33/03/27
تحمیل
الموضوع: المجمل والمبيّن
وهذا البحث شديد الصلة ببحث الظهور، وقد وقع البحث في ان المجمل والمبين هل هو وصف واقعي او انه وصف نسبي واضافي
ونفس هذه الاثارة هي اثارة جيدة فربما يقال ان بعض الأوصاف خارجية عينية وبعضها ذهنية ادراكية وليست خارجية عينية
فلفظ البديهي هل هو لفظ ذاتي واقعي أو انه وصف ادركي ذهني في ذهن البشر وهل بعض الامور يكون الوصف فيها بلحاظين وليس بلحاظ واحد
فالبداهة قالوا انها ظهور البيان وقال آخرون هي وصف نسبي ادراكي فلو كان يروج من حيث الدلالة فَيُبَدّه لدى العقول والاذهان
وكذا الضروريات في الدين فبلحاظ العلماء مساحتها اكثر وبلحاظ أهل الفضل مساحتها وسط وبلحاظ عامة الناس تكون مساحتها ضيقة فالضروري أو وصف الضرورة ليست أو صاف خارجية بل هي أوصاف ذهنية ادراكية
ومعه فهل يؤخذ فيها المعدل الوسطي النوعي أو يؤخذ فيها حالة لكل فرد فرد وهذه مباحث حساسة سواء في البحث العقلي أو الفقهي أو بحوث اخرى
فالظهور هو وصف ذاتي بمعنى ان تركيب الكلام فيه مقتضيات من المعادلات النحوية والصررفية والبلاغية أو هو بلحاظ الاذهان لابلحاظ المعادلات أو هو بحسب ذهن كل فرد فرد، فهذه جدلية منتشرة
يقال ان البداهة لدى المعصوم (عليه السلام) دائرتها أوسع من الناس العاديين فقدرة ادراك المعصوم اقوى من البشر، والبداهة التي هي فطرة البشر ليست في الناس على حدود واحدة فكلما ازداد الفرد علما كلما ازداد البداهة عنده وسرعة النتيجة
فكلما كان الوصف خارجي فيكون وصفا منضبطا فالعين الخارجي لايطرء عليه التغيير بتعداد الازمان بخلاف ما اذا جعل الوصف نسبيا
وقد يقال ان الأمر لاهو عيني خارجي محظ ولاادراكي محظ فوجوده بلحاظ ذهن الفرد الملاحظ فقد يقال انه ليس ذا ولا ذا بل هو أمر بين أمرين
وهذا البحث هو بحث وجدال بين العلماء فهل المدار فهم العرف وأي عرف هو أو المدار انضباط الظهور طبق ضوابط علوم اللغة سيما اذا كان الاستنباط مبني على قواعد نظرية، أو بين وبين بمعنى انضباطه بقواعد علوم اللغة فو اطلع العرف على كيفية توظيف واستثمار تلك القواعد لأنس بذلك وان لم يأنس بالنتيجة بسرعة، وهذا البحث والخلاف عميق بين سائر علماء العلوم الدينية
هنا نكتة نذكرها وهي ان كل روايات أهل البيت (عليهم السلام) الواردة في ذيل الايات التي يعتبرها الكثير تعبدية فيها اشارات الى كيفية الاستظهارت بشكل متسلسل الى ان تصل الى النتيجة التأويلية بنحو الاستظهار، والى الان لم ينجز هذا العمل
فان بيانات أهل البيت (عليهم السلام) عبارة عن استظهارات لكن لم يكن للبشر القدرة من استثمارها لولا هذا المعلم الالهي وهم أهل البيت (عليهم السلام) فان اعمال هذه العلوم ليست بقدرة البشر بنحو لامتناهي فان قدرة البشر هي متناهية ومحدودة
ولذلك فالسيد المرتضى (قده) في كتاب الشافي يذهب الى هذا المطلب فيقول: ان الظاهر على قسمين ظاهر جلي لعموم الناس وظاهر خفي فان االظاهر هو بمعنى الانطباق على المعادلات فلو طبقها العرف بشكل منظبط لظهر لهم، ويقول (قده) ان أدلة امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) قطعية ظاهرة ولانكفّر بقية المسلمين بل ان الإعلام لبني امية سبب في ان يكون هذا الأمر خفيا بحيث لو تأمله العرف لصار لهم جلي وواضح فهو ظاهر خفي