38/01/30
تحمیل
الأستاذ السيد علي السبزواري
بحث الفقه
38/01/30
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: شرائط الوضوء.
الجهة الثالث:- في ان الرياء المحرم وان حرمته من الضروريات وهو موجب لإحباط الثواب وبطلان العمل هل يختص بالعبادات ام يشمل غيرها؟
الجواب:- ذهب بعضهم الى ان الرياء المحرم يشمل العبادات وغيرها ولكن في غير العبادات لا يوجب بطلان العمل وان كان محرم ، وذهب بعضهم الى اختصاصه بالعبادات فلا يشمل غيرها فلو اتى بعمل غير عبادي مع الرياء فلا يكون هذا الرياء محرم ولا يكون باطلا.
ولابد من بيان حقيقة الرياء فان الرياء لغة:- هو اتيان العمل بداعي إراءته للغير ولا اشكال ان من جاء بعمل بداعي اراءته للغير فانه يصدق عليه انه رياء ن فهل هذا المعنى اللغوي هو المأخوذ في هذا الرياء المحرم الموجب لبطلان العمل المحبط للثواب او ان هناك شيء زائد؟
اذا راجعنا النصوص الواردة في الرياء والتي ذكرنا بعضا منها وسنذكر بعضا آخر هو ان المستفاد ان للرياء ركنان مقومان لحقيقة الرياء.
الركن الاول:- ان يكون هناك داع لإراءة العمل للغير اذ حقيقة هذا فلا يتحقق الرياء الا اذا تحقق داع اراءة العمل للغير.
الركن الثاني:- ان هذه الاراءة لابد ان تكون جزء العلة في الانبعاث نحو العمل واتيانه اذا تارة يأتي المكلف العمل بداعي امر الله تبارك وتعالى واضافته اليه حيث انه هو العلة في اتيان هذا العمل وتارة يأتي بالعمل بداعوية إراءته للغير حيث انضم داعوية اراءة الغير مع داعوية الامر فصار شركاً.
وبناء على الركن الاول لو اتى بالعمل من دون قصد اراءة الغير ولكن حصلت اراءة الغير قهرا فلا يسمى رياءً ، وبناء على الركن الثاني انه لو ان الانبعاث لم يحصل من داعي اراءة الغير بل حصل اراءة لأجل غرض معين كتعليم الغير واثبات ان الخير لابد ان ينتشر حينئذ لا يتحقق الركن الثاني.
فلا ريب ان المستفاد من هذه الروايات والنصوص هو ان الرياء بحد نفسه مذموم باعتبار انه يشتمل على ذميم الصفات وهو يغير الملكات الى الملكات الرذيلة.
اذن الرياء مذموم ومبغوض من قبل المولى اينما كان سواء كان في العبادات او في غيرها.
فلا يقال ان الرياء في غير العبادات الادلة منصرفة عنه لأنه خلاف ظاهر النصوص فان الاهتمام الكبير به واعطاء هذه الصفات الذميمة له يدل على انه مذموم على كل حال.
مضافا الى انه استدل بانه لو قلنا ان الرياء موجب للبطلان في غير العبادات فانه لا يبقى مورد ابدا فانه يختص بالمعصومين لأننا كلنا نأتي بالاعمال وفيها نوع من الرياء.
ولكن هذا دليل خطابي لا يدل على عدم حرمة الرياء في غير العبادات فلماذا لا نقول بالعكس يا ايها المكلفون فلتكن اعمالكم خالصة لله تبارك وتعالى واذا كان هذا الشخص متعودا على الاخلاص فيبتعد عن الرياء حينئذ.
اذن اطلاقات الروايات تشمل الرياء في العيادات وغيرها. نعم الرياء في غير العبادات لا يوجب بطلان العمل فمن غسل ثوبه رياء فلا يوجب بطلان العمل فقد تحقق الغسل.
ونستفيد من بعض الآيات الشريفة والروايات ان الانسان لابد ان يكون دائما من المسلمين بمعنى الاسلام والاستسلام والانقياد لله تبارك وتعالى ويأتي باعماه كلها لله تبارك وتعالى ، كما في الآية الشريفة التي تخاطب الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾[1] ، وكذا قوله تعالى ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾[2] ، فهذه الآية تدل على ان الحقيقة المحمدية هي اول مخلوقات الله كما تدل عليه جملة من الروايات.
اذن من قال ان الرياء في غير العبادات لا حرمة فيها هو خلاف ظواهر الادلة وخلاف حقيقة هذه الصفة الذميمة.
اما الرياء في الشعائر الحسينية فان كان من الامور العبادية فهو حرام وهو محبط للثواب ومبطل لها ن واما اذا كان من غير العباديات بل من الامور التوصلية التي يثاب عليه فهو خير من الخيرات فهو حرام ولكن لا يوجب بطلان العمل وانما يقلل الثواب.
الا ان يقال انه يأتي بالشعائر لأجل تعليم الغير وبيانها للغير وغير من الاغراض الصحيحة.