جلسة 57
57
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في صدد بيان امثلة متعددة إلى تطبيقات الالتفات في الخطاب القراني وان الاعتماد على وحدة السياق منشا لكثير من الاخفاقات والغفلات في تفسير القران الكريم.
والالتفات عبارة عن تبدل الخطاب القراني من جملة إلى جملة لا انه من اية إلى اية بل من جملة إلى جملة ولو في ضمن اية واحدة ولا يخفى عليكم ان الجملة الواحدة هي بالدقة قد تكون بمثابة جمل لان الجملة الواحدة قد تشتمل على قيد اول قيد ثاني يعني صفة اولى افرض مثلا فعل مسند إلى فاعل أو مبتدأ يسند إليه خبر اول ثم خبر ثاني ثم خبر ثالث هو ربما في الظاهر يترائى انه جملة واحدة من عدة صفات من عدة اوصاف من عدة كلمات ولكن كل اسناد هو بمثابة جملة فليس بمستبعد ان يكون حتى الجملة الواحدة التي فيها عدة اسنادات لفظية هي في الحقيقة عدة خطابات.
لاحظ في تفسير سورة عبس وتولى طبعا هذا تطبيق اخر لكن دعونا مع هذا التطبيق سورة عبس وتولى هذه وحدة السياق قلنا انه تلك انما هو قرص مخدر للمفسر واقعا قرص مخدر...
سورة عبس وتولى كثير من المفسرين حتى من الخاصة حسبوا ان السياق في الضمائر والاوصاف هي واحدة والحال انها اوصاف متعددة وليس جملة واحدة عبس فاعل عبس من؟ وتولى فاعل تولى من؟ ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك إلاّ يزكى واما من جاءك يسعى ...
شوف روايات من اهل البيت الواردة ان هذه الجمل نزلت في رجل من بني امية انما الخطاب المسؤول للنبي صلى الله عليه واله وسلم هو هذا:
وما عليك ألاّ يزكى هو في صدر الايات انه امور مخالفة للخلق الاسلامي ارتكبه رجل من بني امية كما في الروايات كان جالسا جنب النبي
اما بعد ذلك مسؤولية كيفية التبليغ وما عليك إلاّ يزكى يعني لا تنظر إلى الاغنياء انظر إلى من كان صادقا جادا ولو كان فقيرا في الدخول في ارشاد وهداية السماء.
هذا الخطاب للنبي انه كيفية التبليغ ورعاية البشر بينما وحدة السياق وحدة الضمير جعلت من كثير من المفسرين حتى من الخاصة يلتبس عليه الامر والبعض حتى استشهد بما ان هذا اللسان ورد خطاب من الله للنبي في سورة كذا في سور كذا انه لا يكترث بالاغنياء لا يكترث ...
طبعا لكن لا يعني ان عبس وتولى نزلت بالنبي يعني وحدة المسؤولية التي ذكرت افرض في سورة التوبة في سورة الانفال هذه التوصيات من الله إلى النبي هي نزلت عليه التي متطابقة مع وما عليك إلاّ يزكى
بعد ذلك انت عنه تلهى الضمير لا يرجع إلى النبي يرجع إلى واحد اخر كيف يصير القران تارة يسند الضمير إلى النبي ثم يعاود ويسند الضمير إلى رجل من بني امية وهلم جرا... يشابك بين الافعال التي يسند فيها الضمير إلى النبي التي ليست فيها أي غضضة والافعال التي يسند فيها يعني الافعال التي فيها انشاء هي للنبي الافعال التي فيها اخبار عن فعل خاطيء حصل اسناده إلى ضمير فاعل رجل من بني امية..
روايات اهل البيت هكذا فسرت الاية هذا معتمد على ماذا؟
معتمد على قاعدة الالتفات الان القران هذا الاسلوب كيف استخدمه؟ اتفاقا الان في ثقافة اللغة الحوارية للبشرية حتى غير اللغة العربية الان بدات تستخدم هذه الرشاقة في تفنن الحوار يحاور هذا ثم يدور وجهه يحاور ذاك ثم يحاور رابع خامس سادس يرجع ويصعد هذا تفنن في الحوار...
طبيعة الخطاب القراني هم هكذا اما إذا يريد ان يسترسل ويجعل سياقات القران كلها في سياق واحد في الاية الواحدة أو في الايات هذا حينئذ اكبر اخفاق كما ينبه على ذلك اهل البيت عليهم السلام اكثر غفلة واخفاق البشر انهم يحسبون ان السياقات المختلفة هي سياق واحد هذه وحدة السياق اكبر افة اكبر عاهة اكبر مانع عن الوصول إلى حقائق القران...
حتى في سورة النبأ عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا... الكثير استشهد قال المراد به يوم القيامة وليس هناك حتى تضارب بين يوم القيامة وبين ارادة الامام الذي نصبه الله تعالى اماما يداري الله تعالى به عباده.
