31/05/24
تحمیل
92
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
الكلام في قاعدة الجري كقاعدة تفسيرية في نظام الاستعمال اللفظي بل في انظمة القران عموما ومرّ استعراض النظرية الشهيرة عند جملة من المفسرين كالطباطبائي والملا صدرا والفيض الكاشاني أو محمد رضا ربيع أو غيرهم من المفسرين ان الجري جري تطبيق..
طبعا بالذات عند علماء التفسير من الامامية فيفسرون قاعدة الجري بالجري والتطبيق يضيفون إليها قيد والتطبيق وقد مر بنا تسجيل ملاحظات عديدة على ذي النظرية ومن خلال تلك الملاحظات التي مر بنا تسجيلها على ذي النظرية الاولى في تفسير قاعدة الجري انفتح لنا الطريق لبوادر معنى النظرية الثانية في قاعدة الجري انها عامة في كل الايات بخلاف النظرية الاولى لا تعمم ثم قاعدة الجري في كل الايات ثم قاعدة الجري على النظرية الاولى تختص بنظام الاستعمال اللفظي بينما على ذي القاعدة على النظرية الثانية تعم نظام الاستعمال اللفظي ونظام عالم المعاني ونظام الحقائق حتى في القران.
على وفق النظرية الاولى فوارق الان تختص قاعدة الجري بعلم التفسير بينما على وفق النظرية الثانية قاعدة الجري تشمل علم التاويل وعلم التعبير في القران وعلم الاشارات وعلم اللطائف وعلم الترجمان وعلم حقائق القران هي وقواعد اخرى حتى في نظام الاستعمال اللفظي ذي فوارق مرت بنا بين النظريتين.
الان نقف عند ذي المحطة قد تكون الاخيرة أو ما قبل الاخيرة مهمة في شرح النظرية الثانية وهي بمثابة روح النظرية الثانية لذلك لابد ان نقف عندها مليا:
لشرح النظرية الاولى كي ننطلق منها إلى النظرية الثانية النظرية الاولى اعتمدت على جملة من المباني عند علماء البلاغة وعلماء اصول الفقه أيضاً في مباحث الالفاظ ان المعنى الذي يستعمل فيه اللفظ مدلول اول ثم قد يراد هناك من معنى ثان يسمى بالمعنى التفهيمي ثم قد يراد من المعنى والمدلول الاستعمالي والمعنى والمدلول التفهيمي المعنى الجدي رقم ثلاثة المعنى الاستعمالي مثلا تقول زيد كثير الرماد استعمل في كثرة الرماد لكن بارادة جدية عندك ارادة تستعمل لفظة كثرة ورماد في الرماد ارادة موجودة ولكن ليست ارادة نهائية..
بعض الاخوان يحصل ديهم تشويش انه شلون معنى استعمالي ومراد إذا كان مراد فكيف ليس هو مراد جدا إذا مو مراد جدا اذن مو مراد لا هذا خلط بين الارادات وهذا طبعا بوابة فتح البحث في النظرية الثانية
لاحظ الانسان عنده ارادات من باب المثال الانسان متكلم أو غير متكلم عنده ارادات متعاقبة مثلا يشتري اللحم من السوق ثم ياخذ اللحم ويذهب به إلى البيت ارادة شراء اللحم هذه ارادة حمل اللحم إلى البيت ارادة ثانية دخول البيت وضع اللحم في الثلاجة ليطبخ ليوم غد ضيوف موجودين ارادة ثالثة وارادة رابعة اعلام عياله بان اللحم موجود في الثلاجة ارادة رابعة فترى ارادات متعاقبة يتلو بعضها البعض الارادة النهائية ماذا؟ تقديم الضيافة المناسبة للضيوف شوف عندنا ارادات متقدمة متوسطة حلقات متعاقبة للارادات إلى ان تصل إلى الارادة النهائية
الارادة النهائية ارادة جدية الارادات الاولى ارادات اعدادية تمهيدية بس ارادة لا انها ليست ارادة بنائك ان كل ارادة على احكام ومتانة وشد وثاق كالارادة النهائية لا طبعا...
