36/03/13
تحمیل
الموضوع:- التنبيه الثاني ــــ تنبيهات البراءة ــــ الأصول
العملية.
كان الكلام في هذا التنبيه الذي ذكره الاعلام وهو ان الاحتياط راجح في موارد البراءة ومنه رجحان الاحتياط في العبادات، ومر بنا ان وجه الرجحان هو احتمال الأمر واحتمال الأمر كما مر يوجب تولد اضافة العمل اليه تعالى وهذه الاضافة بالتالي هي قربية وعبادية وبناءً على هذا الوجه الذي ذكره الاعلام يكون الاحتياط في العبادة عبادة تلقائيا حتى لو انكشف الخلاف، اذن تلقائيا تكون عبادة لا انه اذا انكشف انه ليس أمر في البين فتكون تلك العبادة الاحتياطية صورية.
وبعبارة اخرة:- ان التقرير الذي يذكره الاعلام ليس لازمه كون العبادة الاحتياطية صورية اذا انكشف عدم وجود امر بل لازمه ان هذه العبادة في نفسها راجحة ولو كان موضوعها الاحتياط، لان اضافة العمل بدرجة الاحتمال الأمر اليه تعالى لازمه تلقائيا ان يكون العمل عبادي وقربي واذا كان العمل عباديا وقربيا فيكيف ينقلب عن ذلك بكشف الخلاف فان المجيء بالعمل هو انقياد والانقياد على المبنى الصحيح لا يقف على القلب والنية بل يسري الى افعال البدن فالجهة الفاعلية تلوّن الفعل وبالتالي يقع عبادة.
نعم وان لم يكن عبادة بذاته بحسب التقرير الماهوي الاولي ولكنه عبادة بسبب داعي ورجاء الواقع أي موضوع الاحتياط.
هذا محصل كلام الشيخ الانصاري & وهو ان الاحتياط في العبادات يكون عبادة وهو كلام متين وليس من قبيل موارد اخرى في الاحتياط اذا انكشف الخلاف فانه يتبين ان العمل صوري.
قاعدة من بلغ :-
وصلتها بهذا التنبيه هو ان دورها توليدي كما هو مشهور اكثر الطبقات.
نذكر الروايات اجمالا ومن ثم ندخل في الاقوال:-
الروايات الواردة في الوسائل جمعها في ابواب مقدمات العبادات في الباب الثاني عشر وعنونه بـباب استحباب الاتيان بكل عمل مشروع روي له ثواب عنهم ^.
الرواية الاولى:- صحيحة صفوان[1]، وهي محمد بن علي بن بابويه في كتاب (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام، عن صفوان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقله )[2]، ومن الاحتمالات الاولى التي تنقدح في الذهن هو ان الرواية تدل على ان خيرية الفعل محرزة وليست هي محل كلام ومفروغ منها وانما قد بلغه شيء من الثواب فكون العمل من الخير هو امر ثابت ولكن المحتمل هو الثواب.
الرواية الثانية:- معتبرة وهي وفي (عيون الأخبار): عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله، والثقة به، والسكون الى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه)[3]. وهذه الرواية لها دلالة قريبة لما نحن فيه فهي بصدد التسليم بالثواب وليست بصدد بلوغ الثواب بنحو ضعيف.
وصاحب المستدرك عنوان الباب بـالتسليم لله واستحباب الرغبة فيما وعد من الثواب وهذا لسان اخر لروايات الباب.
ولاحظوا ان العنوان الراجح الاخر ــ وليس العنوان الراجح هو فقط عنوان الانقياد ــ بل هو عنوان حسن الظن بالله وهو عنوان اعظم من الانقياد لانه عمل قلبي فان مكمن الثواب هو هنا وليس على عمل البدن فقط لانه هو المحرك للعمل البدني.
الرواية الثالثة:- صحيحة هشام وهي: أحمد بن أبي عبدالله البرقي في (المحاسن): عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقله[4](، وقوله × (من بلغه) ليس خاصا بالروايات الصحيحة بل حتى الروايات الضعيفة فيكفي البلوغ والوصول.
الرواية الرابعة:- معتبرة محمد ابن مروان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي) صلى الله عليه وآله) كان له ذلك الثواب، وإن كان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقله)[5].
الرواية الخامسة:- وهي مرسلة عبدالله بن القاسم الجعفري عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار)[6]، وهذه الرواية بالدقة لا صلة لهل فيما نحن فيه ولكنها كما ذكرت ان هذه الروايات لها لسانان.
الرواية السادسة:- صحيحة هشام ابن سالم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له، وإن لم يكن على ما بلغه([7].
الرواية السابعة:- عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه([8].
الرواية الثامنة :- أحمد بن فهد في (عدة الداعي) قال: روى الصدوق، عن محمد بن يعقوب، بطرقه إلى الأئمة (عليهم السلام) أن من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه، وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه)[9].
الرواية التاسعة:- علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب (الإقبال) عن الصادق (عليه السلام) قال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له أجر ذلك وإن لم يكن الأمر كما بلغه)[10].
فهذه جملة من الروايات الواردة بهذا اللسان.
الاقوال في المسالة:- توجد ثلاثة اقوال.
القول الاول:- وهو القول الاشهر انه يستفاد منها قاعدة التسامح في ادلة السنن أي في السنن والمستحبات يكفي الدليل الضعيف في ثبوتها أي يستفاد منها حكم فقهي وهو استحباب العمل الذي بلغ الثواب عليه سواء كان البلوغ بطريق معتبر او ضعيف.
كان الكلام في هذا التنبيه الذي ذكره الاعلام وهو ان الاحتياط راجح في موارد البراءة ومنه رجحان الاحتياط في العبادات، ومر بنا ان وجه الرجحان هو احتمال الأمر واحتمال الأمر كما مر يوجب تولد اضافة العمل اليه تعالى وهذه الاضافة بالتالي هي قربية وعبادية وبناءً على هذا الوجه الذي ذكره الاعلام يكون الاحتياط في العبادة عبادة تلقائيا حتى لو انكشف الخلاف، اذن تلقائيا تكون عبادة لا انه اذا انكشف انه ليس أمر في البين فتكون تلك العبادة الاحتياطية صورية.
وبعبارة اخرة:- ان التقرير الذي يذكره الاعلام ليس لازمه كون العبادة الاحتياطية صورية اذا انكشف عدم وجود امر بل لازمه ان هذه العبادة في نفسها راجحة ولو كان موضوعها الاحتياط، لان اضافة العمل بدرجة الاحتمال الأمر اليه تعالى لازمه تلقائيا ان يكون العمل عبادي وقربي واذا كان العمل عباديا وقربيا فيكيف ينقلب عن ذلك بكشف الخلاف فان المجيء بالعمل هو انقياد والانقياد على المبنى الصحيح لا يقف على القلب والنية بل يسري الى افعال البدن فالجهة الفاعلية تلوّن الفعل وبالتالي يقع عبادة.
نعم وان لم يكن عبادة بذاته بحسب التقرير الماهوي الاولي ولكنه عبادة بسبب داعي ورجاء الواقع أي موضوع الاحتياط.
هذا محصل كلام الشيخ الانصاري & وهو ان الاحتياط في العبادات يكون عبادة وهو كلام متين وليس من قبيل موارد اخرى في الاحتياط اذا انكشف الخلاف فانه يتبين ان العمل صوري.
قاعدة من بلغ :-
وصلتها بهذا التنبيه هو ان دورها توليدي كما هو مشهور اكثر الطبقات.
نذكر الروايات اجمالا ومن ثم ندخل في الاقوال:-
الروايات الواردة في الوسائل جمعها في ابواب مقدمات العبادات في الباب الثاني عشر وعنونه بـباب استحباب الاتيان بكل عمل مشروع روي له ثواب عنهم ^.
الرواية الاولى:- صحيحة صفوان[1]، وهي محمد بن علي بن بابويه في كتاب (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام، عن صفوان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقله )[2]، ومن الاحتمالات الاولى التي تنقدح في الذهن هو ان الرواية تدل على ان خيرية الفعل محرزة وليست هي محل كلام ومفروغ منها وانما قد بلغه شيء من الثواب فكون العمل من الخير هو امر ثابت ولكن المحتمل هو الثواب.
الرواية الثانية:- معتبرة وهي وفي (عيون الأخبار): عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله، والثقة به، والسكون الى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه)[3]. وهذه الرواية لها دلالة قريبة لما نحن فيه فهي بصدد التسليم بالثواب وليست بصدد بلوغ الثواب بنحو ضعيف.
وصاحب المستدرك عنوان الباب بـالتسليم لله واستحباب الرغبة فيما وعد من الثواب وهذا لسان اخر لروايات الباب.
ولاحظوا ان العنوان الراجح الاخر ــ وليس العنوان الراجح هو فقط عنوان الانقياد ــ بل هو عنوان حسن الظن بالله وهو عنوان اعظم من الانقياد لانه عمل قلبي فان مكمن الثواب هو هنا وليس على عمل البدن فقط لانه هو المحرك للعمل البدني.
الرواية الثالثة:- صحيحة هشام وهي: أحمد بن أبي عبدالله البرقي في (المحاسن): عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقله[4](، وقوله × (من بلغه) ليس خاصا بالروايات الصحيحة بل حتى الروايات الضعيفة فيكفي البلوغ والوصول.
الرواية الرابعة:- معتبرة محمد ابن مروان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من بلغه عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي) صلى الله عليه وآله) كان له ذلك الثواب، وإن كان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقله)[5].
الرواية الخامسة:- وهي مرسلة عبدالله بن القاسم الجعفري عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار)[6]، وهذه الرواية بالدقة لا صلة لهل فيما نحن فيه ولكنها كما ذكرت ان هذه الروايات لها لسانان.
الرواية السادسة:- صحيحة هشام ابن سالم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له، وإن لم يكن على ما بلغه([7].
الرواية السابعة:- عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه([8].
الرواية الثامنة :- أحمد بن فهد في (عدة الداعي) قال: روى الصدوق، عن محمد بن يعقوب، بطرقه إلى الأئمة (عليهم السلام) أن من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه، وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه)[9].
الرواية التاسعة:- علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب (الإقبال) عن الصادق (عليه السلام) قال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له أجر ذلك وإن لم يكن الأمر كما بلغه)[10].
فهذه جملة من الروايات الواردة بهذا اللسان.
الاقوال في المسالة:- توجد ثلاثة اقوال.
القول الاول:- وهو القول الاشهر انه يستفاد منها قاعدة التسامح في ادلة السنن أي في السنن والمستحبات يكفي الدليل الضعيف في ثبوتها أي يستفاد منها حكم فقهي وهو استحباب العمل الذي بلغ الثواب عليه سواء كان البلوغ بطريق معتبر او ضعيف.