فهناك على اية حال التحام وثيق بين مقام الامامة ومقام الحساب والمعاد احد تجلي شؤون الامام في المعاد يقول سئل الباقر عليه السلام ادنى معرفة علي عليه السلام التي نسائل عنها لماذا؟ فمثلا ان تعرفوا انه مفروض الطاعة وانه صاحب الكرات يعني دوره في عالم الدنيا ودوره في عالم الرجعة وانه يزود اهل الجنان يعني دور ولاية علي في الاخرة ولاية علي في الدنيا وولاية علي في الرجعة وولاية علي في الاخرة ادنى معرفة الامام ان تعرفه انه مفروض الطاعة وانه صاحب الكرات يكر في الرجعة الكرات يعني اكبر دور للائمة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانه يزود اهل الجنان يعني الولاية التي يحبيها الله بعد رسول الله.
فالمقصود ايا ما كان بين القيامة والاخرة ومعرفة الامام هناك وجهين لحقيقة واحدة لكن رغم ذلك هي كثير في سورة النبأ بمقتضى وحدة السياق جعلوا ان المراد فقط هو الاخرة لا الامام بينما النبأ العظيم هو علي امير المؤمنين عليه السلام.
على كل في سياقات وشواهد عديدة في نفس الاية السورة لم يستظهرها حتى العلامة الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان وانما اشير إليه من روايات اهل البيت لم يعمل النظر حقه حينئذ.
استند هو على كل هي قضية وحدة السياق ووحدة السياق قرص منوم يوجب الغفلة عن ...
غالبا حسب بيانات اهل البيت كما ذكرنا في روايات كثيرة واقسام عديدة من الالتفات غالبا في القران الكريم اسناد الجمل لا يعود إلاّ المخاطب يختلف أو المتكلم يختلف أو كليهما يختلف ليس فقط في الاية الواحدة صدرها وذيلها وعجزها فضلا عن الايات فضلا عن السور بل حتى في الجملة الواحدة في الاية الواحدة إذا كان فيها عدة عدة اسنادات عدة اوصاف وصف يعود لشخص وصف اخر يعود لشخص اخر هذا قليل استعماله في اللغة العربية لان القدرة في السيطرة في الاستعمال عليه صعبة تذكر جملة مبتدأ مثلا ثم تذكر خبر اول خبر ثاني خبر ثالث والحال انك تريد مبتدا غير المبتدا في الخبر الثاني وتريد في الثالث غير الاول وهلم جرا...
هذا قاعدة متصلة لما مر بنا في القاعدة في النظام الاستعمالي في الفاظ القران الكريم في منهج امومة المحكمات وامومة ولاية اهل البيت في تفسير القران متصل بالتعريض...
التعريض نوع من القدرة في تلوين الدلالة تنويع الدلالة نعم عموم الناس عموم الباحثين عموم المفسرين يترائى لهم المعنى الاولي وبهذا القدر يعرفون من نور القران لكن هناك اعماق اكثر في القران بطون اكثر في القران هذه البطون بداية مفاتيحها هو التعرف على النظام الاستعمالي اللفظي في القران واولى هذا النظام قاعدة ونظام اخر تحتاني وهو نظام وقاعدة التعريض أي الدلالات الخفية وكيفية التاويل الذي مر بنا.
قاعدة ثانية ونظام ثاني نظام الالتفات وهي متصلة مرتبطة بالنظام الاول فلاحظ عادة اليوم حاول ان تراجعوا دققوا في روايات اهل البيت في ذيل هذه الاية من الاية الاولى إلى الاية العاشرة...
انا وجدت كثير من حتى مفسري الخاصة رحمهم الله تقل جهودهم في العناية في بيانات اهل البيت العلمية في ذيل الايات سببها عدم التفاتهم لقاعدة الالتفات عدم تنبههم إلى ان وحدة السياق ليست صحيحة فهي دوما كيف هذا الضمير يرجع إلى هنا الضمير يرجع إلى هنا تكون هذه الرواية خطا من الراوي فيها سقط.. لا هي الرواية ليس فيها سقط هي رواية كل خطاب خطاب فصل عن بعضه البعض المخاطب في صدر الاية أو في صدر الجملة شخص ذيل الجملة شخص اخر المتكلم كذا في الاية المتكلم الثاني كذا...
لاحظوا هذا المثال اذكره في سورة الانبياء واقعا ذي القاعدة إذا لم نمكث فيها مليا ولم نراعيها حفيا سوف نخفق بحسب توصيات اهل البيت في تفسير القران لان كلام الله ليس على حد كلام البشر...
ذكرنا في الروايات بينا ان كتاب الله عزوجل كيت كيت كيت ...ذكر علي عليه السلام هذه القضايا الى ان يصل فليس بعالم بالقران ولا هو من اهله...
لاحظوا في سورة الانبياء الاية 78 ما ورد في قضية النبي داود وسليمان: (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً)..
