31/05/06
تحمیل
82
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
وصل بنا الكلام في قواعد واصول التفسير على منهج امومة المحكمات امومة الولاية والمحكمات لتفسير القران الكريم إلى هذه القاعدة الخامسة قاعدة الجري والتطبيق.
ومر ان هذه القاعدة الشريفة في الاصل نوهت بها روايات اهل البيت عليهم السلام وان الايات الكريمة إذا نزلت في مورد لا تحبس الاية الكريمة ولا يقصر بها على ذلك المورد بل ان كل اية اية من كتاب الله العزيز حية بحياة القران الكريم وتجري يعني تجري لاعطاء النور والهداية للبشر بكل نور من الموارد التي تنتاب البشر ولكل حقبة من الحقب الزمنية فكل اية من ايات الكتاب...
طبعا الان مواضع وموارد انفاذ أو تطبيق الايات يختلف بحسب يعني ليس هناك تشابك فوضوي وما شابه ذلك وانما هناك نظم ولكن ايا ما كان كل اية لا يقال ان مورد العمل بها قد تحقق ومضى وانصرم لا.. بل هي على تطبيق منوالي متعدد...
اذن هذه القاعدة الشريفة في استعمال اللفظ في اكثر من معنى مرتبطة في الحقيقة بماذا؟ مرتبطة باصل حجية القران الكريم وباصل تفعيل القران الكريم حجة يعني مفعلة غير معطلة اذن ذي القاعدة ليست قاعدة خيارية انه المفسر يختارها أو لا يختارها يعني لاحظ احد اسباب أو نوافذ تعطيل القران أو احياء القران ما هو؟
هو الالتزام بقاعدة الجري والتطبيق الالتزام بقاعدة الجري والتطبيق امر مهم طبعا حياة القران وتفعيل القران واثمار القران للنور والهداية لدرب البشر هو من ابواب ونوافذ عديدة لا نقول من باب واحد ونافذة واحدة ولكن احد النوافذ والابواب المهمة جدا في ايات القران الكريم وفي سور القران الكريم هو ماذا؟
هو الجري والتطبيق لا يقولن قائل ان ما قصته لنا سورة يوسف هو بلحاظ النبي يوسف عليه السلام امر قد مضى وتصرم لا صلة لنا به لا.. القران الكريم والسنة العظيمة وبيانات المعصومين يلحظون هذه المقولة انه قد مضى وتصرم لا... ان في يوسف واخوته ايات للسائلين الان الان تستثمر سورة يوسف كذلك هي في ذيل سورة يوسف هذه اتفاقا ادلة قاعدة الجري والتطبيق نفس هذه الاية التي تلوناها الان ذيل سورة يوسف هم هكذا قاعدة قرانية عظيمة ذكرتها السورة وهذه ذكرت بعد في سورة اخرى وهي دليل ساطع البرهان لقاعدة الجري والتطبيق:
(ان في قصصهم لعبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى) ليس نسيج خيال دراما لا... حقائق وقعت وهي عبور تعبر منها لمَ تتوقف؟ عبرة يعني ماذا؟ عبور معبر عابر وعبّارة يعني تجاوز من ذي المنطقة لا تقف وتجمد وتسكن تحرك على وفق رؤية وبصيص نور هذه الايات أو هذه القصص خذها بصيص لكي تعبر تنفذ إلى موارد متجددة دواليك ان في قصصهم لعبرة لاولي الالباب عبرة يعني عبور يجب ان تعبر بهذه الايات من موارد نزولها إلى موارد متجددة دواليك إلى يوم القيامة.
اذن قاعدة الجري والتطبيق قاعدة لها مسيس صميمي بحياة مغزى القران الكريم لب القران الكريم من يجمد القران الكريم كما اراد ذلك الامويون أو العباسيون يريدوا ان يجمدوا القران الكريم في قصص حكاية الف ليلة وليلة لا...الكنعانيين في قصة يوسف كيف كانوا القصيين كيف كانوا فقط وفقط ابقَ على هذا الجو لا.. هذا الجو محطة عبور مو محطة استقرار.
