34/07/15
تحمیل
الموضوع : تقريب الاستدلال بالايات الثلاث
هناك كما مر بنا مفاد مشترك بين اية النفر واية الكتمان واية السؤال وايات اخرى عديده التي توجب العلم ونشر العلم وحرمة الكتمان وتوجب التعليم والتعلم وما شابه ذلك التي لم يستعرضها الشيخ ومر بنا هو اتأسيس وتشيد العلم النقلي والعلم الذي يتأسس ويشيد على وفق القرائن والاثار النقليه واجمالا مر بنا ان هذا المفاد يفيد في تقريب حجية خبر الواحد والموثوق به فهناك مفاد مشترك واشكال مشترك بين هذه الثلاث ايات وهو ان هذه الايات الثلاث اما موردها مبحث عقائد من اصول الدين او انها شامله لاصول الدين وقد وقع التمسك بها في الروايات في اصول الدين سواء اية النفر او اية الكتمان او اية السؤال
بالنسبه الى اية النفر : في الكافي عقد باب تحت عنوان ما يجب على الناس عند موت الامام وفيها روايات انه يجب على الناس عند موت الامام ان ينفروا الى المدينة المنورة او البلد الذي توفي به الامام فيتفحصون ويبحثون عن الامام الذي يكون وصي وخليفه للامام الذي ارتحل ، روايات عديده في هذا المضمون ذكرها الكليني في المجلد الاول من اصول الكافي ومفادها ان الناس في عذر في مدة فحصهم وهذا الفحص بعنوان استنابي يعني مجموعه منهم تفحص ومجموعه تنتظر والكل يكونون في عذر بخلاف الذي يكون بنفس المدينة ليس له عذر الا بالفحص السريع لقربه منال الفحص ، المهم ان هذه الروايات داله على انه (فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين) يعني يعلموا الامام فأية النفر طبقة على مورد الفحص والتنقيب والمعرفه والعلم بالامام اللاحق فالاية بصدد تحصيل العلم وليس الظن
اما بالنسبة لاية الكتمان : كذلك هي في صياغة ذم علماء اليهود حيث كتموا علامات نبوت سيد الانبياء صلى الله عليه واله فالاية تحرم عليهم الكتمان
بالنسبة الى اية السؤال : هي الاخرى في نبوة سيد الانبياء صلى الله عليه واله وهي خطاب لقريش انكم ان لم تكونوا تؤمنون فسألوا علماء الكتاب عن انه بعد موسى بعد عيسى الم يبشروا بنبي عربي خاتم للانبياء وسيدهم وا شابه ذلك بالتالي اية السؤال لاهل الذكر في سورة الانبياء هي الاخرى في اصل النبوة
اذن الايات الثلاث في مورد اصول الدين اما النبوة او الامامه ان لم تكن في مورد الامامه بالتالي شامله للامامه بتنصيص هذه الروايات بالتالي الايات الثلاث ليس لها دلاله على اعتبار الظن وانما هي بصدد ايجاب وجوب طلب السعي لتحصيل العلم في اصول الدين هذا اشكال مكرر في الايات الثلاث ذكره الاعلام
الجواب عن هذا الاشكال : نعم نسلم هذه المعطيه ان الايات الثلاث شامله اما مختصه فلا ، هي شامله لاصول الدين وغيرها للعقائد والفروع وصاحب الوسائل في الباب الثامن من ابواب صفاة القاضي ذكر روايات معتبره ان اية النفر شامله لفروع الدين نقل رواية عيون الرضا وغيرها ان الاية في صدد ايجاب طلب السعي والسفر الى الائمه عليهم السلام لغاية نقل الاخبار عن الائمه والتفقه على ايديهم ونقل اخبارهم الى الاسقاع المتعدده وكذلك في اية السؤال واية الكتمان ورد تطبيقها في الروايات في جمله من موارد فروع الدين وليست مختصه باصول الدين ، وهذه المعطيه هل تخدش فيما نحن فيه ؟ الصحيح انها لا تخدش بل داعمه للاستدلال لان شمول هذه الثلاث ايات لاصول الدين جيد فحين اذ هذا مما يعني ان الاخبار النقليه والقرائن النقليه مما يستحصل منها العلم الحقيقي المطلوب في الاعتقادات وهو العلم الذي ينبني على مناشئ حقه ومتينه سيما في النبوة والائمامه فأذا افترض ان الاخبار النقليه والقرائن النقليه مؤهله لتحصيل العلم في العقائد بالتالي يعول عليها
وسنبين ان هذه الايات بصدد القرائن النقليه التي تحصل العلم في اي حيثيه من العقائد وهذه نافعه في كل حيثيه اعتقاديه او حيثيه معينه واجمالا ان الايات الثلاث شامله لمبحث اصل الامامه اية النفر واية السؤال والكتمان لمعرفة وتعين خاتم الانبياء فاذا كان في الاعتقادات المطلوب فيه تحصيل العلم فكيف لا يعتمد على ذي القرائن بدرجة الوثوق المتاخم للعلم والفروع مسلم انه ليست قائمه فيها الحجه بلزوم تحصيل العلم فيكفي فيها الاطمئنان ، فهذه الايات الثلاث مع قبول هذه المعطيه التي عنونت كاشكال هي داعمه وليست مضعفه فهي داعمه ان العلوم النقليه والقرائن النقليه والاثار النقليه يمكن ان يستحصل منها العلم الواجب الازم المتشدد فيه في الاعتقادات فكيف بك في واحد الموضوع الذي لا يشترط فيه تحصيل العلم بالتالي نتوصل الى ان هذه الايات في صدد تشيد العلوم النقليه بالرسم العقلائي العرفي ان هذه الايات حتى ولو كان هذا له السبب في العقائد فكيف بما دون العقائد وهذا جواب للاشكال ولتوضح هذا الاشكال نضيف نقطه توضيحيه لهذا المطلب ، هل العقائد يكفي فيها العلوم النقليه العلم الحاصل من القرائن النقليه ام لا يكتفى فيها لذلك وهذا نفس المبحث فيه خلاف عميق بين المتكلمين والفلاسفه ، المتكلمين يقولون العلم بالعلوم النقليه تكفي بالعقائد واما اجمال الفلاسفه يقولون العلوم النقليه لا تكفي ابن سينا في الشفاء في اثبات المعاد الجسماني قبل العلم النقلي اذا كان هذا العلم النقلي قطعي يقيني يوصلنا الى الوحي الذي بلغه النبي صلى الله عليه واله وسلم لذلك عنده هذه العبارة في الشفاء انه كفى بصدق الشريعه الحقه المحمديه في اثبات المعاد الجسماني ، الملا صدرا وفلاسفة الشيعه المتأخرين العلم النقلي القطعي قبلوه في العقائد في المعارف
الصحيح ان العلوم النقليه لها دور لكن ليس ذلك الاقتصار على العلوم النقليه في العقائد انما العقل له دور كما بين ذلك في الايات والروايات والعقل العملي ايضا له دور وهو الوجدان الضمير العلم الذوقي وما شابه ذلك ، ثم هل في نقل الوحي الذي من النبي هل فقط الحس له كل الدور او ان العقل مع الحس له دور وليس الحس المجرد ، وذكرنا هذا الفهرس حتى لا يصور متصور ان هذه الروايات الموجوده في اصول الكافي في ما يجب على الناس بعد رحيل الامام المعصوم ان مدرك العتقاد بالامام اللاحق منحصر بالنقل فقط انما بضميمة العقل لانه اثبات الامامه للائمه الاثني عشر ليس من طريق تفتيش علماء الشيعه عن امام بعد امام اصل امامة الائمه الاثني عشر ثابته بروايات متواتره وبالضروره والقرائن يبين ادله عقليه لضرورة الائمامه بالتالي كبرى الائمامه كلي النبوة فلابد من اضافة العقل النظري والعملي بالاضافه الى النقل واصل الاعتقاد بالامامه ليس بالحس فقط بل هو ضميمه من الضمائم فهو علم مجموعي ومر بنا ان اليقين درجات متفاوته
البحث الاصولي في المقام : ان عمومية الايات الثلاث للاعتقادات لا مانع منه وشواهد عليه ولكن هذا لا يخدش بالاستدلال لانه اذا كان العلم المطلوب في الاعتقادات يستحصل من العلوم النقليه فكيف بك في الفروع التي لا يشترط فيها اليقين الحسي يكتفى بالاطمئنان وما دون فمن الواضح ان الايات الثلاث تكون فيها دلاله على العلوم النقليه والظنون المحصله للائطمئنان وهذا الاشكال ليس خادش بل هو داعم ان هذه الايات بشكل عام داله على ان منظومة ونظام العلوم النقليه العقلائي يعتد به والذي يعتد به دون مصادر العلوم الاخرى بالتالي الايات تمضي صرح نظام العلوم النقليه وهي كما هو موجود عرفا يعول على الخبر الموثوق به وخبر الثقه فهذا الاشكال داعم للاستدلال وليس قادح .