31/05/04
تحمیل
80
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
الكلام على اية حال في قاعدة استعمال اللفظ في اكثر من معنى كقاعدة تفسيرية مهمة على وفق منهج امومة الولاية والمحكمات في تفسير القران الكريم.
وصل بنا المقام إلى الحديث الشريف النبوي الذي هو في صدد استدلال النبي صلى الله عليه واله وسلم بابطال عقيدة التثليث عند النصارى وعقيدة التوليد أو التولد عند اليهود عزير ابن الله .
في هذا المقام الذي هو استدلال عقلي واحتجاج عقلي يستدل سيد الرسل صلى الله عليه واله وسلم أو يناقش ويحاور الطرف الاخر عندما اعترضوا بهذا الاعتراض اعترضوا هكذا قالوا لماذا تعترض علينا يا نبي الاسلام في قولنا عيسى ابن الله أو عزير ابن الله والحال انك تقول كما نقول ان ابراهيم خليل الله فما الفرق بين عيسى ابن الله أو عزير ابن الله وابراهيم خليل الله؟
هذه التسمية انما هي تشريف وليست على سبيل الحقيقة طبعا سيد الانبياء قال انتم الرؤساء تقولون على سبيل التشريف اولا اما عامة الاتباع لكم انتم تظلونهم ويحسبون ان المراد من البنوة التولد ثم هل يسوغ هذا النمط من التشريف ان يقايس ويوازن بابراهيم خليل الله؟ لا... غير صحيح.
في هذا الصدد في جواب الاعتراض قال صلى الله عليه واله وسلم قال: إذا قلنا ان ابراهيم خليل الله الخليل في اللغة كمعنى اخذ اما من الخُلة أو الخِلة اقرا متن الحديث لا باس تيمنا يقول صلى الله عليه واله وسلم:
لان قولنا ابراهيم خليل الله هنا سنرى ان النبي يقبل للخصم ان يستدل بابراهيم خليل الله كوصف وتنعيت استعمل في اكثر من معنى زين لاحظ هنا مبحث عقائدي مرتبط بتوحيد الله مع ذلك سيد الانبياء يرتضي في هذا المبحث الخطير الذي هو استعمال وحياني ابراهيم خليل الله هذا البيان الوحياني يصح حينئذ ارادة اكثر من معنى مرتبط منضبط طبق ضوابط البيان وقواعد البيان يصح ارادة كلها ما لم يدلك ساطع البرهان ولو لم يكن قاعدة استعمال اللفظ في اكثر من معنى في الفاظ الوحي في بيان الوحي صحيحة اصلا سد الباب من الاول سيد الانبياء قال يراد منها فقط شاكلة واحدة وتيرة واحدة معنى واحد بينما هو قال صلى الله عليه واله وسلم:
انه بحسب قواعد الوضع اللغوي أو البيان اللغوي اما ذي القاعدة ذا الوضع يحكم أو يحكم ذاك الوضع وكلا المعنيين ليس فيهما مضادة ومناقضة لتوحيد الله وانما هو لا يجانب ولا يبتعد عن عبودية ابراهيم لله هذا الوصف خليل الله.
هذا امر مهم اذن لان النبي صلى الله عليه واله وسلم لا يحتج بالباطل يحتج بما هو حق وجادلهم بالتي هي احسن وليس جادلهم بالتي هي ابطل أو بالتي هي اخدع والعياذ بالله أو بالتي هي اموه تمويهية لا .. بالتي هي احسن يعني ليس فقط حسن بما هو حسن بل بما هو احسن.
يقول صلى الله عليه واله وسلم: لان قولنا ابراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخِلة والخِلة انما معناها الفقر والفاقة اذن توصيف ابراهيم بخليل الله لا يتنافى مع عبودية ابراهيم لله بخلاف ان اقول عيسى ابن الله اين هذا من ذاك؟
يقول صلى الله عليه واله وسلم: فانما هو مشتق من الخلة والخلة انما هو معناها الفقر والفاقة فقد كان خليلا إلى ربه فقيرا إليه وإليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا فسماه خليله أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه فهذا وصف فيه تكريس ودعم لعبودية ابراهيم لتوحيد الباري تعالى.
بعد ذلك يقول صلى الله عليه واله وسلم: وإذا جعل معنى ذلك من الخُلة يعني الصداقة وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على اسراره لم يقف عليها غيره يعني الصديق يسمى خليل لماذا؟ لانه يقف على خصوصيات صديقه لدرجة لا يطلع عليها غيره هذا أيضاً لا ينافي العبودية ولا ينافي ربوبية الله وتوحيد ربوبية الله وإذا جعل يعني يسوغ صلى الله عليه واله وسلم ان يكون هناك تسمية شرعية تسمية وحيانية يراد منها معنيين.
