34/06/27
تحمیل
الموضوع : وجوه التبيين في خبر العادل وخبر الفاسق
مر بنا في الدرس السابق انه ذكر الشيخ الانصاري اشكال وهو انه ما الفرق بين حجية خبر العادل وبين عدم حجية خبر الفاسق في لزوم التبيين باعتبار ان الدلاله على حجية خبر العادل متوقفة على نفي وجوب التبيين (اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة)
[1]
والحال ان في خبر العادل رغم انه حجة ايضا يفحص عن وجود معارض له او دليل مقدم عليه فبالتالي كليهم يلزم التبيين اذن لم تستتم دلالة الاية على حجية خبر العادل لأنه يلزم التبيين فيه هنا يعنون الشيخ الانصاري الفرق في وجوب التبيين في خبر الفاسق مع وجوب التبيين او الفحص في خبر العادل وان هذين الفحصين والتبينين سنخان وليس سنخ واحد
خلاصة جواب الشيخ :- ان في خبر العادل حجة مقتضي للحجية لكن استتمام الحجية الفعليه خلوه من المعارض او الدليل الحجة الاقوى فالفحص لتحصيل شرط اخير ومن ثم اذا وقفنا على دليل معارض ربما يكون هذا خبر العادل هو ارجح بالتالي خلاصة جواب الشيخ ان حجية خبر العادل فيه مقتضيه الحجية وقد يدافع دليل حجه اخر اما في خبر الفاسق عندما نتبيين ونفحص ونجد خبر او دليل اخر معترض خبر الفاسق لا يعمل به يطرح اصلا
هذا جواب الشيخ متين ولكن ليس بكامل وبعبارة اخرى ان وجوب الفحص في خبر الفاسق دليل على ان خبر الفاسق ليس كالعدم ويحرم رده بالتالي هو درجة من درجات الاعتناء به لكن دون درجة الاعتناء بحجية خبر العادل لما مر بنا من تنبيهات القطع من ان الحجية درجات متفاوتة والسبب في ذالك العلم درجاته متفاوتة التصور علم لكن دون درجة التصديق والتصديق ايضا درجات ومنشأ الحجية علم كاشفيته ولما يكون العلم كاشفيته درجات الحجية تلقائيا درجات وهذا اصل عظيم في باب الحجج في المعارف الدينية بل حتى العلوم البشرية
اذن هناك جهة اشتراك بين خبر الفاسق وخبر العادل وهو اصل الفحص وأما الحجية مجموعية بالمعنى الاعم وان الحجية ليست انفرادية وانه يعتنى بكلا الخبرين لا يطرح كلا الخبرين اصل الكاشفية موجود في كلا الخبرين لزوم الفحص بالمعنى الاعم في كلا الخبرين وهذه كلها خواص مشتركه حجيته لابد ان تنضم الى حجية اخرى نعم يتميز خبر العادل الحجة عن خبر الفاسق انه فيه اقتضاء حجية وكاشفيه اكثر من خبر الفاسق لذالك هناك فرق بين خبر الفاسق وبين قول من هو صاحب علوم غريبة مثل علم الرمل او علم الشعبذه او التسخير او الكهانه اخبار هؤلاء غير الحسيه ليست من نمط خبر الفاسق الحسي مثل قول الفلكي في هلال شهر رمضان لا يعتبره الشارع ملزم حتى للفحص باعتباره قول حدسي لان نمط قول الفاسق الحسي يختلف عن باقي الامور التي لا يكترث بها لذالك هنا نكته سنتعرف عليها في نهاية المطاف في هذه الجهة ان الحجية الانضماميه الاطمئنانيه التي تقرر من مفاد منطوق الاية ليس انضمام امارات كيف ما كان مر بنا الامارات المنهي عنها كالاستحسان كالقياس كالتظني كالمصالح المرسله او كالعلوم الغريبة او المكاشفات هذه كلها لا يعول عليها العقلاء ولا الشرع لأنه في باب الحجج الانضمامية هناك نضام عقلائي وشرعي كالحجج الانفرادية في نظام وقانون وقواعد في باب الحجج الانظمامية ايضا كذالك لذالك نفس العقلاء حتى في باب الحجج الانضماميه عندهم نظم خاص اي قرينه يعول عليها وأي قرينه لا يعول عليه من باب المثال هل يجوز للقاضي ان يقضي بعلمه او لا جماعه كثيرة ذهبوا الى جواز قضاء القاضي بعلمه لكن اي علم هو العلم الحسي الحاصل للقاضي من القرائن الحسيه المتعارفة اما اذا حصل للقاضي علم من الوهم او من مكاشفه او تسخير هذه كلها لا يعول عليه كذالك في علم الشريعة (ولولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا لعلهم يحذرون)
[2]
يعني مستقى علم الذي يتفقه من الحس الواصل اليه من المعصوم اما اذا اراد ان يستند في علمه بالشريعة من امور اخرى هذا ليس بحجة و لا يعول عليه في كل العلوم الدينيه لان انزال الباطن والغيب الى الشهادة هذا يجب ان يكون بتوسط قدرت معصوم النبي وأوصيائه حتى في عالم الحس عندنا العقلاء شبكات عقلائية حسية متبعه اما اذا يستخدم شبكات للحس تارة من غير عالم الحس من غير قناة المعصوم ايضا لا يعول عليه وهذا جدا مهم في علم الفروع في علم الاخلاق الدينيه في العلوم الروحيه انزال ما في الغيب الى عالم الشهادة من الباطن الى الظاهر فقط نحن مأمورين بتباع سيد الانبياء وأوصيائه نحن غير مرخص لنا ان نؤخذ من غيرهم وليس عندنا قضية انفلات بالحجج وهذا بحث خطير جدا وهو مبحث الحجج في علم الاصول الذي ينظم كل العلوم سواء علم العقائد الاخلاق الروحانيات الاداب التفسير علم الفروع كل العلوم الدينيه نظم الحجج في بحث علم الاصول وهو هكذا ينظم مطلب الحجج في كل العلوم الشرعية ....
[1] - سورة الحجرات اية 6
[2] - سورة التوبة الاية 122