جلسة 19
19
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في هذا الحديث عن اصول التفسير وقواعد منهج التفسير وهو منهج امومة المحكمات وامومة ولاية اهل البيت عليهم السلام للمحكمات.
وبينا انه هناك فوارق اساسية وجذرية بين هذا المنهج التفسيري الذي نستقراه من القران وسنة اهل البيت عليهم السلام مع المناهج التفسيرية الاخرى في حين نحن لسنا في صدد حذف أو ابعاد أو ازالة المناهج التفسيرية الاخرى بل في صدد التاكيد على ضرورتها وكل منهج له طابعه ولكن المنهج المهيمن الحكم الفصل بين المناهج فيما اختلفت أو تنازعت أو تناقضت أو تبارمت فيه المدعى هو هذا انه منهج تفسير امومة المحكمات.
ومر بنا ان لهذا المنهج معالم:
المعلم الاول وحدة النظام بين تعاليم القران الكريم وبنود القران الكريم ومعارف القران الكريم وهذا بحث وحدة النظام بحث طويل الذيل انما مر بنا بشكل اجمالي.
المعلم الثاني الذي كنا فيه معلم التاويل والظاهر وهذا أيضاً مر بشكل اجمالي
المعلم الثالث الذي أيضاً مر بنا وابتدانا فيه معلم الامومة وطبقات امومة الاشياء على بعضها البعض ومر بنا مثال قانوني نظير توالد وهيمنة طبقات القانون على بعضها البعض كالقانون الدستوري المهيمن على القانون التشريعي النيابي والتشريع النيابي على الوزاري والتشريع الوزاري على التشريع البلدي وهلم جرا ...طبقات القانون
وكذلك علم الرياضيات هيمنته على العلوم الاخرى أو هيمنة القواعد التسع الاولى في علم الرياضيات على علوم وتخصصات رياضية كثيرة..
مثال اخر: لا باس لان هذا المبحث مبحث حساس وان كان نحن الان في صدد بيان اجمالي له سياتي البيان التفصيلي وابعاده بشكل اكثر فاكثر ولكن بهذا المقدار...
مثال اخر معروف لدى كل العلوم ان المسائل النظرية في العلوم تستولد تستنتج من بديهيات والمبادي التصورية والتصديقية في ذلك العلم المباديء التصورية والتصديقية في ذلك العلم يعني ماذا؟
يعني البديهيات في ذلك العلم وعموما الفكر الانساني والعقل الانساني انما يتوفق ويتنامى ويتسع ويستنتج وتترامى استنتاجاته واستنباطاته انطلاقا من البديهيات فالمعلومات بينها ترابط توالدي في الاصطلاح المنطق الارسطي المعروف على اية حال لدى الاخوة مثلا صغرى كبرى اصغر وسط ثم الاصغر مع الاكبر صغرى وكبرى ثم وساطة الاوسط وهلم جرا توالد لذلك بحثوا في البحوث العقلية ابده التصورات ما هي؟ ابده التصديقات ما هي؟ هل هو التناقض بطلان التناقض أو هو وجود الله وهو الصحيح ابده التصورات ما هو؟ هو الوجود هو كذا أو وجود الله تعالى هو الصحيح؟ وهو الصحيح..
على اية حال فبحثوا في ابده التصورات ابده التصديقات وكذلك في كل علم يقسم العلم إلى مباديء تصورية وتصديقية وإلى مسائل نظرية أو قل مسائل متسالم عليها مفروغ منها باتت حقائق في ذلك العلم ثم تتوالد من تلك الحقائق نظريات أو فرضيات وبعد الفرضيات نظريات أو فرضيات
نظريات طبعا مرحلة متقدمة اعلى من الفرضيات وهلم جرا وربما احتمالات ادنى من الفرضيات فبالتالي دوما في حالة توالد العلوم هو توالد وانطلاق من البديهيات إلى النظريات وكلما توغلت النتيجة والبحث العلمي في النظريات كلما زاد غموضا اكثر ويقل فيه نور الاطمئنان أو نور اليقين ونور الجزم والفصل.
هذا التوالد هذه عملية التوالد هي عملية امومة أيضاً يعني اذا افترضنا ان البديهيات منطقة مركزية دائرة مركزية تحيط بها دوائر متعددة أوسع فاوسع تترامى المعلومات ابتعادا أو قربا من البديهيات حتى البديهيات في البحوث العقلية أيضاً قسموها درجات ومراتب اوغل في البديهية اوسط في البديهية ابعد في البديهية ابده البديهيات مثلا تعبيرات عندهم فطريات أو كذا...
فالمقصود ان أيضاً البديهيات في حالة توالد حالة امومة وتفريع القواعد المنظمة بين المواليد والاصول والاسس والامهات والقطب تسمى الام أو قطب أو نقطة مركزية أو اسس هذه القواعد المنظمة لعملية التوالد عملية الترامي عملية التلاحق عملية الاستنتاج هذه بالتالي علوم
لاحظوا الخريطة التي ترتسم لدينا أيضاً مثل خريطة هرمية راس الهرم البديهيات تمتد عمقا وابتعادا واضلاعا وصفائحا إلى ابعاد اكثر فاكثر منطلقة من القطب أو من المركز أو من الامومة فللبديهيات امومة على ما يتلوها وما يتلوها لها امومة وهيمنة على ما يتلو تلوها وما يتلو وهلم جرا...ترامي تلاحق ...
