33/03/28
تحمیل
الموضوع: المجمل والمبيّن
ماذكرناه عن المجمل والمبين هو من اهم البحوث في ظاهرة الظهور ومن اثمر الابحاث في بحث الظهور وهو بحث ذو لغط كثير بين الاعلام
ونقطة اخرى وهي هل الظهور او المبين مداره الدلالة الفردية للدليل أو ان المدار فيه على مجموع الادلة، وهذا البحث ليس بحثا اصطلاحي ولافي التسمية بقدر ماهو بحث عميق فاجمالا في العرف العقلائي اما في عموم المتكلمين او عموم الموارد التي من قبيل كلام الشارع الذي يعتمد فيه على بيان مرامه ومراده بالتدريج فلا شك ان الكلام المنفرد ان كان ظهورا او تركيبا لغويا فلاريب ان الكلام ظهورا بلحاظ مجموع الكلام ولايلاحظ الظهور الفردي فقط
فهناك تكوين للظهور للكلام الواحد بحسب القرائن المتفصلة وهناك بنية للكلام بحسب القرائن المنفصلة ومن الامر القهري الواضح ان بنية الكلام بلحاظ القرائن المتصلة يختلف غالبا بحسب القرائن المنفصلة، فلايتوقع الباحث ان تكون بنية الكلام بلحاظ القرائن المتصلة هي عين البنية بلحاظ المجموع من القرائن المتصلة والمنفصلة
والمنفصل ليس من الضروري ان يكون واحدا بل ربما يكون اكثر من واحد وقد اكدّ الشارع على لحاظ مجموع الأدلة مجموعا وعدم الانفراد بالدليل الواحد منفردا فهذا الأمر هو أمر خطير جدا في تحرير باب فقهي فهنا تزل اقدام الكبار
فالميرزا النائيني (قده) يقول اللهم ارزقنا اسرار الشريعة وفعلا هو محل حيرة ولغط بين أساطين المذهب وسببها عملية موازنة الدليل المنفصل
السيد الخوئي (قده) لايرى بصلاحية الفقيه بالاصل الكذائي ولكنه يرى الجهاد الابتدائي واجب في زمان الغيبة مع ان الجهاد الابتدائي هو من أعظم مهمات الدولة العظمى
والسيد الخميني (قده) يرى صلاحية الفقيه ولكنه في نفس الوقت يرى ان الجهاد الابتدائي من غير المعصوم (عليه السلام) حرام
ومن أعظم الوصايا المتواترة هي العرض على المحكمات فخذ بما وافق الكتاب واطرح ما خالف الكتاب اي لابد من تاويله أو قلبه
نفترض في الفقه السياسي الآن عندما يراد تشكل رؤية تامة عن مسار مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في الغيبة الكبرى كيف هو؟
فهل لابد من ملاحظة المكاسب المحرمة وهو مشروع علي بن يقطين لامسألة لا مسألة واحدة، أو ملاحظة باب الجهاد أو باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو باب التقية فهذا الأمر ليس بهيّن
فالقرائن المنفصلة هي مسألة دوامة كالمجمع السكني في المدينة فهو مترابط مع الدولة ومترابط مع بناء الغرفة الواحدة ومترابط مع بقية المدن
من باب المثال لو اعتقد شخص بظاهر سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) كلها فقط لما تم ايمانه لولا ان يضم اليها سيرة الزهراء (عليها السلام) فان الزهراء (عليها السلام) وجهّت علناً الخطاب لهم واستصغرتهم في حين أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يشهر السيف بحسب الظاهر فكما انه لابد من الايمان بسيرة الامام الحسين (عليه السلام) لابد من الايمان بسيرة الامام الحسن (عليه السلام) فان أول شرط شرطه على معاوية قال له ان لايبايعك ولايهادنك الحسين (عليه السلام) بحيث هدد معاوية بفسخ الهدنة، فلايمكن تشكيل الدين من امام واحد فقد نعم كان ذلك في زمان النبي (صلى الله عليه واله) فلابد من الاخذ من مجموع الائمة الاطهار (عليهم السلام) وهذا لابد من الالتفات اليه فانه مسار الطائفة
ثم ان هذا الدليل المنفصل هل هو في عرض واحد أو ان بينها ترتب فكما في الظهور المنفرد الواحد بينه ترتب فلابد من ملاحظة المادة ثم الهيئة والمواد ثم التركيب التام فتصير جملة تامة، كذلك الظهور المنفصل أيضا فيه مراتب وهو مايعبر عنه بانقلاب النسبة فهو نوع من انواع المراتب والبحث أوسع من ذلك
وذكرنا في بحث التعارض ان قاعدة الجمع مهما كان اولى من الطرح هي قاعدة متجذرة عند الادباء وأهل البلاغة لاكما يظنها المتاخرون من انها قضية تكلفية بل هي قضية أدبية اصيلة ولكنها ليست من القرائن المتصلة ولامن المنفصلة العادية وقلنا ان شواهدها من الروايات متواترة سيما ان اسلوب الشارع البلاغي هو اسلوب تسلسلي
والآن النحو والصرف والبلاغة كانه من الظهور المنفرد ولكن ماذا عن علم البلاغة وعالم المعاني في الظهورات المجموعية وماهي قواعده ثم ضم اليه عملية التركيب المعنوي المعادلي الفقهي في الابواب الفقهية او في الابواب العقائدية، وهذا مايعبر عنه بالعارضة الفقهية او الاحاطة و المتانة الفقهية
وهذا تمام الكلام فهرسيا في هذا المبحث
حجية القطع (الحجج)
قال الشيخ الأنصاري (قده) المكلف اذا التفت الى الحكم فاما ان يقطع أو يظن أو يشك