أو تعلمون ان التسميات الالهية المشتقة من الاسماء الالهية نفس الاسماء الالهية اعظم من القران أو لا؟ الاسماء الالهية هي مصدر نزول القران اعظم إذا كان الحال في التسميات للانبياء طبعا المشتقة من اسماء الله الحال فيها انها يعني بحسب التكوين لان هذا يبين لنا هنا بعد تكويني صلى الله عليه واله وسلم ان هذا الاستعمال البياني المتعدد المنفتح على دروب عديدة حاكي عن ان التكوين هو على انماط عديدة.
عندما نقول لاحظ حتى هذا النهج نشاهده عند النبي واهل بيته في كلمة الله هل هو من الوله؟ هل هو من التاله؟ هل من من من ..؟ عدة معاني لمادة لفظة الله كلها تناسب وتناغم الكمال الوحداني الاحدي زين إذا كلها تناسب المعنى الكمالي الوحداني الاحدي يعني يراد من الله معنى واحد أو معاني جامع هذه المعاني ومعنى ارادة جامع هذه المعاني يعني على صعيد الواقع هم هكذا.
وهكذا إذا استطعتم ان تسبروا بيانات النبي صلى الله عليه واله وسلم وبيانات اهل البيت عليهم السلام في اسماء الله الحسنى معانيها ستشاهدون انها تلك البيانات مقامة معتمدة على استعمال في اكثر من معنى وانه كاشف عن ان تلك الاسماء جامع لمعاني كمالية متعددة وليس معنى واحدا هذا امر مهم جدا الاسماء الالهية معتقدات مع ذلك مبنية على ذي القاعدة الشريفة قاعدة استعمال اللفظ في اكثر من معنى.
اذن كم هذه القاعدة خطيرة ومهمة إذا كانت في اصل البيان الوحياني في اسماء الله وتوحيد الله هي مطردة فكيف بعد ما دونه من الاستعمالات الوحيانية؟ ولا يخفى عليكم ان هذه الاسماء اللفظية والبيان اللفظي حقيقة ليست هذه اسماء الهية لان صوت الله لفظة صوت الله أو صوت الرحمن أو هذه الامواج الصوتية للرحيم هذه اسم اسم اسم الاسم يعني اسماء الله الحسنى خوب هي مو امواج صوتية هذا الموج الصوتي دال كاشف عن معنى المعنى كاشف عن حقائق تكوينية تلك الحقائق التكوينية هي الاسماء هي السمة هي العلامة هي الايات عندما يقال الاسم الاعظم الاسم الاعظم ليس صوت نعم هناك صوت دال عليه بس هو في نفسه الذي ينشق به الارض ويعرج به إلى السماء وتنفتح به مغالق ابواب الارض وتفتح به ابواب السماء هذا ليس هو صوت فقط هو صوت دال على ذاك الحقيقة التكوينية هذا الصوت نداء ودعوى لتلك الحقيقة التكوينية المهولة العظيمة.
الاسماء اسم عظيم وفي اسم اعظم وفي اسم اعظم اعظم اعظم في اسم اعظم عظيم عظيم وفي اسم عظيم عظيم عظيم مراتب من الاسماء يعني ذي الحقائق التكوينية هي طبقات تتلو بعضها البعض وراء بعضها البعض طبقات السلام على اسم الله الرضي نوره اسم الله الرضي الوجه المبين.
فالاسماء في الواقع هذه هي التي ندعوها اسماء هذه اصوات ليست هي اسماء الهية انما الاسماء الالهية يعني قبل اللغة العربية ليس لها اسماء مثلا قبل خلق البشر ما كانت لها اسماء اصلا قبل خلق الدنيا وما فيها قبل خلق السماوات والارضين ليس لله الاسماء؟ يعني لم يكن هو الله؟
طبعا الاسماء الالهية قبل خلق الخلائق فالاسماء الالهية في الواقع حقائق تكوينية ايات كبرى الهية مملوكة له تعالى غاية الامر عندما نقول هنا اسماء لفظية تستعمل كاشفة عن تلك الاسماء التكوينية والحقائق الكبرى استعمال اللفظ في اكثر من معنى يعني اذن هذا اللفظ وضع للاشارة إلى اكثر من معنى وهذا اكثر من معنى تشير إلى اكثر من حقيقة وكمالات مجتمعة في حقيقة واحدة.
لو كانت اللغة اللفظية غير وافية بالايصال إلى المعاني والمعاني موصلة إلى الحقائق لما استعملها الوحي هل الوحي الالهي يستعمل الفاظ توصل إلى الطريق؟ اوه تغويه عن الطريق ها؟ لابد توصل إلى الطريق بيان يعني بيّن ونور يوصل إذا كان بيان وبين وموصل.
