السؤال :
شخص وسواسي كثيراً ويطيل الوقت في الوضوء والغسل والصلاة إلی درجة أنه إذا كان علی جنابة في شهر رمضان وأراد أن يغتسل فسوف يدخل الفجر وهو لم ينتهي من الغسل فهو يتيمم بدل الغسل وهكذا إذا كان عليه جنابة في شهر رمضان؟ أو كانت عليه جنابة في الأيام العادية فأنه ينتظر إلی أن يقترب إنتهاء الوقت لكي يتيمم ويصلّي؟ فماذا يقول سماحة السيد السيستاني في هذا الشخص؟ وما هو الحل في نظر السيد؟ وما حكم صيامه وصلاته وجميع أعماله العبادية؟ وما هي نصيحة سماحة السيد في هذه الحالة؟
الجواب :
تصح الصلاة ونحوها في مفروض السؤال وان كان الشخص آثماً في تفويتها مع الطهارة المائية عند التمكن منها. وينصح هذا الشخص بالسعي الی اصلاح حاله والتخلص من هذا الاداء، ويحصل ذلك بمرحلتين.
المرحلة الاولی : ان يلتفت الی هذه الحالة حالة ذميمة عقلاً وشرعاً لانها خروج عن الوسطية والاعتدال وهدر لطاقات الانسان من غير ان يجنی منها فائدة، فالوسوسة ليست ضرباً من الورع والتقوی ولاعناية مرغوب فيها باحكام الشرع المقدّس وانما هي نحو اختلال في ادراك الانسان وضعف في نفسه وارادته واستسلام لا يحاءات الشيطان الخبيث كما اشير اليه في الحديث، فاذا وعی هذا المعنی جيداً وعرف حقيقة هذه الحالة تصل النوبة الی المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية : ان يسعی جاهداً الی السيطرة علی نفسه وامتلاك زمام ارادته والحيلولة دون تلاعب الشيطان به، فليعقد العزم علی ذلك مستيقناً بان الله سبحانه لا يعاقبه علی عدم الاعتناء بما يحتمله في يوم القيامة، فاذا شك في وصول الماء لم يعتن وبنی علی حصول الطهارة جارياً علی المعتاد في ذلك، وكلّما كرّر منه عدم الاعتناء بالشك ضعفت سلطة الوهم علی نفسه الی ان يزول بيأس الشيطان من التعلّق به فيصبح معتدلاً في رعايته للطهارة والنجاسة، وليستيقن انه اذا دخل هذا المضمار وعلی سبيل التحدّي اكان هو الغالب وكان الله سبحانه في عونه وضعف كيد الشيطان به قال تعالی «ان كيد الشيطان كان ضعيفاً» والله الموفق الی الصواب.