طبيعة الانسان عنده ارادات متعاقبة يتلو بعضها البعض يقوى بعضها على البعض الاخر طبيعة الانسان هكذا صاحب ارادة زين لماذا تخدم الضيوف؟ جزاء لضيافتهم سابقا شوفوا هذه بعد خامسة سادسة ولماذا تريد جزاء الاحسان بالاحسان كي لا اذم في ارادة سادسة شوف ولماذا تريد ان لا تذم كي اكون حسن السمعة وكامل وطيب الاخلاق ارادة سابعة ولماذا تريد ان تكون كامل الاخلاق ومحاسن الاخلاق كي اثاب مثلا في الاخرة وما شابه ذلك
شوف ارادات تتلو بعضها البعض وكل ارادة ورائية يعني عاقبة السلام على النور العاقب يعني متعاقبة السلام على النور العاقب يعني يعقب النور الذي قبله كل ارادة عاقبة يعني متعقبة اقوى من الارادة التي تسبق واضح هذا مهم البحث وهو مفتاح البحث الان لازم نركز عليه..
اذن تفاوت الارادات في الشدة والضعف لا يعني ان الارادة الضعيفة ليست ارادة ولكن هناك ارادة اقوى منها اشد منها مجرد الشدة والضعف الارادة لا يزلزل سبق الارادة على الارادة جيد.
هكذا في الارادة الاستعمالية اراد من اللفظ ان يدلل به على المعنى الاول ان زيد كثير الرماد جيد لكن هل مراده ان يسند إلى زيد كثرة الرماد قد يكون كاذب هسا مو كرم زيد حتى في القديم مو كرمه هو كثرة الرماد الطبيخ الذي هو في القدور عندما وهب اغنامه امواله إلى شخص اخر قيل عنه كثير الرماد مثلا أو حتى في العصر الحالي طبيخ بشكل اخر.
فالمقصود هنا باسط يديه يعني مفتح يديه لا المراد مفتح يديه كناية عن شيء اخر فلاحظ باسط يديه ليس انه ناشر يديه يديه باسطة لا المقصود منه صرفه كثير يشمل القاصي والداني هنا باسط يديه استعمل في نشر اليد لكن هذا مراد استعمالي ليس مراد تفهيمه يريد ان يفهم زيد كثير الصرف ولماذا يريد ان يفهم زيد كثير الصرف؟
يريد المراد الجدي له ان يقول لذلك الذي يطعن في زيد أو يغتاب زيد انك على خطا لاحظ هنا اختلف المراد الاستعمالي عن المراد التفهيمي عن المراد الجدي ارادة تتلو بعضها البعض هذا امر ضروري يلتفت له الانسان انه قد تكون في البين ارادات استعمالية تختلف عن بعضها البعض
لاحظ النبي يوسف على نبينا واله عليه السلام عندما خاطب اخوانه أو امر من يخاطب اخوانه يا ايتها العير انكم لسارقون القافلة واستعمل سارقون كانما الان سرقتم انصراف الاستعمال وافهمهم النبي انه الان سرقتم وإلاّ لو اراد ان يفهمهم انكم سابقا سرقتم لما قالوا ماذا قالوا اخوة يوسف؟ قالوا ماذا تفقدون يعني الان ماذا تفقدون اذن ما الذي افهمهم يوسف مو فقط استعمل فيهم افهمهم ان السرقة وقعت الان لكن المراد الجدي للنبي يوسف ان السرقة وقعت الان أو سابقا؟ سابقا لاحظ المراد الاستعمالي شيء والمراد التفهيمي شيء والمراد الجدي شيء اخر.