شوف لاحظ من البركات العظيمة لهذه القاعدة العظيمة ببيانات اهل البيت الان سنبين بيانات اخرى لجملة من المفسرين ولكن تلك البيانات سنبين انها قاصرة عن مغزى القاعدة التي يريدها اهل البيت عليهم السلام اهل البيت اسسوا هذه القاعدة وبينوها ومن قبلهم القران الكريم في الحقيقة ولكن بيانات المعصومين لها بيانات اخرى.
اذن محط نزول الاية أو مورد استعمال الاية ليس محط استقرار ابدي هي ممر وليست مقر هي معبر وليست مستوطن تحذف الاية أو السورة فيها هذا معنى الجري للقران يجري دائما في حالة حركة وسفر يجري كما يجري الشمس والقمر وكما يجري الليل والنهار يملأ الموارد ملَوَان فاذن هذا معنى حيوي يعطي حيوية ويعطي حركة وحركية ونشاط للقران الكريم هذه ايات نزلت في امم سابقة لا صلة لها بالامم الحالية هذا كله خطأ قاعدة الجري والتطبيق قاعدة اخرى...
هذا اجمال الان بيان لقاعدة الجري والتطبيق دعونا نذكر الان بعض التفاصيل أو بعض التفسيرات بهذه القاعدة عند افرض العلامة الطباطبائي عند كثيرين لنرى انه هذا التفسير عند الطباطبائي لهذه القاعدة تفسير شامل دقيق أو لا فيه نواقص ومؤاخذات جملة من المفسرين على اية حال حتى الفيض الكاشاني اشار إلى قاعدة الجري والتطبيق ملا صدرا أيضاً اشار اليها عنده اجزاء من كتاب التفسير وهلم جرا جملة من هؤلاء المفسرين الاعلام المحققين فسروا ماذا؟ فسروا قاعدة الجري والتطبيق لاحظوا شوية انتباه دقيق لانه في تفسيرات عديدة الان نريد ان نخوض في تفسيرات عديدة لقاعدة الجري والتطبيق اقوال عديدة في تفسير هذه القاعدة وبين الاقوال يعني اثار متميزة تضفي بظلالها على منهج التفسير لذلك شوية الامر مهم...
نعم جماعة من الاعلام المفسرين فسروا قاعدة الجري والتطبيق الذي نوه بها القران ونوه بها روايات المعصومين عليهم السلام فسروها بماذا؟ فسروها بهذا التفسير ان الاية الكريمة والالفاظ تستعمل في معنى كلي وبقية الموارد من مورد النزول إلى الموارد الاخرى المتجددة المتعاقبة هي تطبيقات بالتالي يعني ماذا يصير؟ عندنا معنى كلي وعندنا تطبيقات هذه التطبيقات ليست مرادة بالاصالة هذه التطبيقات ليست معاني استعمالية وانما صرف مصاديق المراد الاستعمالي للايات هو فقط وفقط المعنى الكلي لا يراد منه المصاديق يعني لا يراد منه المصاديق بشخصانية المصاديق بتشخص المصاديق ابدا المعنى كلي.
تطبيقه على مثلا اهل البيت تطبيق مصداقي لا ان اهل البيت مرادون مثلا بشخصهم كما انه استعمالي مثلا انما انت منذر ولكل قوم هاد قضية كلية عامة ارادة الامام امير المؤمنين عليه السلام من باب التطبيق لا ان الشخص الشخيص الشريف العظيم لسيد الاوصياء مراد من الاية انما معنى كلي ويجري تطبيقه على مواضع عديدة وهلم جرا كثير من الايات التي يعني طبعا لا اقول العلامة الطباطبائي في جملة من الايات يقول المراد ليس كلي المراد شخصاني اذن قل تعالوا ندعوا ابنائنا وابنائكم هذه ليست شخصي انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا لا هذا هذا المراد شخصي اما في موارد اخرى موارد عديدة مثل لا يمسه إلاّ المطهرون ابرز المصاديق اهل البيت عليهم السلام ليس المراد الاستعمالي ولا التفهيمي ولا الجدي ليس المراد شخص المصاديق.
