34/06/24
تحمیل
الموضوع: أدلة وجوب رد التحية
لازلنا في أدلة أصل وجوب رد السلام وان من أدلة وجوب أصل رد السلام هو انه قد مرت نكتة صناعية هامة وهو ان التوقيفية أو الحقيقة الشرعية لها جهات ثلاث
الجهة الاولى: ان توقيفية العنوان لمعنى جديد ليس بالضرورة يعني هجر الشارع للمعنى القديم بل قد يكون المعنى القديم باقيا على حاله
الجهة الثانية: ان في داخل المعنى التوقيفي الجديد هو مآل وتحاليل لابد ان يعتمد على معاني لغوية فالصلاة هي توقيفية فان داخل الصلاة ركوع وسجود وأجزاء اخرى هي توقيفية أما داخل الركوع والسجود فهنا نرجع الى المعاني اللغوية
لذا قالوا ان التوقيفيات والتحليليات في الشرع تحدد وتؤخذ بحدودها
الجهة الثالثة: ان النسخ في التوقيفيات لايعني عند القدماء ان المنسوخ لاملاك له فقد مرّ ان التخصيص عند القدماء تختلف حقيقته عن التخصيص عند المتأخرين فالتوقيفية في النسخ والتخصيص ليس بمعنى ان العام أو المنسوخ من رأس قد اُلغي
فهنا في الآية الكريمة واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فسنأتي بشواهد على ان المراد بها تحية السلام لكن هذه الشواهد بلحاظ الوجوب لابلحاظ مطلق الرجحان والطلب
نعم بلحاظ أصل اللزوم هنا شواهد توقيفية على انها خصوص تحية السلام منها قوله تعالى وتحيتهم فيها سلام أي ان الشارع يخصص توقيفيتة كشعار وان لم يلغه كعنوان راجح
هنا يوجد شاهد آخر وهو مفيد أيضا الاّ انه قرينة عامة فان الطبيعة المأمور بها أو الطبيعة المنهي عنها وهي متعلق الحكم اذا كانت ذات درجات متفاوته أي التشكيكية بالاصطلاح المنطقي حينئذ فالمراتب الشديدة تكون الزامية وان المراتب غير الشديدة كالمتوسطة أو الخفيفة تكون غير الزامية
وبالاضافة الى ذلك فإن الدرجة الالزامية فيها أيضا ليست على درجة واحدة فكلما اشتدت الطبيعة اشتدت الدرجة الالزامية فيها أمرا أو نهيا
فالطبيعة المتفاوته التي اُمر بها ان كانت درجتها من الخفيفة أو المتوسطة فهي راجحه والدرجات الشديدة الزامية والأشد تكون كبيرة وكذا الكلام في جانب النهي فان الدرجات الخفيفة والمتوسطة تكون كراهة ثم ان الكراهة تشتد الى ان تكون درجة الالزام وهذه قرينة عامة ألفها الفقهاء في الدلالة المتضمنة للأوامر أوالنواهي اذا تعلقت بطبيعة متفاوتة
فأيُ طبيعة ذات تفاوت أمرا أو نهيا يستفيد منها الفقهاء وهذه قرينة وقاعدة مطردة يستفاد منها الفقهاء ففي المقام التحية من هذا القبيل حيث ان فيها حسن وأحسن وهكذا وهذا تمام الكلام في الآية الكريمة
مضافا الى ذلك توجد روايات كموثقة السكوني في أبواب العشرة الباب 33 الحديث الثالث وبقية روايات الباب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) السلام تطوع والرد فريضة وهذا دليل على انه خصوص التحية الرد فيها فريضة
ومثلة موثق مصدق بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن جعفر بن محمد عن ابيه قال (عليه السلام) لاتسلموا على اليهود والنصارى ولاعلى المصلي وذلك لأن المصلي لايستطيع ان يرد السلام لأن التسليم من المسلم تطوع والرد فريضة
وروايات اخرى في باب العشرة فقد عقد صاحب المصنف عشرة أبواب أو أكثر في أبواب العشرة وهي الأخلاق الاجتماعية وقد حصر الأخلاق الفردية في أبواب جهاد النفس وان الأخلاق في الألبسة في الصلاة وأحكام المعيشة في أبواب الطهارة وأبواب التعامل مع الحيوانات موجودة في أحكام الدواب وفي ابواب العبادات ابواب الأحلاق مع الله كأن يصلي بصلاة ذات توجه وأدب كالحركة للمصلي في الصلاة وكلماته فإنها مؤثرة هذا بالنسبة الى اصل وجوب رد تحية السلام
ولكن ماذا عن الصلاة والمصلي فهل يجب عليه الرد أو لايجب؟
الروايات الواردة في ذلك على طوائف
الطائفة الاولى: مادلّ على أصل مشروعية الرد فقد يكون الزام وقد يكون ترخيص كصحيح محمد بن مسلم في أبواب قواطع الصلاة الباب 16 الحديث الأول قال دخلت على ابي جعفر (عليه السلام) فقلت السلام عليك فقال السلام عليك فقلت كيف اصبحت فسكت فلما انصرف فقلت أيُرد السلام وهو في الصلاة قال نعم مثلما قيل له وهذا يدل على مشروعية الرد
لكن قد يقول قائل بأنه يمكن تخريج دلالة الرواية على الدلالة على وجوب رد السلام في الصلاة
وصحيح آخر لمحمد بن مسلم في أبواب قواطع الصلاة الباب 16 الحديث الخامس اذا سلم عليك مسلم وانت في الصلاة فسلم عليه تقول السلام عليك وأشر باصبعك فهنا على رد السلام ويسمى الرد تسبيب
الطائفة الثانية: مادل على أصل المشروعية من دون التصريح بالوجوب بصيغة ابتداء السلام لابصيغة الجواب
كوثق سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن الرجل يسلم عليه وهو في الصلاة قال يرد سلام عليكم ولايقول وعليكم السلام فإن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قائما يصلي فمر به عمار بين ياسر فسلم عليه عمار فرد عليه النبي (صلى الله عليه واله) هكذا
ومفاد هذه الطائفة بان هناك وجوب تعبدي في الرد بالسلام ان تجيب بما ابتدأ بك لكن يمكن تفسير هذا اللسان بتفسير صناعي اكثروضوعا
وهو انه مافرق بين السلام عليك أو السلام عليكم فالجواب عليكم السلام فإنه تفاعل أشد أما اذا ردد نفس سلام الغير فانه أقل تفاعلا وأقل توجها
ويمكن توجيه آخر أكثر من هذا وقد بنى عليه جملة من الأعلام