الموضوع: الاخلال بالقرائة

 بقي من المسألة المتقدمة ان نقول: بالنسبة للقواعد المذكورة في علم التجويد أو علم النحو أو علم الصرف أو علم البلاغة هناك اقسام معددة

 فقسم من هذه القواعد دخيلة في صحة النطق ونرى العرف متطابق معهم في هذا الحكم

 وقسم آخر تسالموا على انها دخيلة في الصحة الاّ ان العرف غير واضح الموافقة معهم، وظاهر مشهور الفقهاء هو الأخذ بكلامهم من باب كونهم أهل الخبرة أو الأطمئنان

 وقسم ثالث وهو التسالم على الصحة ولكن العرف مخالف معهم فيقول بان هذا شرط للكمال وليس هو شرط صحة

 متأخرو الأعصار من الفقهاء والحق معهم قالوا باننا نأخذ بالعرف فان المراد هو النهج العربي على وفق علماء أهل اللغة

 فالسيد الخوئي وفق هذا القسم يفتي ويقول في جملة من مخارج الحروف فان الضاد التي هي اخت الطاء اذا نطقها بصوت اختها فيقول هي صحيحة لأن العرف يرى انه اداء لها، فالقسم الثالث يكون العرف هو المتبع

 وقسم رابع وهو ان نفس أهل اللغة مختلفون فمنهم من يقول هو شرط الصحة ومنهم من يقول هو شرط في الكمال فهنا نأخذ بقول من يقول بانه دخيل في الكمال لا الصحة

 والقسم الخامس نرى اللغويون يعتبرون الشيئ دخيلا في الكمال مع ان العرف يراه مخلا كما في (الله اكبر) فلابد من الاتيان بها بحسب العرف موافقا الى اللهجة العربية في حين ان العرف لايرىذلك لازما بل يراه كمالا

 ونحن نراه لازما وليس هو من الامور الكمالية في القرائة فلابد من مراعاته وفقا لنظر العرف ولانأخذ برأي علماء اللغة

 والوجه في ذلك هو اننا امرنا بأداء عنوان قرائة القران وهو موضوع من الموضوعات

 ففي مراحل الاستنباط

 أولاً: لابد من تحديد القضية الشرعية من المحمول والموضوع والمتعلق اجمالا وهي من علوم اللغة

 ثانيا: يبدأ المجتهد في الاستظهار وليس لعلوم اللغة هنا أي دور لأن الوظيفة للغة هي تحديد العلاقة بين اللفظ والمعنى وهذا خارج عن الماهية والاجناس والفصول

 ولذا نلاحظ رد علماء الامامية على العامة في مسألة الوضوء بكلام علماء التشريح في المراد من الكعبين فان علماء اللغة هم يذكرون المعنى اللغوي اما المعنى الماهوي فهو وظيفة العلوم الاخرى وهنا يأتي دور العلوم الاخرى في الفقه

 فمثلا نرى السيد الخوئي وتلاميذه أفتوا بأنه هناك فرق بين البنك الحكومي والبنك الأهلي ورتب السيد الخوئي مجهول المالك في بحث البنك وجملة من الآثار والأبحاث على ذلك ولكن الغفلة هي ان المراجعة للبيئة العصرية من الأعلام لم تحصل لأن السيولة النقدية الموجودة في البنوك كلها من البنك المركزي الحكومي فهي مرتبطة بالبعض ولايمكن التفكيك بينها

 يقال ان العلامة الحلي كان في المعاملات اقوى من خاله المحقق، بينما المحقق الحلي في العبادات أقوى، والسبب في ذلك ان العلامة عندما يخوض في المضاربات كأنه دلاّل في المضاربات أي له المام تام بالموضوع وكذا في بحث الاجارة

 وكذا في قضية الهلال فجملة من الأعلام يقول بعدم الفرق بين العين المجردة أو العين المسلحة فالروئية طريق وعليه فالعين المسلحة كافية لتحديد الهلال ورؤيته

 والغفلة حصلت باعتبار ان الهلال ماهو؟ فهل هو موقع فضائي أو هو انعكاس في النور أو هو حركة زمانية متولدة من الحركة المسافية الفضائية

 في حين ان الهلال هو عبارة عن علامة لمبدأ زماني متولد من حركة مساحية عرض متولد من عرض آخر عارض على الجرم فالموقع الفضائي الحالي مع الآخر هما زمانين ومسافتين وليسا بشيئ واحد