الان حينما قالوا ان ابده التصورات الوجود هذا الوجود لو اردت ان تتصور مفهومه مع نتيجة بعيدة علميا ربما الوحدة الموضوعية تصعب عليك
الان في علم الرياضات افترض الم يذكروا بان تسع معادلات الجمع الطرح القسمة فلان المعادلة هي اسس علوم الرياضيات ما الارتباط بين نظرية اللوغارتم أو نظرية الاحتمالات أو نظريات اخرى الجبر والمربع وما شابه ذلك مع هذه القواعد التسع
وحدة موضوع يصعب عليك لو اردنا ان ننهج بنهج التفسير العلمي لوحدة الموضوع في القران الكريم يعبر عنه بالتفسير الموضوعي
لو اردنا ان نحلل ونفسر هذه الظاهرة في اطراف بعيدة بين بعضها البعض بنهج وحدة الموضوع يصعب علينا ولا نستطيع ان نوجد تفسيرا وتوضيحا لذلك...
لو اردنا أيضاً ان نبدي يعني هذه المناهج في التفسير لعلمكم هي مناهج معرفية حتى في علوم اخرى يمكن انهاج نهجها.
لو اردنا ان نبدي تفسيرا تجزيئيا يصير بشكل مبعثر متشتت شتات لو اردنا ان نفسر تفسيرا لطائفيا اشاريا يعني نقتطع قطع مقطوعات لطيفة غائرة لا يعطينا منظومة واضحة صورة شاملة...
المهم يعني لو اردنا ان نبدي تفسيرا لغويا تفسيرا نحويا ادبيا فقه الفروع فقهيا ما شابه ذلك هذه المناهج لها دور لها فوائد لها خدمات لها انارات اضواء لكنها ليست بيان شمولي ليست تفسيرا احاطيا ليست تبدي لك صورة جامعة في النظرة المحيطة في النظرة الجامعة هي حكم فصل في الموازنة من ثم مر بنا ان تفسير امومة المحكمات أو امومة ولاية اهل البيت عليهم السلام للمحكمات هي بمنزلة نهج ومنهج واصول مهيمنة دورها دور هيمني دورها دور فيصلي تفصل بين التدافعات في النتائج.
لا يكفي للعالم للباحث العلمي أو المفسر ان يستنتج نتائج المهم كيف يؤلف بين هذه النتائج بل بعد تاليفه بين هذه النتائج كيف يوازن بين هذه النتائج ما هي الاهم والمهم؟ ما هو المقدم ما هو المؤخر وكيف يكال وزن المقدم بكيل المؤخر؟ ارتباط خطف الفكر القراني المعرفة تكون خطف المعرفة القرانية وهذا ما وقع فيه وسهى فيه كثير من المدارس الاسلامية بخلاف مدرسة اهل البيت عندها جوامع القران من هذه الجهة
طبعا هذا المنهج كما مر بنا وهذه القواعد وهذه الاصول نحن لسنا بمقدورنا ان نستكشفها برمتها وانما بتمسكنا بحبل القران وبحبل اهل البيت الوعد النبوي يكون متحققا لن تضلوا بعدي لن تضلوا علميا لن تضلوا معرفيا لن تضلوا عقائديا لن تضلوا نهجا وانهاجا وهديا وسبيلا وسبلا شريطة الاخذ بهذا الشرط النبوي يتحقق الوعد النبوي الشريف لن تضلوا بعدي
فبالتالي هذا أو احد اليات أو قل بيانات وتبيينات كيفية التمسك بالثقلين معرفة النظام الذي يرسمه لنا الثقلين القران والعترة
لو مر بنا نستطيع ان نعبر عن هذا المنهج منهج امومة المحكمات للقران الكريم وامومة ولاية اهل البيت للمحكمات نستطيع ان نعبر عنه نظام الثقلين تفسير الثقلين رحمة الله على الحويزي مهما قال سمى تفسيره نور الثقلين ونعم ما قال النور بمعية الثقلين لا ثقل واحد
اما اتي واعبر تفسير القران بالقران سياتي البحث عن المقارنة والموازنة والمحاكمة بين هذا النظام الذي نتبناه ونستوضحه وانه بيان القران والعترة وبين هذا المنهج الذي يحمل شعار تفسير القران بالقران هل هو هذا الشعار صادق أو شعار ليس مطابق لحقيقة وان كان هذا المنهج فيه فوائد ولا نريد ان نشقق من اهميته ولكن ليس هو كما يحمل هو في حين له ايجابياته ونلاحظ عليه سلبياته يجب ان نتفاداها إلاّ ان هذا المنهج ليس حقيقته كما يحمل من شعار
شعار يعني معادلة علمية هل هذه المعادلة العلمية تعكس حقيقته لا... سنبين انه في حين انه غير حقيقة لكن ليست حقيقته كما يرفع له من شعار ويرفع له من درجة ان تفسير القران بالقران...
يعني هو تقييم مخادع لحقيقة المنهج هذا هذا المنهج شيء اخر البس بثوب اسمه تفسير القران بالقران وإلاّ هذا الشعار لن تجد له حقيقة إلاّ في تفسير الثقلين نظام الثقلين نور الثقلين كما عبر بذلك الحويزي
طبعا لا اقول ان الحويزي رحمة الله عليه قد بنى اصول نظام الثقلين وتفسير الثقلين وامومة المحكمات وامومة اهل البيت للمحكمات رسم وبنى كل معالم هذا انما استطاع ان ينجز معلم لا كل المعالم
السيد هاشم البحراني معلم الكاشاني معلم صاحب تفسير كنز الدقائق رحمة الله طبع اخيرا استطاع ان ينجز معالم اخرى من هذا المنهج لكن ليس
ونحن أيضاً ليس باستطاعتنا لا ندعي بتبجح ان نستطيع ننجز كل المعالم ما اوتينا من جهد نستطيع ان ننجز بعض تلك المعالم لكن لنستبين ولنكون في يقظة معرفية وعلمية ان لهذا المعلم اذن اصول وثوابت وقواعد وستاتي البحوث مفصلة اكثر واكثر في المقارنة بين هذا المنهج والمناهج الاخرى...
بالتالي اذن المعلم الثالث الذي كنا فيه ماذا؟ معلم الامومة الامومة بحث شوية غامض في حين ذكرنا الان امثلة عديدة إليه إلاّ انه بحث غامض اجمالا نكتفي الان بهذا المقدار وسياتي البحث معاودة له بضبط اكثر...
فقط قبل ان اغادر هذا البحث نتجاوزه إلى المعلم الرابع اعاود انبه على بعض الامثلة لا باس توضح اهمية هذا المعلم الثالث...
لاحظ الان التشريعات النيابية التي تنبثق من التشريعات الدستورية انبثاقها من التشريعات الدستورية لا زالت ازمة محتدمة في علم القانون وعلم التشريع القانوني إلى يومنا هذا من ثم ترون هناك تصير اختلافات في قراءة الدستور بين البرلمان المجلس النيابي وبين السلطة التنفيذية وبين السلطة القضائية ويحتدم الاشتباك والنزاع ويضطرون إلى تحكيم المحكمة الدستورية أو مجلس المحافظة على الدستور وما شابه ذلك التسميات متعددة أو مجلس الشيوخ تعبيرات عديدة على اية حال انه لابد من الرجوع إليه هو المحكمة الدستورية يعني في كيفية القراءة مما يدلل على ماذا؟ الان ما هي قوانين وقواعد المحكمة الدستورية؟
القواعد المنظمة بين المواليد التشريعية والامهات التشريعية ليس أي شخص قانوني يتاهل ان يكون عضو في المحكمة الدستورية ومن العويصة والاغلاق في هذا البحث؟
العويصة هو هذا البحث الامومة رابطة الامومة ومن اعظم العلائق والروابط التي كشف عنها القران الان في علم الاستراتيجيات يسمونه العلم الاستراتيجي هذا علم حديث أو قل العلوم الادارية التي هي علوم اخطبوطية ساحرة في ادارة الارض ادارة الشؤون
طبعا بالدقة لو تلتفتون سبحان الله هذا المعنى الامومة والادارة والقيادة معويا ذاتا نفس معنى الامامة
الامامة مادة مشتق من نفس الامومة أم الكتاب مثلا اهل البيت ما فتأت تؤكد ان الامامة امر خطير في البشرية في الخلقة في الدين كذا كذا ... هو نفس تعبير القران الكريم هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات اكد القران الكريم على هذه الظاهرة على هذه الرابطة رابطة الامومة والامامة
المحكمات امام للمتشابهات امومة يعني امامة لابد من فهم نظرية الامامة امامة المحكمات للمتشابهات هذه نظرية الامامة رؤية الامامة عقيدة الامامة لابد من فهمها وإلاّ لم تفهم القران تزييغ فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ان لم تعرف الامامة تفتتن في المعرفة...
جعل الله امامتنا اهل البيت نظاما للملة تنسيقا للقلوب اساس الوحدة وحدة القران وإلاّ غير القران شتات عظيم وحدة الدين وإلاّ يكون متشتت متكثر
هذه الامومة رابطة الامومة سلسلة مراتب حلقات ألا يقولون سيادة لسلسلة مراتب هكذا يقولون في النظام أي نظام سلسلة سيادية سؤدد يعني هيمنة تعابير شتى ترجع إلى اصل معنى واحد هذه رابطة الامومة خطورتها كذلك سيقع الكلام ان شاء الله في المعلم الرابع...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين