الموضوع: الذكر في الركوع

 نذكر إجمال الأقوال في الذكر الواجب في الركوع: فجملة من الأعلام حكوا الاجماع على عنوان التسبيح، وبعضهم التسبيحة الكبرى وقال بالتخيير بين الثلاث من الصغرى وواحدة كبيرة، وبعضهم قال ان المضطر يسوغ له الاكتفاء بصغيرة واحدة، وبعضهم أوجب ثلاث تسبيحات كبيرة، وبعضهم أفتى كما عن المبسوط بإجزاء مطلق الذكر وليس خصوص التسبيح مع انهم لم يحددوا القدر بثلاث صغريات، وجملة منهم الصدوق وصاحب الرياض حددوا القدر الأدنى بالثلاث الصغريات، وبعضهم ذهب الى ان (وبحمده) مستحب، وتقدم عن جماعة منهم الصدوق وفي المعتبر إجزاء اصحاب الأعذار تسبيحة صغيرة واحدة أو في النافلة

 أما العامة فظاهرهم الاطباق على ان اصل الذكر في السجود والركوع مستحب وليس بواجب والأفضل مراجعة كتبهم في ذلك

 الروايات الواردة في الذكر على عدة طوائف

 الطائفة الاولى: مادلت على إجزاء مطلق الذكر

 الرواية الاولى: صحيحة الهشام بن الحكم في الباب 7 من أبواب الركوع الحديث الأول عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له يجزي ان اقول مقام التسبيح في الركوع والسجود لا اله الاّالله والحمد لله والله اكبر؟ فقال نعم كل هذا ذكر

 الرواية الثانية: صحيح الهشام بن سالم مثله في نفس الباب وقال سألته يجزي عني ان اقول مقام التسبيح في الركوع والسجود لا الله الا الله والله اكبر؟ قال نعم فهذه الطائفة صريحة جدا في ان الواجب غير محصور في التسبيح

 الطائفة الثانية: مادل على ان أدنى الواجب ثلاث تسبيحات صغيرة

 الرواية الاولى: في أبواب الركوع الباب 5 الحديث 2 صحيح معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أخف مايكون من التسبيح في الصلاة؟ قال ثلاث تسبيحات مترسلا تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله أي بدون عجلة وبدون انحدار

 الرواية الثانية: في نفس الباب الحديث3 موثقة سماعته سألته عن الركوع والسجود في حديث فقال أما مايجزئك من الركوع فثلاث تسبيحات تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله ثلاثا

 الرواية الثالثة: في الباب 5 صحيح مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال يجزئك من القول في الركوع والسجود ثلاث تسبيات أو قدرهن مترسلا وليس له ولا كرامة ان يقول سبح سبح سبح أي ليس له ان يسرع

 وهذه الصحيحة هي وجه جمع بين الطائفة الأولى والثانية اي من حيث القدر يتعين الثلاث تسبيحات اما من حيث المادة فهي مطلق سواء تسبيح أو حمد بينما الطائفة الأولى دالة على إجزاء مطلق الذكر مادة وقدرا

 وهناك مبنى لطيف في مبحث الدلالة عند القدماء ونعم المبنى وهو ان الطائفتين المتعارضتين من الروايات أو من الايات غالبا كل طائفة أو كل رواية تتميز في قوة ظهور في زاوية تختلف عن قوة الظهور في زاوية ثانية وعند القدماء مبنى للجمع وهو ان أي دليل أقوى ظهورا في الزاوية التي فيها فيقدم وان اخر في الزاوية التي ظهوره فيها ضعيف، وهذا ليس من التبرع بل هو من التكييف في الدلالة

 فلو كنا نحن والطائفة الاولى والثانية حتى لو لم تكن صحيحة مسمع أيضا لارتكبناه لأن الطائفة الأولى أقوى من زاوية الظهور من حيث المادة أما الطائفة الثانية فهي قوية الظهور في القدر فيقدم كل من الطائفتين في الزاوية التي هي فيها أقوى

 الطائفة الثالثة: مادل على وجوب التسبيحة الكبيرة

 الرواية الاولى: محسنة أبي بكر الحضرمي وهي محسنة باعتبار ان الباحث نفسه اذا اعتبرها حسنة فتعتبر محسنة واذا حسنها المشهور فيعني ان المشهور قد حسنها وانما صارت محسنة لان الراوي عنه هو عثمان بن عبد الملك وهو من حضرموت فقالوا هو مهمل في الرجال فان كان مصدر الرجال هو النجاشي وكتبي الشيخ الطوسي والبرقي والعقيقي والبرقي فقط فهو كلام تام وصحيح ولكن اذا لم تكن مصادر علم الرجال هي منحصرة بهذه فقط بل منها مصادر أعظم وهو نفس أسانيد الكتب الرجالية أي اسانيد الكتب الأربع باضافة عيون الاخبار وعيون الصدوق واكمال الدين وغيبة الشيخ الطوسي امالي المفيد وامالي الطوسي فهذه اسانيد هي أعظم مصدر في الرجال وهي أكبر من الاصول الخمسة لأن الاصول الخمسة هي فتاوى واجتهادات أما المادة الاصلية التي يمكن الاجتهاد فيها في علم الرجال فهي هذ الاسانية لانها صورة كاملة عن حياة الراوي وتلاميذه واساتذته والبيئة التي عاش فيها وتياره ومشربه فكل هذا يظهر ويتبين من النظر في الاسانيد

 وهذه الأسانيد كما يقول السيد البروجردي (قده) هي مصدر كبير جدا ومعه فلا انسداد اصلا في علم الرجال بل بالنسبة لعلم الرجال لدينا انفتاح

 فلابد ان لا يغفل الطالب عن اسانيد علم الرجال فهو علم جم في حقائق علم الرجال لانه ليس من التقليد فهو اجتهاد بل هو حس وكأن الشخص امامك وترى تلاميذه واساتذته ومشربه وبيئته وتفصيل كامل عن حياته