33/06/27
تحمیل
الموضوع: البحث في نفس موضوع العقل
كان الكلام في حجية العقل ومرّ بنا مبنى المرحوم الاصفهاني حيث ذهب الى ان العقل ليس له حكم بمعنى الآمرية والناهوية فليس له حكم بمعنى الحكم بل له إدراك
نعم يدرك العقوبة على الأفعال إجمالا فما حكم به العقل يعني وجود حكم عقلائي والحكم العقلائي يستلزم الحكم الشرعي باعتبار ان الشرع رئيس العقلاء وليس ادراكه بمعنى التبعات الاخروية فان التبعات الاخروية ليست من حيطة حكم العقلاء فهم لايدركون تبعات الأفعال الى العوالم الاخرى بل يدركها بحسب النظام العقلائي فالعقوبة التي يسجلها العقلاء هي في حيطة النظام المعيشي الحياتي الدنيوي
أما العقل فيدرك الاخروي من باب تجسم الأعمال أو من باب ضرورة النظم الأتم في الآخرة أو من باب تكامل النفس
فخلاصة منهج الاصفهاني ان كل ما أدركه العقل من عقوبة فانه يستلزم الحكم الشرعي لا من باب تلازم حكمين اما الحكم العقلائي فلا يستلزم العقوبة الاخروية
وأما نقاط المؤاخذة على هذا المبنى فمنها بنائية ومنها مبنائية
أما الجهة المبنائية فتقدم وسيأتي بيان الملازمة ليس فقط بين العقل العملي والحكم الشرعي بل حتى العقل النظري والحكم الشرعي فنوسع الملازمة كما هو مشي الفقهاء في الفقه
واما من الجهة البنائية فحتى لو التزمنا انه ليس لدينا حكم عقلي عملي ولكن كون مقولة التأديب غير صادقة في عالم الآخرة فهذا كلام لادليل عليه وشبيه هذه المقولة وهي انه لانظام اجتماعي في الآخرة
فهذه المقولة من الفلاسفة من ان النظام الاجتماعي مخصوص بعالم الدنيا وان النظام والفعل والظاهرة الاجتماعية مخصوصة بدار التكليف وان مابعدها ليست دار تكليف وكأنها هي ليست دار اختيار وهذا المبنى لجملة من المتكلمين
وهذه المباحث محتشدة بعضها ببعض ببركة بحث الرجعة وبحوث اخرى ما أنزل الله بها من سلطان
فبحسب بيانات الوحي ان الإختيار لا ينعدم من الانسان حتى في جهنم نعم يصعب عليه الإختيار ولاتثمر التوبة ولايثمر العمل بسرعة وفاعليه ولكن هذا لايعني انه أصلا لايثمر حتى بعد مدة لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا وعدم النفع هذا في أصل النجاة والاّ فهو ينفع في عدم الخلود وأقسمت ان تخلّد فيها المعاندين فالمؤمن ينتفع في عدم الخلود وله أسلم من في السموات والأرض فعلاقة الدين والديانة لاتنتفي في الجنة ولافي النار ولاقبلهما
فلكل إنسان درجة من الهداية والخير فمن يعمل مقدار ذرة خيراً يره ومن يعمل مقدار ذرة شراً يره فلكل مخلوق درجة من الاختيار ومن ثم يحاسب الله تعالى الملائكة ولكن حساب خاص، فسوط الدين لايرفع عن أحد وان الدين هو شيئ محاسب عليه
ففي الروايات ان النظام الذي يديرونه الملائكة في السموات والأرض هو نظام اجتماعي وكذا نظام جهنم هو نظام اجتماعي وان نفس العلاقة بين جهنم وما فوقها وما تحتها يديره نظام اجتماعي
وان عالم الخلق كله هو عالم نظام اجتماعي فان طبيعة المادة هو التأثير بمجموعة منظومة مايحيط بها فالجنة عالم نظام اجتماعي
فحتى في الآيات الكريمة يظهر ان الملائكة لهم تأديب ولكن تأديب من نوع خاص فالتأديب هو أمر متصور سيما في عالم الخلق أي في عالم الأجسام فالتأديب جداً متصور
وقد اعترف ابن سينا في مبحث الشفاء ان في العقول يوجد تكامل وهو يعني وجود الاختيار