33/11/28
تحمیل
الموضوع: حرمة السجود لغير الله تعالى
كنّا في بيان سجود الملائكة لآدم ومرّ انه تحية لآدم
ونذكر بقية الروايات ففي رواية علي بن ابراهيم في تفسيره عن العبيدي عن يحى بن أكتم عن موسى بن محمد الرضا رواه في العياشي وعند الشيخ المفيد في الاختصاص عن نفس يوسف بن محمد الرضا عن أبي الحسن علي بن محمد سأله عن سجود يعقوب وولده ليوسف؟ قال: لم يكن ليوسف إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله الا ترى انه يقول في ذلك الوقت ربي قد آتيتني من الملك فالانحناء التام أو الإنحناء السجودي اذا لم يكن بقصد انه مألوف بالذات فبالدقة هو ليس سجود بل هو تحية
وجواب الامام (عليه السلام) يشير الى دقة تحليلية في معنى السجود فقد فسروا السجود بأنه نهاية الخضوع ونهاية الانقياد والنهاية الحقيقية هي لله تعالى والاّ فهو ليس بالسجود الحقيقي كما لو لم تجعله النهاية بل جعل ورائها شيئ
فما يمارسه عوام الشيعة كما في تعبير السيد اليزدي من وضع الجبهة لو لم يكن للشكر فهو لأن المعصوم (عليه السلام) حبيب الله وبالواقع مايقوم به هو التحية وليس حقيقة هو السجود فالسجود هو نهاية الخضوع ونهاية الانقياد
لايقال ان هذه الدقة العقلية في التحليل ليست لغوية ولا شأن لها باللغة
فنقول ان شأن اللغوييون هو الكشف عن العلاقة بين اللفظ والمعنى أما حقيقة ومعنى وماهية ومفهوم المعنى فهو ليس من شأن أهل اللغة بل هو شأن علماء الاختصاص في كل ماهية سواء كانت ماهية طبيعية أو تجارية أو علم المرور أو علم النفس أو ماهية العلم الجنائي وغير ذلك فهو ليس من شأن اللغوي
فيقول (عليه السلام) ان التحليل العقلي لماهية السجود غير منطبقة على من ينحني على شخص لابما هو غاية الغايات بل بما هو مقرب وبما هو ولي فهذا نوع من أنواع التحية وليس من السجود والواقع ان هذا الانقياد والسجود هو لله تعالى
وقد مرّ تعبير الشهيد الأول في الدروس ولو سجد الزائر ونوى بالسجدة الشكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى من تقبيل العتبة وهذا عكس ماذهب اليه السيد الماتن
وقد ورد في النصوص تقبيل رجلي المعصوم (عليه السلام) في حياته وهي روايات عديدة:
فقد روى الشيخ في الأمالي المجلس 18 الحديث الثاني روى بطريق مسند تقبيل جابر بن عبد الله الأنصاري لأرجل الحسنين (عليهما السلام) واستنكر عليه جماعة، فقال جابر بن عبد الله فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما أعلم لقبّلت ماتحت اقدامهما من تراب
وقال النبي (صلى الله عليه واله) في حديث مستفيض عند الفريقين: ياعلي لو أخبرتُ الناس بما لك من الفضل لما مررتَ على قوم الاّ أخذوا من تراب قدمك وفي رواية الاّ قبلوا تراب قدمك
مارواه الصدوق في عيون أخبار الرضا المجلد الثاني الصفحة 156 روى مسندا تقبيل جماعة لرجلي علي بن الحسين (عليه السلام) وذلك عندما كانوا في السفر ولم يعرف لهم الامام (عليه السلام) نفسه فلما عرفوه فوثبوا اليه فقبّلوا يده ورجله
أيضا مارواه الصدوق في الأمالي الصفحة 353 مسندا من تقبيل جابر بن عبد الله الأنصاري لقدمي الامام الباقر (عليه السلام) فوقع على قدميه يقبلهما ويقول نفسي لنفسك الفداء يابن رسول الله
روى الكشي رقم الحديث 356 من تقبيل الفضل بن يونس لقدمي موسى بن جعفر (عليه السلام) ولم يستنكر عليه (عليه السلام)
مارواه قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح المجلد الأول ص 258 من تقبيل محمد بن الحنفية رجل الامام السجاد (عليه السلام) عند محاجة الامام السجاد (عليه السلام) له على الامامة فلما رأى الآيات من الامام السجاد (عليه السلام) خرّ يقبل رجلي الامام السجاد (عليه السلام)
وانّ أصل هذه الواقعة منقولة بطرق عديدة ولكن هذا المقطع روي في الخرائج والجراح وروي أيضا في كتاب الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي في الفصل الثاني الحديث الأول ص 352
والتعبير فيها فوقع محمد بن الحنفية على رجل علي بن الحسين يقبلها ويلوذ به ويطلب منه العفو عما صدر منه
مارواه الكليني في الكافي ج2 ص 145 الحديث 4 بسند صحيح عن يونس بن يعقوب الجليل قال: قلت لأبي عبد الله عليه ناولني يدك اقبلها فاعطانيها فقلت جعلت فداك راسك ففعل فقبلته فقلت جعلت فداك رجلاك فقال أقسمت أقسمت أقسمت وبقي شيئ وبقي شيئ وبقي شيئ اي مع انك اقسمت تقبيل الرجل ولكن مع ذلك بقي شيئ من من اجلال المعصوم وهو اكثر واكثر
مارواه الكشي برقم 485 من رجل مريض وامرأته علوية فزارهم الامام الرضا (عليه السلام) فلما خرج الامام (عليه السلام) من زيارته أخذ الناس بتقبيل المكان الذي جلس فيه أبو الحسن (عليه السلام) وعندما نقل هذا الأمر الى الامام الرضا (عليه السلام) قال: ان ولد علي وفاطة (عليهما السلام) اذا عرفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس وهو لبيان جلالة هذه المعرفة
مارواه الصدوق في العيون المجلد 2 ص 230 الحديث الأول وقد رواه الوسائل في كتاب العشره الباب 129 الحديث الأول مسندا الى صفوان بين يحى الجليل الثقة قال سألني أبو قرّة ان اوصله الى الرضا فستأذنت بذلك فقال أدخلوه عليّ فلما دخل على الامام الرضا قبّل بساط الامام الرضا وقال هكذا علينا في ديننا ان نفعل باشراف زماننا والامام (عليه السلام) هنا لم يستنكر عليه ذلك
وهناك مصادر اخرى نأتي على ذكرها انشاء الله تعالى