الجواب :
حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على الإنفاق في سبيله ووصفه بأنه تجارة لن تبور ،
فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (إن الذينِ يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورشكور) ،
وقال جلّ وعلا في سورة أخرى (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم ، يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم).
وذكّرنا الله سبحانه وتعالى في اَية ثالثة بالإسراع في الإنفاق قبل فوات الأوان فقال : (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِّ لولا أخَّرتني الى أجل قريب فأصَّدَّق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسأ إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون).
ثم بيّن لنا سبحانه تعالى مصير أولئك الذين يجمعون المال فوق المال فيكنزونه ولا ينفقونه في سبيل الله ، فوصفه بما يرهب ويخيف ،
فقال في محكم كتابه المجيد (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).
وقد مثّل الإمام علي (ع) مبادئ الإسلام العظيمة وجسّدها فأنفق ما وسعته يداه زهداً في هذه الدنيا الفانية وإعراضاً عن زخرفها وزينتها يوم كانت تحت يده موارد بيت مال المسلمين بأجمعها ،
فقال أمير المؤمنين واصفاً حاله «ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي ، الىَ تخَير الأطعمة ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبعِ . أوَ أبيت مبطاناً ، وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرَّى ، أو أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحنُّ الى القدّ
وقد وردت أحاديث عن النبي (ص) والأ ئمة (ع) تصرِّح بآثار ومنافع يجنيها المنفق ، وهو بعد في دار الدنيا ، زيادة على ما ينتظره من عظيم الأجر (يوم لا ينفع مال ولا بنون).
فما يجنيه المنفق , الرزق ,
قال النبي (ص) : «استنزلوا الرزق بالصدقة».
ومما يجنيه ، علاج المرض ،
فعن النبي (ص) أنه قال : «داووا مرضاكم بالصدقة».
ومما يجنيه المنفق ، زيادة العمر ، ودفع ميتة السوء ،
فعن الإمام الباقر (ع) أنه قال «إن البرَّ والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة من السوء».
ومما يجنيه ، قضاء الدين ، والبركة ، فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال «إن الصدقة تقضي الدين وتخلِّف البركة».
ومما يجنيه المتصدق ، حسن الخلافة على أولاده ،
فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال «ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلاّ أحسن الله الخلافة على ولده من بعده».
كما قال الإمام الباقر (ع) «ولأن أعول أهل بيت من المسلمين وأشبع جوعتهم وأكسو عريهم وأكف وجوههم عن الناس أحبُّ إليَّ من أن أحج حجة وحجة وحجة ، حتى انتهى الى عشرة مثلها ، ومثلها حتى انتهى الى سبعين».
والإنفاق في سبيل الله باب واسع لا تلمُّ جوانبه هذه العجالة.