كقصبة: الشجر الملتفّ، والجمع أجمات كقصبات، وأجم كقصب والآجام جمع الجمع. وعن المصباح: الأَجَمَة: الشجرُ الملتفُّ والجمعُ (أجَمٌ) مثلُ قصَبَة وقَصَبٍ و(الآجَامُ) جمعُ الجمعِ وعن أقرب الموارد الأَجَمَة: الشجر الكثير الملتف، جمعها أَجَم وأجمات.
وظاهر کلماتهم ـ اعنی اللغویین ـ ان الآجام هی نفس القصب او الشجر دون الآرض التي تحويهما.
لكن في مصطلحات الفقه: "الأجمة بالتحريك الشجر الملتف، وفي الروضة والروض هي الأرض المملوّة من القصب، ونحوه"[1] والظاهر انه قصد بـ"نحوه" النبات مطلقا من الشجر وغيره.
والظاهر ان الانفال تعم أرض الآجام ونباتها كما جرى عليه الفقهاء، اذ لو فرضنا ان المقصود بالآجام هو نبات الأرض دونها كما عليه اللغويون، الا ان الارض لابد ان تكون أيضا من الانفال، لأنا اما ان نفترضها من الموات غير المملوكة او نفترضها من الأرض المعمورة غير المملوكة او نفترضها من المملوكة بالملك العام لوقوعها ضمن الأرض الخراجية، وفي الكل تكون من الانفال ـ كما تقدم ـ على نسق العنوانين السابقين، وعليه فكما ان نباتها من الانفال فهي من الانفال أيضا. ومن هنا يتبين مدى الجمود لو حملنا النصوص الواردة في الاجام على خصوص النبات دون ارضه، فيتعين اذن حمل النصوص عليهما معا حتى لو صح ما قاله اللغويون من اختصاصه بالنبات.
وكيف كان ففي المستمسك بعد ان جمع بين العناوين الثلاثة قال: "فقد نص على كونها من الأنفال جماعة كثيرة، بل لا خلاف فيه ظاهر"[2].
ويدل عليه عدة نصوص:
منها: مرسلة حمّاد المتقدمة المعتبرة عن العبد الصالح ع قال فيها: "والأنفال... وله رؤوس الجبال وبطون الأودية والآجام..."[3].
ومنها: خبر داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: "قلت: وما الأنفال؟ قال: بطون الأودية ورؤوس الجبال والآجام والمعادن..."[4].
ومنها: خبر أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: "لنا الأنفال، قلت: وما الأنفال؟ قال: منها المعادن والآجام..."[5].
وهذه النصوص ظاهرة الدلالة على كون الاجام من الانفال.
واما السند فالنصوص المذكورة وان كانت ضعيفة السند بالذات الا ان عمل الاصحاب بها يكفي في صحتها فان ابيت يكفي في اثبات ان الآجام من الانفال مرسل حماد الذي عرفت اعتباره.
ومن الظاهر ان ما ذكرناه في العنوانين السابقين بتفاصيله يجري هنا فتجري فيه الصور الأربعة.
ثم ان السيد الأستاذ ذكران الانفال "إذا فسر بالشجر الكثير الملتف، فمن الظاهر أن أن الشجر المذكور موجب لكونه عامراً. أما لو خص بالقصب فهو من الميت عرفاً مطلقاً"[6]. والله العالم.