34/04/15
تحمیل
الموضوع: حجية قول اللغوي
کان الکلام فی حجیة قول اللغوی ومرّ بنا ان الظهور هو ذو مراتب وبالتالي فموضوع البحث يحدد حسب هذه المراتب ومرّ ان موضوع البحث وهو حجية قول اللغوي يتعين كونه في المرتبة الاولى من الظهور اي مرتبة الظهور الوضعي
ولكن الصحيح كما سيأتي تعميم البحث بحسب كل علوم اللغة بل والعلوم الاخرى كما سيأتي فلا يقتصر البحث على قول اللغوي في المفردات اللغوية
فاجمالا ذكر الاعلام ان الشك امام ان يكون في المراد الاستعمالي او الجدي او التفهيمي وهذا الشك ينقسم قسمين فاما ان يكون في أصل وجود القرينة فتنفى بأصالة عدم القرينة أو يشك في قرينية المجود فالكلام هنا يصبح مجملا على ماهو الأشهر
وأما غير الاشهر فهو يقول يعمل بأصالة الحقيقة في المدلول الإستعمالي أو باصالة التصريح أي مطابقة المدلول الاستعمالي مع المدلول التفهيمي وكذا يمكن العمل بأصالة التصريح مع تطابق المفهوم التفهيمي مع الجدي فالكلام صريح وليس فيه دوران والتفاف وهذه اصول لفظية موجودة
ففي موارد إحراز موجودية الشيء والشك في قرينيته هناك من يقول بأنه يعمل بالاصول اللفظية أي يتعامل مع الاصول اللفظية تعامل الأصل التعبدي أي ان الأصل اللفظي إما أن يكون أصل لفظي أماري أو ان يكون أصل لفظي تعبدي وحقيقة الأصل اللفظي هو بناء عقلائي مرتبط بشؤو ن اللفظ فعندما يكون بناء وان البناء عندما يكون في بناءات العقلاء فعادة يكون محرزة وكاشفة كالامارات الفعلية أي الامارات التي في الفعل والأفعال لكن الفرق بين الامارات التي في الفعل المحض مع الامارات في الفعل في الالفاظ هو ان الاصول اللفظية امارات في الفعل لكن أقوى كاشفية وامارية من الامارات في الفعل المحض كالتجاوز والفراغ والصحة فهذه امارات عند العقلاء في الفعل المحض وتسمى تلك البناءات على تلك الامارات بالاصول المحرزة أو الامارات الفعلية أو الأفعالية أي في الفعل كالاستصحاب وأصالة الصحة وأصالة التجاوز أصالة الفراغ
أما بناء العقلاء في الفعل المرتبط باللفظ فيسمى أصل لفظي فهو بناء لكنه مرتبط باللفظ فهو بناء يعول عليه العقلاء في افعالهم المرتبطة في شؤون اللفظ وتسمى الاصول اللفظية
وهذه الاصول اللفظية فيها مسلكان اصول لفظية امارية أو اصول لفظية تعبدية فمسلكان في حقيقة الاصول اللفظية
والمشهور هو الأول أي الاصول اللفظية الامارية ولكن السيد المرتضى وغيره بنى على الاصول اللفظية التعبدية وأرد منه انه أصل لفظي أماريته ضعيفة وكأنها وظيفة عملية ليست في الفعل بل وظيفة عملية في التعاطي مع الظهور والمراد من التعبدي هنا التوقفي وللتوقيفي أيضا معاني عديدة
فالأصل اللفظي التعبدي لايراد منه انه عملي محض بل المراد منه ان درجة الامارية فيه ضعيفة فهو عبارة عن وظيفة عملية في كيفية التعاطي مع قواعد الألفاظ وميزان الظهور
لكن الصحيح عند الاعلام ان الاصول اللفظية ليست تعبدية بل هي اصول لفظية امارية بمعنى انها قرائن عامة حيث لاقرينة خاصة في البين فاذا وجدفي البين خاص مجمل فانه يمانع التمسك بها ويمانع جريان الاصول اللفظية
وطبعا كما مرّ فإن الاصول اللفظية كالقرائن الخاصة اللفظية على مراتب كالمراتب الاستعمالية والجدية والتفهيمية فالاصول اللفظية متعددة