لاحظ أيضاً كلام النبي يوسف قالوا ماذا تفقدون ماذا تفقدون المراد الجدي والاستعمالي لاخوة يوسف ما الذي قد سرق؟ تفقدون يعني قد سرق الان بينما في جواب الذي صدر من قبل النبي يوسف ما هو ولو بتوسط الخدم؟
قال نفقد صواع الملك زين كلمة نفقد عندما اجاب استعملت يعني بمعنى الذي فقد للسرقة افهمهم النبي فقد للسرقة ولكن مراده الجدي ماذا؟ ليس فقد للسرقة وهو يعلم ليس فقد سرقة فقد بمعنى انه ليس في مكانه بل في مكان اخر الله اعلم من المفقودين ليس بمعنى السرقة بمعنى عدم الوجود الزوال
نفقد صواع الملك يعني زال عن مكانه صواع الملك هو الان في الاحمال الموجودة على دواب اخوة يوسف لاحظ المراد الجدي شيء والمراد التفهيمي شيء هنا النبي يوسف اراد ان يفهمهم ان الفقد سرقة الصواع لكن هذا مراد له تفهيمي وليس مراد جدي لاحظ اذن شوف هذا المطلب مهم ان المراد الجدي والمراد التفهيمي والمراد الاستعمالي مهم واحد يسلط الضوء عليه...
لاحظ مثال اخر في القران الكريم قالوا لابراهيم عندما كسرت الاصنام من فعل هذا بآلهتنا إلى ان سالوا النبي ابراهيم قال بل فعله كبيرهم ان كانوا ينطقون اسالوهم ان كانوا ينطقون بل فعله كبيرهم فاسالوهم ان كانوا ينطقون...
هنا النبي ابراهيم عليه وعلى نبينا واله السلام المراد الاستعمالي نعم فعله كبيرهم فعله كبيرهم التفهيمي أيضاً فعله كبيرهم بس المراد الجدي ما اراد فعله كبيرهم اراد ماذا؟ اراد فاسالوهم ان كانوا ينطقون أو يمكن ان تحتملون فرجعوا إلى انفسهم قالوا بل انتم الضالون هو المراد الجدي لابراهيم اراد ان يحرك عقلهم وجدانهم ضميرهم ليس المراد الجدي اسناد كسر الاصنام الى الاصنام نفسها وليس المراد الجدي انهم سائلوهم المراد التفهيمي هذا حتما مراد تفهيمي لكن مراده الجدي شيء اخر هذا شيء جدي انه هؤلاء الذين لا تستطيعون ان تستنطقوهم ولا ينطقون ولا تسائلوهم ولا يجيبون ولا يفعلون فعلا كيف اذن تعزو لهم اعظم الافعال وهي عالم الخلقة؟ والرزق والغنى وما شابه ذلك والعياذ بالله...
فلاحظ تعدد اذن تعاقب الارادات هذا امر بابه وسيع في الكلام مرادات متعددة ارادات متعددة متعاقبة تلو بعضها البعض ولا تتوهمن انه ان كانت الارادة النهائية والمراد النهائي ليست على وفق الارادة والمراد الاول أو الثاني أو الثالث اذن هذه الارادات ليست ارادات لا... ارادات لا يصل إلى الارادة المعينة إلاّ بتوسط ماذا الارادات والمرادات الاولى ما يستطيع ان يصل إلى تلك الضفة من الغاية إلاّ بعبور الجسر هذا لا ينافي الارادة غاية الامر ان هذه تسمى ارادة اعدادية ارادة تمهيدية موجودة
ادخال الان الاب لابنه في المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة هو لاجل ان يبني مستقبله الارادة النهائية يبني مستقبله بس اوه الاف الارادات لاحظ الاف الارادات تسبق ذلك المراد الجدي..
الان قول الاب إلى الابن اذهب إلى المدرسة الابتدائية تذاكر مع اصدقائك في مواد الامتحان مراده الجدي النهائي فقط هذا مذاكرته للامتحان أو مراده الجدي يعني ابني مستقبلك لاحظ اشكد بعيد مراده الجدي يعني مراده الان لكن مراد تمهيدي لمرادات فيما بعد بهذا المعنى لاحظ سلسلة المرادات كيف تمتد هذا باب وسيع مهم من هنا لاحظوا نريد ان نفتح الحديث عن النظرية الثانية...