في هذه الاية راجعت روايات اهل البيت طبعا هذه الاية من الموارد التي فيها اساس معرفي عظيم جدا وهو ان القران الكريم يبين ان موارد ترك الاولى عند الانبياء ليس يعني ان ما ارتكبوه ليس بحق باطل حاشا للانبياء هذه الاية فيها اساس معرفي عظيم في معرفة النبوات وفي معرفة امور عديدة اخرى الان اذكرها شيئا ما
ان موارد العتاب الالهي للانبياء انه لمَ ارتكبت كذا لولا لولا ارتكبت ما هو افضل واولى ليس يعني ان ما ارتكبه أي نبي من الانبياء باطل أو معصية لا... هو حق ولكن يعاتبه الله على ما هو أحق.
تاتي بدرجة متفوقة لا جيب درجة امتياز لماذا تجيب درجة متفوقة لا ان فيه درجة ليس في الانبياء رسوب الانبياء دائما تفوق لكن الله دوما يطالبهم بفوق التفوق هذا معنى العتاب في سيد الانبياء ...
لذلك هنا لاحظ يقول (وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً...) لا ان حكم النبي داود كان باطل ولكن عتاب لما كان هو احق هذا اساس معرفي عظيم: النسبية التي يطرحها القران الكريم ليست نسبية تشكيكية في نسبية يطرحها القران الكريم نسبية درجات في الحق يعني في حق وفي احق الحق وفي احق الحق الحق الحق وهلم جرا..
النسبية التي يطرحها الحداثويون الان الجنبة العلمانية أو الالسنيات نسبية تشكيكية لكن بين حقيقة أو لا حقيقية حقيقة مخلوطة بباطل وهلم جرا
بينما في القران الكريم يقول ليس هناك في النسبية المراد منها حق وباطل حتى في درجات الحق في درجات ومعنى الدرجات في الحق ليس ان يكون باطل لا ... ما يكون احق حقا وما فوقه احق حقا وهذه نسبية بديعة تجنب الانسان الافراط والحدية وتعطي الانسان سعة صدر في المعرفة...
الان انت شفت شخص لن يرتكب ما مبغوض بس تلتفت ان ما ارتكبه فيه جنبة صح بهذا المقدار سعة في النظرة نسبية الحق يسموها...
على كل امور بديعة معرفية في الاية الكريمة هذا كلام معترض والكلام كان محل استشهادنا ان هذه الاية الكريمة لم اجد من المفسرين من المذاهب الاسلامية الاخرى على أي حال هم معذورين باعتبار هم في منأى عن روايات اهل البيت لكن حتى من مفسري الخاصة سبحان الله ارجاع الضمائر في هذه الاية في غفلة بعيدة جدا...
الان باختصار اوضح لك بيانات وروايات اهل البيت في هذه الاية كي تلتفتوا ان المفسرين في غفلة عن هذه القاعدة وهي قاعدة تلون وتعدد الخطاب أو الالتفات:
لاحظوا الاية الكريمة ماذا تقول؟ (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ)
حكما أو يحكمان الاية اذ يحكمان؟ اذ يحكمان لم لم تقل الاية اذ حكما يعني لم يبت فيه إلى الان لا ان النبي سليمان حكم بعدين مثلا خطأه الله...
شوف هذه التفاتة مذكورة في روايات اهل البيت يحكمان مو حكما يعني الان للتو في مزاولة البدء في الحكم ولم يحكم النبي داود كي يخطأ فنزل نسخ للنبي على النبي سليمان ...لما كان عند النبي داود ولم يحكم به النبي داود هذي الواقع كي يخطأه.... هذا امر.
(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ...)
دعوى ماذا يقول القران (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ...) لماذا لم يقل القران لحكمهما هنا هذه اللفتة لم اشاهدها حتى في أي تفسير حتى في الميزان حتى في مجمع البيان سبحان الله حتى في التبيان...
هذا التعبير (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ...) الذي حكم هنا ليس النبي داود وسليمان الذي حكم هنا علماء اليهود الذين كانوا مع النبي داود وسليمان تسرعوا في الحكم فحكموا فقطعوا لا ان النبي داود حكم فقطع.
شوف الان في سياق واحد هذا السياق الواحد مخدر للانسان يخدر لكن اهل البيت شفرة كلمة كلمة وقفة محطة توقف تامل...
(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ...)
حكمهم هنا علماء اليهود جم استند القران الكريم إلى غيرهم شوف في سياق واحد كانما انت بالتصريحة بالاستغفال سرحيا لا تلتفت إلى المراد الاصلي...
اصلا حسب بيانات اهل البيت كل القران هكذا إلاّ ما استثني يعني ما يقال عملية دوما في حركية عجيبة سبحان الله الخطاب القراني
هذا فقط عادة في القران الكريم كما مر مرار تمثيل هذا البحث هذا الالتفات عادة القران الكريم دوما متحركات مو مركزة ثابتة على واحدة...
اذن الخطاب القراني استطعت ان تلتفت ستصل طبعا باسترشاد وتعليم من البيانات العلمية لاهل البيت عليهم السلام و إلاّ الانسان دوما يصير في حالة اخفاق...
لاحظ بعد ذلك شوف الخطاب في القران هذا تلون حق:
(وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ...) بعد ذلك يقول: (فَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) على أي تقدير هذا التنوع في الخطاب القراني إلى ما شاء الله غدا نستعرض امثلة اخرى...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...