38/01/24
تحمیل
آیةالله الشيخ بشير النجفي
بحث الأصول
38/01/24
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : اجتماع الامر والنهي _ رأي السيد الخؤي .
قلنا بقي الكلام في ما أفاد السيد الاعظم في وجه اتحاد افعال الصلاة والغصب وعدم اتحاد الاجزاء مع الغصب رض يلتزم بان المحرم هو تصرف اما عنوان الغصب فهو عنوان انتزاعي وقد اطال الكلام في بحثه الشريف ونحن نلخص ماجاء في كلامه
يقول ان اجزاء الصلاة من النية وغيرها من القراءة والسجود والركوع كل ذلك لايعد تصرفا في مال الغير انما يكون تصرف في مال الغير في ثلاثة افعال فقط احدها الهوي الى الركوع والثاني الهوي الى السجود والثالث اعتماد الساجد على الارض التي يسجد عليها فعلى هذا اذا كانت الصلاة خالية من هذه الافعال الثلاثة كصلاة الميت _ ان قلنا انها صلاة ولكن نقول هي دعاء _ ومثل صلاة العاجز عن الركوع والسجود وكذلك ليس في حالة الركوع والسجود اعتماد على الارض فلايكون فيها تصرف في مال الغير فحينئذ يحكم بصحة الصلاة مطلقا سواء قلنا بجواز الاجتماع او عدم الجواز , واما ان كانت الصلاة مشتملة على الهوي للركوع والسجود والاعتماد على الارض في حالة السجود ففي هذه الحالة يكون هذه الامور فيأتي التفصيل مبني على القول بجواز الاجتماع وعدم جواز الاجتماع فان قلنا بعدم الجواز فكل منهما اما ان يكون مشمولا للأمر او للنهي فلا تصح الصلاة اما اذا قلنا بجواز الاجتماع فيكون كل من الفعلين منفصلا عن الآخر يعني المحرم والواجب فلا يكون هناك بطلان للصلاة , هذا ملخص ما جاء في كلمات تقريره .
ونلخص بعض الكلمات في كلامه فيقول الركوع ليس تصرفا في الارض المغصوبة لان الركوع هو عبارة انه يصبح الانسان في زاوية معينة في الانحناء وهذا ليس تصرفا في الارض وكذلك السجود نفسه ليس تصرفا في الارض وانما التصرف الهوي الى الركوع والهوي الى السجود والاعتماد على الارض , وقد اعرض رض عن القيام مع انه القيام واجب في القراءة وغير القراءة والقيام المتصل بالركوع جزء ركني ,
ولنا ملاحظات في كلامه الشريف
منها ان الهوي الى الركوع من حالة القيام الى ان يصل الانسان الى زاوية قائمة ويصبح راكعا فالحركة والانتقال من حالة القيام والوصول الى حد الركوع انتقال من وضع الى وضع ونفس الركوع نهاية تلك الاوضاع التي هي مطلوب منها فكيف يعتبر الانتقال من حالة القيام والانتصاب ثم بشكل الزاوية المنفرجة الى حد الحالة التي يكون فيها على شكل الزاوية القائمة وكذلك رفع الراس من شكل الزاوية القائمة الى حد القيام فهو في كل لحظة عنده حركة فلماذا يعتبر حالة الوصول الى حد الركوع ليس تصرف في مال الغير فلماذا لايعتبر حد الوصول الى الزاوية القائمة ليس بتصرف , فالانتقال من وضع الى وضع فهو من مقولة الوضع .
الملاحظة الثانية : يقول انه الاعتماد على الارض بحيث يجعل الانسان ثقله على الاعضاء الملاصقة للأرض يعبر عنها بالاعتماد _ وان كان هذا ليس هو الاعتماد _ فهذا مقصودهم من الاعتماد فيقول هذا واجب اثناء السجود واما الهوي ليس داخلا في الركوع وليس واجب شرعا فمادام الهوي تصرف والاعتماد تصرف فاذا فرض ان الاعتماد ليس جزء من السجود كما ان الهوي ليس جزءا من الركوع والسجود فهو تصرف في الارض المغصوبة وهو مقدمة للركوع وليس داخلا في الصلاة والمقدمة اذا كانت محرمة وذي المقدمة ليس محرما فحينئذ يحكم بالصحة , فالهوي تصرف لكنه ليس جزءً من الصلاة انما هو مقدمة لا هو جزء من الصلاة , فنقول اثناء الهوي ليس من الصلاة فماذا تقول ! فهو يقول هناك قلنا ان مقدمات الواجب ليس واجبة فالهوي ليس جزءُ من الصلاة ! فعلى هذا يجوز لك ان تنقض الوضوء ثم تتوضأ ؟ ! فهذا معناه انه ليس في القيام الواجب لان القيام الواجب اثناء النية والتكبيرة والقراءة اما اثناء الهوي فليس بواجب وكذلك عند رفع الراس من الركوع ثم الهوي الى السجود ! فهذا جدا غير واضح .
واما ما أفاد من ان الاعتماد داخل في السجود فنقول لا انما الاعتماد على الارض ليس جزءً من السجود انما السجود هو وضع الجبهة على مايصح السجود عليه فقط حتى وضع باقي اعضاء الجسد من الركبتين والكفين والابهامين هذا واجب وليس جزء من السجود فكيف تعتبر الاعتماد جزءً من السجود ولو سلمنا بذلك ولكن تقول الاعتماد فالاعتماد على الارض شيء والتصرف في الارض المغصوبة شيء آخر انما الاعتماد ملازم للتصرف في الارض المغصوبة وهو القاء ثقلي على الارض وهذا فعلي انا اما مماسة الارض فهي ملازمة للاعتماد , فإلقاء الثقل هو ان تلقي بنفسك على الارض اما التصرف فهو مماسة الارض وهي ملازمة للاعتماد وليس عين الاعتماد واذا كان كذلك بالدقة العقلية فلا يكون الاعتماد حتى اذا قلت انه واجب تصرفا نعم هو ملازم وانت لاتلتزم باتحاد المتلازمين في الحكم فاذا كان نفس القاء الثقل واجبا فملازمه وهو التصرف فهذا ليس واجبا فلايشترط لا هو ولا غيره يعتبرون المتلازمين يشتركان في حكم واحد فهنا تلازم في الوجود .
ثم الشك في ان الهوي واجب شرعي لا انه عقلا فقط بل هو واجب شرعا لأنه تحقيق نفس الركوع هو الانتقال من وضع معين الى وضع آخر وليس فقط خلق ذلك الوضع وليس احداث ذلك الوضع فقط فعليه ان نفس الانتقال واجب وعلى هذا فقوله انه مقدمة جدا غير واضح , ثم الغفلة عن القيام الذي هو واجب يقول هو ليس واجب , وهذا غريب .