وهذا شرح لكلام الأعلام حيث قالوا ان الشك في مرحلة الظهور في مرتبة الاستعمال أو الشك في الظهور في مرتبة الجد أو الشك في الظهور في مرتبة التفهيم اما ان يكون شك في اصل القرينة الخاصة في المراتب الثلاثة او يكون الشك في قرينية الموجود
فاذا شُك في اصل القرينة فتجري الاصول اللفظية اما اذا شك في قرينية الموجود فالاصول اللفظية على القول الأشهر لاتجري وعلى القول الاخر كالسيد المرتضى تجري أيضا هذا اذا شك في الظهور في المراد الاستعمالي أو التفهيمي أو الجدي
أما اذا شُك في المعنى الوضعي فهنا ليس في البين أصل لفظي يعوّل عليه فيعول على قول اللغوي في المفردات اللغوية وهذا هو فهرست البحث
وكما مرّ بنا فان الكلام ليس فقط في حجية قول اللغوي أي المفردات اللغوية بل الكلام يعم العلوم اللغوية جميعا كعلم البيان وعلم البديع وعلم البلاغة وعلم المعاني وعلم الصرف وعلم النحو فالبحث في المقام بالدقة لاينحصر في قول اللغوي في علم المفردات
غاية الامر ان العلوم اللغوية لاتصنف كلها في المرتبة الاولى وهو الوضع اللغوي أي الدلالة التصورية بل يشمل الدلالة الاستعمالية فبحث البيان والمعاني مرتبط بالدلالة الاستعمالية وكذا علم الصرف والنحو وعلم اللغة والاشتقاق وغيرها من العلوم المتعددة
فماذكره الأعلام من ان الشك في المراد الاستعمالي او التفهيمي اما ان يشك في اصل القرينة فنجري اصالة الاصول اللفظية ولكن هذا غير تام فانه لايمكن اجراء الاصول اللفظية ابتداء بل لابد من الرجوع الى العلوم اللغوية ولابد من الفحص لاحتمال وجود قرائن خاصة فهل قول اللغوي في البلاغة حجة وهل قول اللغوي في فقه اللغة حجة وهل قول اللغوي في الصرف حجة فلابد من الرجوع الى كل هذه البحوث
فالصحيح اذا هو ان الرجوع عند الشك في مرتبة الدلالة الاستعمالية او التفهيمية لاينحصر بالرجوع الى الاصول اللفظية ابتداء بل غير صحيح فلابد أولا من الذهاب الى القرائن الخاصة حينئذ اذا لم نجد قرينة خاصة فتأتي النوبة لأصالة الحقيقة وبقية الاصول اللفظية
ثم اذا شككنا في قرينية الموجود فلا اجمال لأنه يمكن رفع الاجمال بالرجوع الى قول علماء علوم اللغة فالصحيح ان قول اللغوي لاينحصر في مرتبة الدلالة الوضعية التصورية فان بقية علماء علوم اللغة يمتد النزاع عن حجية قولهم في مرتبة الدلالة الاستعمالية أو التفهيمية
ولكن هذا غير كاف في فهرست البحث فاننا نرى من الأعلام أيضا الحديث عن ان عموم أهل الخبرة في العلوم المختلفة هل قولهم حجة أو ليس بحجة؟ كقول علماء التشريح بالنسبة الى وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فما هو المراد بالكعبين؟
فهنا أغلب فقهاء الامامية احتجوا بعلماء التشريح في علم الطب من كون توافق وتسالم التشريح على انه كذا وكذا فاستعانوا بعلماء التشريح مع انهم ليسوا من علماء اللغة وكذا بالنسبة للفلك والهيئة وكذا القول في بحث القبلة والوقت وكذا في علوم المعاملات فنرى استعانة الأعلام بقول أهل الخبرة في علوم عديدة فالبحث لايختص بعلوم اهل اللغة وقول اللغوي
وسنبين ان البحث هو أعم و أوسع