الموضوع: فصل في مستحبات القراءة

 كنا في المستحب الثاني من مستحبات القراءة وهو ان المأموم في صلاة الجماعة هل يجهر بالبسملة أو لايجهر

 مرّ مفصّلا بحث العمومات التي تدل على شعارية البسملة وهذا الاطلاق والعموم شامل للمأموم، فهل من دليل مقيد ومخصص لها أو لا؟

 نعم قد يقال ان هناك مخصصين

 الأول: اطلاق ماورد من اخفات الماموم المسبوق خلف الامام وان كانت الصلاة جهرية

 كما في صحيحة زرارة في أبواب صلاة الجماعة الباب 47 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال اذا أدرك الرجل بعض الصلاة وفاته بعض خلف امام يحتسب بالصلاة خلفه جعل أول ما أدرك أول صلاته ان أدرك من الظهر أو من العصر أو من العشاء ركعتين وفاتته ركعتين قرأ في كل ركعة مما أدرك خلف الامام في نفسه بام الكتاب وسورة ووجه الدلالة انه حتى في صلاة العشاء الجهرية لو أتى بالقراءة فانه يقرأ في نفسه اخفاتا وهذا شامل للبسملة فيكون مقيدا لما دلّ على الجهر في البسملة

 الثاني: ان لايُسمع المأموم الامام شيئا

 وصحيح أبي بصير في أبواب صلاة الجماعة الباب 52 عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ينبغي للامام ان يسمع من خلفه كلما يقول ولاينبغي لمن خلفه ان يسمعه شيئا مما يقول فيستحب ذلك للامام فقط ومن آداب صلاة الجماعة ان لايسمع المأموم الامام وهذا المستحب غالبا متروك، المهم هذا العموم يشمل البسملة أيضا

 ومثله صحيح حفص في نفس الباب عن أبي عبد الله (عليه السلام) ولايسمعونه شيئا أي المأموم لايُسمع الامام شيئا

 وهذا يدل على وجود مايخصص مطلقات الجهر بالبسملة

 ولكن يُتأمل في كلا الاستدلالين

 اما دليل إخفات المأموم فهو نظير دليل الإخفات في الصلاة الإخفاتية للمنفرد، فان الاخفات في القراءة يعني الاخفات في أصل القراءة لافي البسملة

 واما الحكم الثاني وهو ان من آداب الجماعة اخفات المأموم في كل الاذكار فهذا حكم ندبي وليس لزومي وفي باب الندبيات والمكروهات لاتخصيص في البين وإنما تزاحم ويمكن معالجة هذا التزاحم بأن يراعي المأموم عدم إسماع الامام

 فالصحيح ان الجهر بالبسملة خلف الامام مطلقا في نفسها راجحة مع مراعاة كراهة الاسماع

 فالصحيح ما قاله السيد اليزدي من ان الجهر بالبسملة شامل حتى لقراءة المأموم خلف الامام فالاجهار بالبسملة شعار وان أدلة الاخفات مخصصة به غاية الأمر في الجماعة لابد من المراعاة

 مسألة 7: الحمد سبع آيات والتوحيد أربع آيات وكون التوحيد أربع آيات فهو خلاف ما هو المشهور شهرة عظيمة عند الامامية فعندهم التوحيد خمس آيات أما الحمد فهي سبع آيات لأن البسملة آية مستقلة

 أما بالنسبة لسورة التوحيد فان البحث لايختص بها وقال البعض له ثمرة في سورة التوحيد باعتبار اننا لو قلنا هي خمس آيات فيمكن تجزئية صلاة الآيات عليها

 وان كان الصحيح هو ان التوزيع في صلاة الآيات لاينحصر بتبعيض السورة بحسب الآيات فيمكنك ان تبعض السورة لابحسب الآيات بل يمكن تبعيض الآية الواحدة بشرط ان لايكون تركيب الجملة ناقصا

 نعم من يبني على ان التفكيك في صلاة الايات يجب ان يكون بتفكيك الآيات والوقوف على الآيات فله ثمرة في سورة التوحيد

 وثمرة البحث ليس فقط في صلاة الآيات خصوصا على ما مر من انه مبنائي بل الثمرة في كل سورة من سور القران الكريم وهو ان البسملة هي جزء بل آية مستقلة كما بُيّن في متواتر بيانات أهل البيت (عليهم السلام) من ان العامة قاتلهم الله عمدوا الى أعظم آية في الكتاب فكتموها وكما نُسب الى ابن عباس ان العامة حذفوا مائة وأربعة عشر آية