الان المتكلم عندما يقال عنده ارادة استعمالية عنده ارادة تفهيمية عنده ارادة جدية هذا على صعيد التنظير تنظير الايات ونفصله عن ماذا؟ عن مقام التطبيق هنا يقع التسجيل الاعتراض على النظرية الاولى لصالح النظرية الثانية وهو ان يقال بيت القصيد نلج فيه طويلا:
التطبيق ارادة غائية ابعد غورا في الغائية والنهائية من التنظير انما اعد للتنظير اعدادا وتمهيدا للتطبيق فكيف يكون التطبيق مراد؟ هذا في التنظير معاني فضفاضة؟ لا ... هذا في التنظير تطبيق ميدان التطبيق لاحظ هنا المراد جدي وراء حتى الجدي قد يتكثر يتسلسل يتعدد يتعاقب جد اشد من جد جدية اشد من جدية كيف نعزل مقام التطبيق عن المراد الجدي وهو اوغل في الجدية واوغل في الغائية والنهائية من المراد التنظيري هذا اول الكلام...
الان قالها البلاغيون وليقوله قاله الاصوليون وليقوله إذا كنا نحن على نسق سلسلة تعاقب الارادات بالعكس نرى ان الارادة التطبيقية اوغل نقف عند هذا الحد؟ لا بعد...
كيف وان المعنى الكلي والتنظير الكلي يراد منه التطبيق كما مر بنا يلزم اعداد لما وراء التطبيق وإذا كان مقام التطبيق يحصل بمصاديق بارزة ومصاديق غير بارزة مصاديق مصداقيات شديدة الاهمية ومصاديق قليلة الاهمية ومصاديق متوسطة الاهمية شوف حتى التطبيق مع ان الارادة التطبيقية حتى في المصاديق الاعتيادية اشد جدية من التنظير فكيف بالارادة التطبيقية في المصاديق التي هي اهم أو تحصل في اهمية قصوى ستكون تلك المصاديق اشد من الارادة الجدية واوغل واهم اصلا كانما حتى ارادة المصاديق غير مهمة غير ذات الاهمية أو المتوسطة ارادتها ارادة تبعية للمصداق الاهم والاكبر لا اله إلاّ الله لاحظ درجات الارادة...
الفقرة النقطة التي وصلنا إليها قبل قليل ان الارادة في مقام التطبيق هي اكثر جدية من الارادة في التنظير الارادة التفهيمية اهم من الاستعمالية الجدية التنظيرية اهم من التفهيمية أي جدية تطبيقية عموما اهم من التنظيرية لان التنظيرية انما هي معدة مهياة للتطبيق..
زين في مقام التطبيق نلاحظ ان الارادة في اهم المصاديق هي اهم ارادات التطبيق جيد اذن الكلام من بدء امره سيق للارادات ذات الاهمية سبحان الله الكلام تكلم به المتكلم الثاقب النافذ هو ابرز واعظم المصاديق انما يفترق بأهم وابلغ المصاديق افتراقه بالمصاديق المتوسطة أو الهينة أو التطبيقات الهينة افتراق تبعي ظلي في المرتبة اللاحقة الا يصح حينئذ ان نقول المتكلم تكلم بهذا الكلام ويشير إلى علي بن ابي طالب؟ طبعا يشير إذا كان قوله يا ايها الذين امنوا اعظم مؤمن برسالة السماء علي بن ابي طالب كيف لا يكون هو رائدها وقائدها واريد من يا ايها الذين امنوا علي بن ابي طالب شيء طبيعي...
اصلا الاحتفاء والاحتفال بغيره تبعي الاحتفال والاحتفاء بالتنظير الكلي تبعي اعجازي للارادة الاكبر...
لاحظ شلون هذا الان يفتح لنا الباب في قاعدة الجري ان قاعدة الجري كيف تبين لنا ان سوق الكلام دوما دوما دوما للارادة النهائية سميتها تطبيق سميتها غير ذلك اصلا ارادة جدية كيف؟ الارادة التنظيرية يعني صحيح جدية لكنها جدية متوسطة اعجازية ليست وكيدة ليست ثخينة ليست شديدة اشد ارادة المصداق الاعظم انما الكلام اصلا انما سيق بكل رمته وتوابع للمصداق الاهم وتتمة الكلام إلى غد ...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...