34/07/23
تحمیل
الموضوع: فوائد تقصي الروايات الاخلاقية المناسبة للأبواب الفقهية
كنّا في صدد التتمة الأخيرة في القهقهة واستشهدنا برواية أخلاقية على توسعة عنوان القهقهة وكون الرواية أخلاقية كما مرّ لايضر بتنقيح عنوان موضوع الحكم الزامي وهذا هو أحد الفوائد المهمة لتقصي الروايات الأخلاقية المناسبة للأبواب الإلزامية
والملاحظ الآن في الوسط العلمي أخيرا هجران روايات الآداب والأخلاق المناسبة مع البحث في الأحكام الالزامية مع ان هذه الروايات هي دائما ذات صلة بالأحكام الالزامية
وهكذا بالنسبة لبحوث روايات العقائد فالمعروف الآن انها لاصلة لها بالبحث الفقهي فإقحامها هو من الخلط والخبط
لكن أصل هذه الدعوى هي دعوى سليمة فإن التمييز في محله لكن ليست هناك قطيعة وبينونة تامة بين المفاد العقائدي والمفاد الإلزامي بنفس البيان الذي مرّ بنا في القضية الأخلاقية
فانه قد تكون الرواية العقائدية مفادها عقائدي لكن هذا لايمنع ان يكون في زوايا هذه الرواية قضية الزامية وعليه فالرواية العقائدية لاتخلو من نقلط ونكات ترتبط بالفرع بل وفضلا عنذلك قد تتعرض الرواية للامور التأريخية كما يذكر الائمة الأطهار (عليهم السلام) في بعض الأحيان واقعة الطف أو وقائع استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وهكذا فلايمكن القول بأن هذه الرواية متمحضة بالقضية الفقهية
ونموذج آخر من تعرض الروايات العقائدية هو تعرضها الى الحقيقة الشرعية كالروايات الأخلاقية والآدابية أو لاأقل ان الرواية العقائدية تبيّن المعنى الاستعمالي للعنوان مع انها رواية أخلاقية
وفضلا عن ذلك نقول ان هناك قاعدة بيّنها الوحي وهي عقلية في القضية التكوينية وهي ان كل عمل فرعي وفي البدن له أصل خلقي وكل طابع خلقي ينحدر من أصل اعتقادي فالعقيدة تولد الخلق والخلق يولد الفرع كما ان عكس هذا الأمر هو صحيح أيضا فان كل عمل يقود الى صفة أخلاقية وكل خلق يقود الى عقيدة كما استشهد بمفاد الآية الكريمة ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذّبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون
[1]
فالعمل يؤثر على الخلق والخلق يؤثر على العقيدة
وهذه القاعدة هي قاعدة عقائدية ثابتة بالأدلة النقلية والعقلية وان معرفة هذه القعدة بحذافيرها بكل منظومة الدين هي قدرة المعصوم (عليه السلام) لكن غير المعصومين (عليهم السلام) فبقدر استطاعتهم الالتفات الى المناسبات بين كل قاعدة أو مسألة عقائدية مع المسألة الأخلاقية وبين كل مسألة اخلاقية والقاعدة الاخلاقية مع المسألة الفقهية فبقدر استطاعتهم الى الالتفات للمناسبات يمكنهم الاستشهاد
وإكمالا لهذا المطلب نذكر نكتة صناعية مهمة وصميمية لهذا المطلب وهي ان هناك تسائل علمي منهجي للفقهاء وهو لماذا في القران الكريم والحديث النبوي ونهج البلاغة نرى ان الملف التوحيدي والملف الأخلاقي والملف الفقهي والملف العقائدي والملف التجاري فكل منها منعزل عن الملفات الاخر، فما هو السر في ذلك؟
والجواب ان هناك سر علمي صناعي عظيم فالقران الكريم وحديث المعصومين (عليهم السلام) والوحي عموما يربط العقيدة بالخلق بالفرع ويربط الفرع بالخلق وبالعقيدة في اية واحدة وفي جملة واحدة وهذا سر وصناعة وجوهرة عظيمة لو فككناه فاننا سنفكك نظام عظيم وسنفقد حلقات الاتصال بل بالعكس هذه المنظومة هي نظام ومنظومة متكاملة ومتسلسلة مترابطة ومتناسقة فيما بينها فان التبويب هو عبارة عن تجزئة وانفصال وتفكيك وتجزئة بينما بينات الوحي هناك اتصال وارتباط دائما، وهذه نكتة مهمة لابد من الالتفات اليها
[1] سورة الروم، الآية 10