اذن هذه اللغة بما لها من طبيعة متنوعة متشكلة موصلة وإلاّ لو كان تنوعها وتشكلها وتعددها وتكثرها في الدلالة وفي الاداء إلى المعاني غير سليم وغير سديد لما استعملها الشارع انزلناه حكما عربيا مبين يبين ليس في الحقيقة مبهم مجمل أو بالتالي على اية حال في مقابل مبين نقول مثلا متشابه لا مبين مبيّن للطريق إذا كان مبين للطريق هو طبيعة هذا العربي المبين قواعد اللغة المبينة وقواعد اللغة الانسانية انها منفتحة على تعدد الاستعمال وتعدد المعاني وسماه حكما لمَ سماه حكما عربيا؟ لان فيه احكام وفيه اتقان لا ان فيه انفلات وفيه اضطراب وفيه تدافع وفيه تناقض وفيه اختلاف بالعكس احكام يعني اتقان في كيفية انه يوصل ويبيّن لاحظ هذه جملة شواهد على ان... لان هي اللغة التي هي لغة الوحي بين الخالق والمخلوق البيان الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان.
البيان لغة تخاطب بين الباري والانسان فهذه اللغة إن لم يكن فيها احكام اصلا لمَ سميت اللغة العربية عربية لماذا؟ هسا بغض النظر عن عنصرية قومية العرب لا مو قصة قومية العرب أو عنصرهم نفس هذه اللغة استعملها العرب أو قوم من العرب نفس اللغة العربية تسمى عربية لماذا؟
فيها اعراب فيها اظهار فيها بيان افصاح ولذلك هناك لغة عربية في الفطرة وهي من يعرب ويظهر مقتضيات الفطرة وهي ولاية الله وولاية الرسول وولاية اهل البيت.
العربي في الفطرة هو المؤمن والاعجمي في الفطرة هو الضال المضل الضال اعجمي يعني ببلاغته يكون اعجمي اما من يكون بفطرته يعرب عن ما هو ايمان بالله ورسوله وعترة الرسول يكون معرب عن مقتضيات الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها...
على اية حال فاذن طبيعة اللغة العربية هي ماذا؟ بيان فيها اعراب فيها اظهار بيان وابانة اذن إذا كان فيها طبيعتها منفتحة على معاني متعددة هذه المعاني المتعددة توصل إلى حقائق متعددة فكيف اذن يستخدمها هو يعتبرها بيان بين واحكام للقران.
لاحظ تعبير النبي صلى الله عليه واله وسلم وإذا جعل ذلك من الخلة هنا في مقام عقائدي توحيدي يعدد لنا النبي صلى الله عليه واله وسلم المعاني كيف يصير؟ واللطيف هذا ليست استعمال اللفظ في اكثر من معنى فقط مر بنا هذا استعمال الصوت في اكثر من لفظ ثم اللفظ لكل لفظ معنى هذا يدل على توسع قاعدة استعمال اللفظ في اكثر من معنى لان مادة الخِلة غير مادة الخُلة مادتين لفظيتين مو لفظة واحدة مو مادة واحدة مثل عِدة وعُدة تختلف عُدة اين وعِدة اين؟ لفظتين اصلا مو فقط حركة بناء هذه حركة البناء تجعل لفظتين في الواقع.
فهنا لاحظ إذا جعل ذلك من الخلة وهو انه قد تخلل معاني ووقف على اسرار لم يقف عليها غيره كان الخليل معناه العالم به وباموره ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه بل يعني العبد العابد لربه ألا ترون انه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله سواء انقطع إليه للفقر أو انقطع إليه للوقوف على اسراره الا ترون انه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليلا وإذا لم يعلم باسراره لم يكن خليلا.
هذا طبعا نموذج من موارد عديدة روايات عديدة إذا تلاحظوها حتى موجودة عند الفريقين في بيانات النبي صلى الله عليه واله وسلم أو بيانات اهل البيت لمعاني الاسماء الوحيانية سواء اسماء الهية الاسماء الحسنى أو اسماء الاسماء أو الاسماء المشتقة من الاسماء الالهية وهذه الاسماء هي بنفسها عقائد هي بنفسها معتقدات وحيانية هي اصول الوحي الالهي اصول القران الحال فيها كذلك يعني لاحظ محكمات القران وهي اصول القران وهي الاسماء الالهية وهي طبقة من الطبقات الكبيرة العالية لمحكمات القران اسماء الله كما بين في القران هذا بحث اخر سناتي إليه ان شاء الله في بحث حقائق القران قواعد نظام حقائق القران الكريم لكن عموما فاذا كانت محكمات محكمات القران مبنية اذن على استعمال اللفظ في اكثر من معنى فكيف بما دونها من استعمالات القران وهي بنفسها معتقدات.
اذن إذا حاورك أو باحثك باحث أو منقب عن ان اسم الهي من الاسماء أو اسم نبوي من الاسماء يدل على كذا وكذا وكذا وكل هذه محتملة ومرادة لا تعترض بانه لا المراد فقط احادي بل المراد تكثري تكاثري كله على الضوابط ولا يخالفه ولا يدفعه أي قاعدة اخرى.
هذا تمام الكلام في هذه القاعدة وان شاء الله نخوض في قاعدة اخرى ...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين ...