34/04/06
تحمیل
الموضوع: حجية ظواهر القران الكريم
كان الكلام في حجية ظواهر القران وتقريب مسلك مشهور علماء الامامية بين قول الأخباريين وبين قول العلامة الطباطبائي (رحمه الله)
وهذا البحث اذا أراد الشخص ان يستوفيه بشكل واسع في علم التفسير والعقائد والارشاء والتبليغ فان استيعابه بشكل كامل يكون في قواعد التفسير
وهذا شاهد على ان اصول الفقه هو علم في كل علوم الدين باعتبار الحاجة الى حجية الظواهر وضوابطها وغيرها من العلوم المرتبطة
ثم انه قد يتصوران شخصية المعصوم (عليه السلام) هو من جمع الله عنده المراسلات السماوية مع ان هذه النظرة هي نظرة سطحية جدا عن المعصوم (عليه السلام)
فإن المعصوم (عليه السلام) مصادر علمه لاتنحصر بنافذة وبوابة تنزيل القران بل ان علمهم عبارة عن ان ذواتهم قد اودع فيها تكوينا
وان حقيقة ذواتهم هي وجودات نورية ملكوتية في عالم الأمر فعندما نقول لسيد الشهداء عليه السلام (السلام عليك ياوارث فاطمة) لايعني انه ورث الأوراق فقط بل ورث ذاك النور الملكوتي الذي اودع في روح فاطمة (عليها السلام) قال تعالى ولقد أوحينا اليك روحا من أمرنا فهو النور الملكوتي الذي أفصحت عنه الروايات الشريفة
فعلم المعصومين (عليهم السلام) بهذه الروح هو علم بالحقائق الملكوتية وهذه الحقائق هي وجودات حيّة أعظم من الملائكة وان المعصوم (عليه السلام) طبقات وكل طبقة لها حكم
ثم ان المام المعصوم (عليه السلام) بالتنزيل وبالحس المادي هو إحاطة الوحي بالحس وهو يقين وحياني وليست من إحاطة الحس بالحس فان احاطة الحس بالحس هي إحاطة محدودة
ولولا وجود الامام الثاني عشر (عحل الله فرجه) الآن وهو الحافظ للوحي فلا يقين لنا بأن القران له وحي الآن بل يكون من الحس وفرق بين اليقين الحسّي واليقين الوحياني
فلابد ان لاتكون نظرتنا قاصرة لمباني مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) فان إحاطة المعصوم بهذا الظاهر ليست إحاطة حس بحس كالفقيه فانه يخطئ ويصيب بل ان احاطة المعصوم (عليه السلام) بهذا الحس هي احاطة وحيانية
ثم انه في كل العلوم سواء في العلوم الأدبية أو علم الظاهر أو علوم القران أو الرياضيات أو الفيزيائية كلها تقر ان السطح الظاهر من العلوم هو غير متناهي أي ان هذه الظواهر غير متناهية في القران وفي بقية العلوم ولكن قدرة البشر غير مهيمنة على غير المتناهي وان المهين عليه هو المعصوم (عليه السلام) لأنه يحيط بالحس احاطة وحيانية وليست الاحاطة حسية
لذا فان بعض الفقهاء المتمرسين يمكنه ان يأتي بالحل المطلوب بعدّة طرق وأدلة بينما المعصوم (عليه السلام) يمكنه ان يأتي بمائة وجه أو اكثر الاّ اننا لانفهم ولايمكننا ان نفهم ذلك
هنا نجيب الأخباريين بجواب أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو صحيح ربما ظن الخليفة الاول والثاني والثالث ومؤسسة السقيفة انهم تلاعبوا بالقران لكن القران لايعيب عنه شيء فانه له الف طريق
لذا يذكر علماء الشيعة بأنه لو بقيت ورقة واحدة من ورقات الاسلام لكان فيها أشهد ان لا اله الاّ الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد ان عليا ولي الله وذلك لان الله جعل منظومة وشبكية الدين هي قائمة بالله وبمحمد وبعلي فإنه يمكن ان نثبت فقه وعقائد أهل البيت (عليهم السلام) من خلال الروايات