لتوضيح هذه النظرية اكثر لان هذه النظرية الان تقريبا هذا التفسير لهذه القاعدة كنظرية الان طاغية على منهج المفسرين من بعد العلامة الطباطبائي ومن قبله حتى ملا صدرا الفيض الكاشاني أو غيرهم من المفسرين الكبار وربما حتى من مفسري اهل السنة يتبنون هذا المبنى في تفسير قاعدة الجري والتطبيق.
دعونا نوضح بشكل اكثر لان الان نوضح هذه النظرية كيف في تفسير ذي القاعدة ثم نبين تداعيات هذه النظرية تداعيات خطيرة فيه صحيح هي فيها جانب لامع ووضاء وتقني دقي في صناعة التفسير ولكن فيها مؤاخذات خطرة إذا فقط اقتصرنا عليها.
وسنبين ان هذه النظرية التزم بها هؤلاء الاعلام من المفسرين بسبب منهجية التفسير الموضوعي أو تفسير القران بالقران فقط ولم يرقبوا ولم ياخذوا في الحسبان منهجية تفسير امومة الولاية والمحكمات لو اخذوها بعين الحسبان هذا النظام من التفسير لقادهم إلى تفسير قاعدة الجري والتطبيق بشكل اخر كل هذه الامور يجب ان نعالجها على اية حال ثم نبين تفسيرات اخرى للقاعدة.
اذن باديء ذي بدء دعونا نغول ونخوض بشكل اعمق لتفسير هذه القاعدة اذن اريد ان اكرر هذا التفسير لهذه القاعدة ماذا؟ يقول بان الاية الكريمة دوما إلاّ ما استثني الايات تستعمل في المعاني الكلية تارة قل تعالوا ندعوا ابنائنا ويطعمون الطعام هذا بحث اخر استعملت في قضايا شخصية ولكن الاصل في بيانات اهل البيت انه استعملت في معنى كلي
لاحظ هنا نقف شوف على هذا التفسير يريد ان يستثني بعض الايات استعملت في المعنى الشخصي يعني بعض الايات ليست مورد لقاعدة الجري والتطبيق بل بيانات اهل البيت قاعدة الجري والتطبيق لا تخلو عنها اية من الايات حتى تلك الايات التي تخاطب من ؟ تخاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم:
يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله اليك ...
لم اذنت لهم عفا الله عنك وهلم جرا ...
لو تقول علينا بعض الاقاويل ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون...
المقصود حتى الايات تلك التي هي في موسى مثلا يا موسى حتى يا موسى مثلا ما تلك بيمنك يا موسى ظاهر الاية خطاب للنبي موسى هذه الاية حسب قاعدة الجري والتطبيق في بيانات اهل البيت تجري لا تقتصر على النبي موسى بينما على هذا البيان عند العلامة الطباطبائي لا.. أو عند ملا صدرا أو عند الفيض الكاشاني أو عند اعلام من المفسرين من الفريقين على هذا التقريب في ايات تستثنى لا تجري فيها قاعدة الجري والتطبيق لمَ؟
لاحظ على وفق هذه النظرية ارادوا ان يقولوا المعنى الاستعمالي والتفهيمي والجدي معنى كلي أو لا اقل في المعنى الجدي يكون معنى كلي اما إذا لم نستطع في المعنى الجدي إلى معنى كلي لم يكن موردا لقاعدة الجري والتطبيق بينما حسب بيانات اهل البيت ما تخلو اية من الايات إلاّ وفيها الجري والتطبيق لمَ؟ لان حياة وحيوية القران بها إذا كان التفسير ما يمكن ان يكون مقنعا لنا فهذه مؤاخذة تامل اول على هذا التفسير لقاعدة الجري والتطبيق لان العلامة الطباطبائي رحمة الله عليه بنى صرح تفسير الميزان على هذا التفسير للقاعدة كل صرح تفسير الميزان بناه على هذه القاعدة حتى ملا صدرا حتى الفيض الكاشاني رحمة الله عليه وان كان بين الفيض الكاشاني وبين منهج ملا صدرا وبين منهج الطباطبائي فيه فوارق بس هذه على كل... الان كثير من تلاميذ العلامة الطباطبائي الذين ينهجون منهاج التفسير عندهم نفس المنوال.
بينما هذا التفسير لهذه قاعدة رغم انه فيه نوع من التقنية ونوع من ضبط القالب صحيح بس ما يمكن ان يكون مقنع لهذا البيان بيان القران ان في يوسف واخوته ايات للسائلين النداءات حتى التي في سورة يوسف ليوسف يقول القران هذه ليست خاصة بيوسف بهذا المعنى يعني سؤال بل هي ايات للسائلين إلى يوم القيامة ان في قصصهم عبرة إلى يوم القيامة وهذا هو معنى قاعدة الجري والتطبيق على بيان الطباطبائي أو غيره من الاعلام لا نستطيع ان نرسم للقاعدة معنى عام شمولي دعونا اكثر بعد نتامل في معنى القاعدة..
لاحظ هنا على تفسير الطباطبائي رحمة الله عليه والاعلام ان المعنى الاستعمالي كلي والتفهيمي كلي والجدي كلي منطقة التطبيق مرحلة التطبيق بماذا فسروها؟ مرحلة التطبيق هي مرحلة التنظير هم فصلوا بين التنظير والتطبيق التطبيق فسروه بمعنى مقابل ماذا؟ التنظير...
التنظير على صعيد الدلالة والمدلول والمعاني سواء مرحلة المعنى الاستعمالي أو مرحلة المعنى التصوري أو مرحلة المعنى التفهيمي أو مرحلة المعنى الجدي لان المعنى الجدي أيضاً معنى تنظيري تنظير رؤية الاية كلي انت ايها المسترشد لنور القران طبقها تطبيقات في مقام التطبيق طبقها تطبيقات عديدة.
اما في مقام الرؤية النظرية لايات القران الكريم التنظير المعنى دوما كلي هذا مؤدى كلامهم اليس مؤدى هذا التفسير لذي القاعدة هكذا مقام التطبيق اذن لا صلة له في مداليل ومعاني الكتاب الكريم يعني مقام التطبيق ليس ارادة استعمالية وانما هو ليس عناء ومعنى وقصد استعمالي ودلالي وانما هو فقط في مقام التطبيق في مقام الاستثمار هكذا يعني فتكون ذي المصاديق لا صلة لها تنظيرا واستعمالا وارادة بالخطاب القراني بتاتا المصاديق خطاب لها؟ لا ليست هناك خطاب للمصاديق لان الخطاب دوما يلحظ فيه جانب المدلول الدلالي ورؤية التنظير اما مقام التطبيق ذاك مقام اخر شبيه ما يقال في الفقه أو في علم الاصول مرحلة الامتثال مرحلة مثلا تنجيز الاحكام أما مرحلة الانشاء ذاك مرحلة اخرى
شبيه ما يقال في مرحلة القانون ان المقنن ليس غرضه مصداق خاص غرضه ذي المعادلة الكلية الان تطبيق على مصاديق امر اخر بيد اخصائيين اخرين ضوابط اخرى هذا المقدار من الفرق ينجم عنه تداعيات ما هو؟ لاحظوا هذه الخلاصة اليوم نخرج بها إلى جلسة قادمة ان شاء الله يعني ان المصاديق لم تؤخذ في بصيص عالم التنظير تماما ارادة استعمالية أو جدية أو تفهيمية ليست مرادة اصلا نسبة شخصانية المصاديق أو افراده إلى مقام الاستعمال أو الارادة هذه نسبة خاطئة يصير فيها تلبيس أو تدليس على وفق هذه النظرية هكذا سوف يكون فصل عالم التنظير عن عالم التطبيق تداعياته ان شاء الله هذا المطلب إذا اتضح نذكره في بحث قادم...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...